فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين (21)
بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر وهي مختارة من: " باب الوقار والسكينة", إلى "باب الرؤيا وما يتعلق بها " أسأل الله أن ينفع بها الجميع.
- الوقار والسكينة:
& الوقار هو هيئة يتصف بها العبد يكون وقورًا بحيث إذا رآه من رآه يحترمه ويعظمه والسكينة: هي عدم الحركة الكثيرة وعدم الطيش, بل يكون ساكنًا في قلبه, وفي جوارحه, وفي مقاله.
& لا شك أن هذين الوصفين الوقار والسكينة من خير الخصال التي يمنً الله بها على العبد. لأن ضد ذلك أن يكون الإنسان لا شخصية له, ولا هيبة له, وليس وقورًا ذا هيبة, بل هو مهين, وقد وضع نفسها ونزلها.
- ﴿ {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً} ﴾
& يعني قالوا قولًا يسلمون به من شرهم, وليس المعنى أنهم يلقون السلام, بل المعنى أنه إذا خاطبه الجاهل قال قولًا يسلم به من شره, إما أن يدافعه بالتي هي أحسن, وإما أن يسكت إذا رأى السكوت خيرًا.
- التفاؤل:
& ينبغي للإنسان أن يكون متفائلاً مستبشرًا بالخير, وألا يرى الدنيا أمامه كالحه مظلمة فيتحسر ويقنط.
- كثرة الضحك:
& تجد الرجل كثير الكركرة الذي إذا ضحك قهقه وفتح فاه يكون هينًا عند الناس, وضيعًا عندهم ليس له وقار, وأما الذي يكثر التبسم في محله, فإنه يكون محبوبًا تنشرح برؤيته الصدور, وتطمئن به القلوب.
- أي حال أدركت الإمام عليها فاصنع كما يصنع الإمام:
& إذا أتيت والإمام....وهو ساجد فكبر للإحرام وأنت قائم, ثم اسجد ولا تنتظر حتى يقوم, وإذا أتيت وهو جالس فكبر وأنت قائم واجلس, أي حال أدركت الإمام عليها فاصنع كما يصنع الإمام.
- من البشارة بالخير في أمور الآخرة:
& من الأمور التي تبشر بالخير في أمور الآخرة: الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو تُرى له, مثل أن يرى إنسان رؤيا فيقال له في المنام مثلاً: بشّر فلاناً بأنه أهل الجنة فيبشره, فهذه بشرى.
- الحرص أن يكون الإنسان على طهر ما استطاع:
& الإنسان ينبغي إذا خرج من بيته أن يكون متوضئًا لأجل أن يكون مستعدًا للصلاة وهو خارج البيت, فإذا جاء وقت الصلاة وهو في مكان لا يوجد فيه ماء كان طهارة وصلى...وربما أيضاً يحصل له الموت في هذا الوقت فيكون على طهر.
- الإقامة مع الأهل وعدم مفارقتهم إلا عند الحاجة:
& ينبغي للإنسان أن يقيم في أهله ما أمكنه, ولا يتغرب عنهم ولا أن يبتعد عنهم... لأن بقاء الإنسان في أهله فيه خير كثير, فيه الألفة والمودة والمحبة, والتربية ومراعاة أحوالهم والتأدب والتوجيه لهم فلهذا...ينبغي للإنسان ألا يفارق أهله إلا عند الحاجة
المشورة والاستخارة:
& اختلف العلماء هل المقدم المشورة أو الاستخارة؟ والصحيح أن المقدم الاستخارة ثم إذا كررتها ثلاث مرات ولم يتبين لك الأمر, فاستشر, ثم ما أشير عليك به فخذ به
& كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو أسدُّ الناس رأيًا وأصوبهم صوابًا, يستشير أصحابه في بعض الأمور التي تشكل عليه, وكذلك خلفاؤه من بعده كانوا يستشيرون أهل الرأي والصلاح.
& كيف تكون المشورة؟ المشورة تكون إذا حدث له أمر يُتردد فيه
& لا بد من هذين الشرطين فيمن تستشيره أن يكون ذا رأي وخبرة في الأمور وتأنّ ...وعدم تسرع, وأن يكون صالحًا في دينه, لأن من ليس بصالح في دينه ليس بأمين حتى وإن كان ذكيًا وعاقلًا ومحنكًا في الأمور وإذا لم يكن صالحًا في دينه فلا خير فيه.
& لو كان رجلًا صالحًا دينًا أمينًا لكنه مغفل, ما يعرف الأمور, أو متسرع لا خبرة له, فهذا...لا تحرص على استشارته...ولنفرض أنه كان رجل من أهل الفسق والمجون والفجور فلا يجوز أن تستشيره, لأن هذا يوقعك في هلاك.
- المنان:
& المنان: الذي يمنّ بما أعطى, إذا أحسن إلى أحد بشيء جعل يمن عليه: فعلت بك كذا وفعلت بك كذا. والمن من كبائر الذنوب...وهو مبطل للأجر لقوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تُبطلوا صدقاتكم بالمنِّ والأذى﴾ [البقرة:274]
- صلاة الضحى ووقتها:
& صلاة الضحى سنة, ووقتها من ارتفاع الشمس قيد رمح, يعني من ربع ساعة إلى قبيل الزوال يعني إلى أن يبقي على الظهر عشر دقائق, كل هذا وقت لها.
إغماض عيني الميت:
& الروح بإذن الله جسم لطيف خفيف يخرج من البدن ولا يمكن أن نشاهده بل يشاهد الميت فيشاهد نفسه خرجت من جسده...فينبغي أن يغمض الميت إذا مات, لأنه إذا برد ما تستطيع أن تغمض عينيه, فما دام حارًا أغمض عينيه.
- أكل الجماعة من إناء واحد:
& ينبغي للجماعة أن يكون طعامهم في إناء واحد, ولو كانوا عشرة أو خمسة يكون طعامهم في صحن واحد بحسبهم, فإن ذلك من أسباب نزول البركة, والتفرق من أسباب نزوع البركة.
- ماء زمزم:
& زمزم ماء مبارك...إن شربته لعطش رويت, وإن شربته لجوع شبعت, حتى إن بعض العلماء أخذ من عموم الحديث أن الإنسان إذا كان مريضًا وشربه للشفاء شفي وإذا كان كثير النسيان وشربه للحفظ صار حافظًا.
- تذكر العورة المعنوية:
& تجد غالب المخلوقات سوى الآدمي لها ما يستر جلدها من شعر أو صوف أو وبر أو ريش, لأنها ليست بحاجة إلى أن تتذكر العري المعنوي بخلاف بني آدم فإنهم محتاجون أن يتذكروا العورة المعنوية وهي عورة الذنوب, حمانا الله منها.
- النوم على البطن:
& لا ينبغي للإنسان أن ينام على بطنه لا سيما في الأماكن التي يغشاها الناس لأن الناس إذا رأوه على هذا الحال فهي رؤية مكروهة لكن إذا كان في الإنسان وجع في بطنه وأراد أن ينام على هذه الكيفية لأنه أريح له فإن هذا لا بأس به لأن هذه حاجة
من آداب الشرب:
& منها: أن يسمى الله عز وجل. ومنها: أن يتنفس في الشرب ثلاثاً يعني يشرب, ثم يفصل الإناء عن فمه, ثم يشرب ثم يفصله عن فمه ثم يشرب الثالثة ولا يتنفس في الإناء والحكمة من ذلك أن التنفس في الإناء مستقذر على من يشرب بعده.
& الأحسن والأكمل أن يشرب الإنسان وهو قاعد, وأن يأكل وهو قاعد, لكن لا بأس أن يشرب وهو قائم, وأن يأكل وهو قائم.
& إذا لم يكن هناك موانع تمنع إجابة الدعاء, فإن الله تعالى إما أن يعطيك ما سألت وتراه رأى العين, تدعو الله بالشيء فيحصل, وإما أن يكشف عنك ضر من الضر ما هو أعظم, وإما أن يدخر ذلك لك عنده وإلا فلن يخيب من دعا الله عز وجل أبداً.
- تأخر إجابة الدعاء:
&إياك أن تستبطئ الإجابة فتقول دعوت ودعوت فلم يستجب لي فإن الشيطان قد يلقى في قلبك هذا, ويقول: كم دعوت الله من مرة وما جاءك مطلوب؟ ثم يقنطك من رحمة الله...والقنوت من رحمة الله من كبائر الذنوب انتظر وألح على الله بالدعاء.
& ربما أن الله عز وجل يؤخر إجابتك لأجل أن تكثر من الدعاء فتزداد حسناتك, وتعرف قدر نفسك, وتعرف قدر حاجتك إلى الله عز وجل فهذا خير
- الإعراض عمن سبك أو شتمك:
& شيء مجرب أن الإنسان إذا سأب أحدًا قد سبه طال السباب بينهما وحصل تفرق وتباغض وإذا سكت فإنه قد يكون أنفع, ...الجاهل إذا سابك أو شتمك أو ما أشبه ذلك فأعرض عنه, فإن هذا هو الخير, وهو المصلحة والمنفعة
- التسمية على الأكل:
& الصحيح أن التسمية عند الأكل واجبة, وأن الإنسان إذا لم يسم فهو عاصٍ لله عز وجل, وراضٍ بأن يشاركه في طعامه أعدى عدو له وهو الشيطان...فإن نسيت التسمية في أوله وذكرت في أثنائه فقل: بسم الله أوله وآخره.
& الإنسان إذا لم يسم نُزعت البركة من طعامه, لأن الشيطان يأكل معه, فيكون الطعام الذي يظن أنه يكفيه لا يكفيه, لأن البركة تنزع منه.
- الكوع والكرسوع والرسغ:
& ما عند مفصل الكف من الذراع مما يلي الخنصر هو الكرسوع, وما يلي الإبهام فهو الكوع, وما بينهما فهو الرسغ.
- شكر نعمة العلم:
& إذا أنعم الله على عبده بعلم فإنه يحب أن يرى أثر هذه النعمة عليه بالعمل بهذا العلم, في العبادة وحسن المعاملة, ونشر الدعوة, وتعليم الناس وغير ذلك وكلما أنعم الله عليك نعمة فأرِ الله تعالى أثر هذه النعمة عليك, فإن هذا من شكر النعمة.
- وجوب ستر الوجه:
& إذا كانت القدم يجب سترها مع أن الفتنة فيها أقل من الفتنة في الوجه, فستر الوجه من باب أولى, ولا يمكن للشريعة التي نزلت من لدن حكيم خبير أن تقول للنساء يغطين أقدامهن ولا يغطين وجوهن, لأن هذا تناقض.
& جانب الصواب من قال من العلماء إنه يجب أن تستر القدمان ولا يجب أن يستر الوجه والعينان. هذا لا يمكن أبدًا, الصواب الذي لا شك عندنا فيه أنه لا يحلّ للمرأة أن تكشف وجهها إلا لزوجها أو محارمها.
إسبال الملابس:
& الإسبال...الصحيح أنه حرام أكان للخيلاء أم لغير خيلاء, بل الصحيح أنه من كبائر الذنوب, لأن كبائر الذنوب: كل ذنب جعل الله عليه عقوبة خاصة به, وهذا عليه عقوبة خاصة, ففيه الوعيد بالنار إذا كان لغير الخيلاء.
& الإسبال...فيه وعيد بالعقوبات الأربع إذا كان خيلاء: لا يكلمه الله يوم القيامة, ولا ينظر إليه, ولا يزكيه, وله عذاب أليم.
- التقدم بالذهاب إلى صلاة الجمعة
& كثير من الناس نسأل الله لنا ولهم الهداية ليس لهم شغل في يوم الجمعة, ومع ذلك تجده يقعد في بيته أو في سوقه بدون أي حاجة وبدون أي سبب, ولكن الشيطان من أجل أن يفوت عليه هذا الأجر العظيم.
& يوم الجمعة...بادر من حين تطلع الشمس, واغتسل وتنظف, والبس أحسن الثياب, وتطيب, وتقدم إلى المسجد, وصل ما شاء الله, واقرأ القرآن إلى أن يحضر الإمام
- التعامل مع المكره:
& إذا مررت ببيت وفيه صاحبه, وقال: تفضل, وأنت تعرف أنه إنما قال ذلك حياءً وخجلًا فلا تدخل عليه, لأن هذا يكون كالمكره....والذي يهدي إليك أو يعطيك شيئاً خجلًا وحياء أنك لا تقبل منه لأن هذا كالمكره.
- كفارة المجلس:
& الإنسان إذا جلس مجلسًا فكثر فيه لغطه, فإنه يكفره أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك, أشهد أن لا إله إلا أنت, أستغفرك وأتوب إليك.
& اليقين هو أعلى درجات الإيمان, لأنه إيمان لا شك معه ولا تردد, تتيقن ما غاب عنك كما تشاهد ما حضر بين يديك.
- اليقين يسهل على الإنسان المصائب والمحن:
& الدنيا كلها مصائب كثيرة لكن هذه المصائب إذا كان عند الإنسان يقين أنه يكفر بها من سيئاته ويرفع بها من درجاته إذا صبر واحتسب الأجر من الله هانت عليه المصائب وسهلت عليه المحن مهما عظمت سواء كانت في بدنه أو في أهله أو في ماله
- الدعاء على الظالم بقدر مظلمته:
& الله حكم عدل ينتقم من الظالم إذا رفع المظلوم الشكوى إليه, فإذا رفع المظلوم الشكوى إلى الله انتقم الله من الظالم, لكن لا يتجاوز في دعائه فيدعو بأكثر من مظلمته, لأنه إذا دعا بأكثر من مظلمته صار هو الظالم.
- دواء سهل للرؤيا المكروهة:
& الرؤيا المكروهة من الشيطان حيث يضرب للإنسان أمثالًا في منامه يزعجه بها, لكن دواءها أن يستعيذ بالله من شر الشيطان, ومن شر ما رأى, ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره, ولا يحرص على تعبيرها...فإنها لا تضره مهما كانت وهذا دواء سهل.
- كتاب رياض الصالحين كتاب جامع نافع:
& الحقيقة أن هذا الكتاب رياض الصالحين كتاب جامع نافع, ويصدق عليه أنه رياض للصالحين, ففيه من كل زوج بهيج, فيه أشياء كثيرة من مسائل العلم ومسائل الآداب لا تكاد تجدها في غيره. & هذا الكتاب...كتاب شامل عام ينبغي لكل مسلم أن يقتنيه, وأن يقرأه, وأن يفهم ما فيه.
ــــــــــــــــ كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: