فوائد مختصرة من كتاب الجنائز للعلامة العثيمين

منذ 2023-05-18

فوائد مختصرة من كتاب الجنائز من فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين

             

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد من كتاب الجنائز, من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل  الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

  • الإكثار من ذكر هاذم اللذات:

& قوله: (( «هاذم» )) ويقال: (( «هادم » )) فهما لغتان.

& (( «هاذم» )) بمعنى قاطع, و (( «هادم » )) من الهدم الذي هو هدم البنيان.

& المراد باللذات لذائذ الدنيا, وإلا فإن الموت بالنسبة للإنسان المؤمن ابتداء لذة لا تشبه لذات الدنيا, لكن لذات الدنيا تنقطع بالموت.

& أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإكثار من ذكر الموت, لأن ذلك يلين القلوب, ويزهدها في الدنيا, ويذكرها الحال التي لا بد من عبورها, كما قال كعب بن زهير:

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته     يومًا على آلة حدباء محمــــــــــــــــــول

& هذه الحقيقية يجب على الإنسان أن يتذكرها, لا لأجل أن يبكى أو لأجل أن يقول: سأفارق أهلي وبلدي وإخواني وأصحابي, لكن يكثر من ذكرها لأجل الاعتبار

& إذا أكثر الإنسان من ذكر الشيء فإنه لا بد أن يستعد له, والاستعداد للموت يكون بالإيمان والعمل الصالح.

& ينبغي للإنسان أن يكثر من ذكر هاذم اللذات سواء يذكّر بذلك نفسه أو...غيره

  • طول الحياة للإنسان:

& أكثر الناس يظنون أن الحياة خير للإنسان, وليس الأمر كذلك, بل قل قد تكون الحياة شرًا للإنسان, قال الله تعالى: ﴿ ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين [آل عمران:178]

& كره بعض العلماء أن يُدعى للإنسان بطول البقاء, يعني لا تقول: أطال الله بقاءك أو أطال الله عمرك إلا إذا قيدته فقلت _مثلًا_ على طاعة الله, لأنك لا تعلم: إذا طال عمره هل يكون خيرًا له أم يكون شرًا له؟

  • تمني الموت:

& نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتمنى الإنسان الموت لضر نزل به...سواء كان هذا الضر في بدنه أو في أهله أو في ماله أو في مجتمعه أو في دينه أو في دنياه.

& مثال الضر في بدنه: أن يصاب بمرض شديد كان المرض بدنيًا أو فكريًا أو نفسيًا.

ومثال الضر في ماله: أن يصاب تاجر بجوائح كنزول الأسعار وما أشبه ذلك. ومثال الضر في أهله: بموت أو أمراض عقلية أو نفسية أو جسمية.

& مثال الضر في مجتمعه: نكسات في المجتمع ومعاصٍ وفسوق وما أشبه ذلك. ومثال الضر في دينه: مثل أن يجد في من نفسه إعراضًا عن دين الله وتكاسلًا في الخير

& تمني الموت...إنما نهى عن ذلك, لأن هذا يدل على عدم الصبر, والواجب على الإنسان أن يصبر وينتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى.

& الإنسان...إذا كان لا بد متمنيًا وخاف على نفسه من الفتنة الدنية, لقوة الدافع ففي هذه الحال يقول: (( «اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي, وتوفني ما كانت الوفاة خيرًا لي» ))

الموت قد يكون خيرًا للإنسان:

& الموت قد يكون خيرًا للإنسان...وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الرجل يأتي في آخر الزمان إلى القبر فيقول: (( « يا ليتني مكان صاحب القبر » )) لما يرى من الفتن العظيمة التي تحول  بينه وبين السعادة الأبدية.

  • المؤمنُ يموتُ بعرقٍ الجبين:

& ومعنى هذا أن المؤمن يشدد عليه النزع حتى يعرق جبينه, وقيل معناه: أن المؤمن يعمل ويكدح ويتطوع لله عز وجل حتى يأتيه الموت وهو لا يزال في عناء العمل ومشقته, فهذان قولان, والحديث يحتملهما, وهما لا يتعارضان.

& ربما يكون له معنى ثالث أيضًا, وهو أن المؤمن يموت وهو في حياء وخجل من الله عز وجل, والعادة أن الإنسان إذا صار عنده خجل وحياء يعرق جبينه, والكافر والعياذ بالله قلبه قاسٍ ليس عنده خجل ولا حياء من الله سبحانه وتعالى, والله أعلم.

  • (( « لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله » ))

& (( «موتاكم» )) الذين هم في سياق الموتى فهو باعتبار ما سيكون.

& هذا الأمر ليس على سبيل الوجوب, ولكنه على سبيل الاستحباب.

& فضيلة هذه الكلمة " لا إله إلا الله " حيث يلقن بها الإنسان عند مفارقة الدنيا, وقد ورد في الحديث أن: (( «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة » )) يعني ولو لم يعمل بمقتضاها إذا قالها في آخر عمره, لأن الحديث عام.

& ينبغي أن يكون الناس متعاونين فيما بينهم على نفع بعضهم بعضًا, لأن هذا من مصلحة الميت, وهي أيضًا من مصلحتك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (( «لئن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم» ))

أشياء تعمل بعد موت الإنسان:

& ينبغي تغميض عين الميت,...جواز تقبيل الميت بعد موته, لفعل أبي بكر رضي الله عنه,...مشروعية تسجية الميت...قولها: " حين توفي سجًّي " سجي: بمعنى غُطًّي.

  • (( «نفسُ المؤمنِ مُعلّقة بدينِهِ حتى يقضى عنه» )):

& الديَّن: كل ما ثبت في الذمة من قرض, وثمن مبيع, وأجرة, وصداق, وعوض, وخلع, وغير ذلك...فإذا مات الإنسان فإن نفسه مُعلّقة بدينه, يعني أنها لا تنبسط ولا تفرح بما لها من النعيم حتى يُقضي الدَّين عنه.

& إذا قلت كيف يصح هذا الحديث, وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم وعليه دين...الجواب: أن يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد رهن درعه عند هذا اليهودي, فقد أمَّن الدين.

& إثبات عذاب القبر, لأنه لا شك أن تعليق النفس ومنعها من السرور والانبساط والانشراح بنعيم نوع من العذاب.

& قال العلماء: يجب على الورثة الإسراع في قضاء الدَّين, والله عز وجل جعل حق الورثة لا يرد إلا بعد قضاء الدّين, قال: ﴿ {من بعد وصيةٍ يوصي بها أو دين} ﴾ [النساء:11] فهم ليس لهم حق في أن يأخذوا شيئًا من الميراث إلا بعد قضاء الدَّين

& عظم الدَّين وأنه مهم جدًا, ويدل لذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي على من عليه دين لا وفاء له, ويدل على ذلك أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الشهادة في سبيل الله تكفّر كل شيء إلا الدَّين.

  • جواز جمع الرجلين في لحد واحد:

& وهذا عند الحاجة, والحاجة قد تكون كثرة الموتى وتعب الأحياء في حفر القبور.

  • الشهيد لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه:

& الشهيد لا يغسل, والحكمة من ذلك: لإبقاء دمه عليه, لأنه يبعث يوم القيامة وجرحه يثعب دمًا, اللون لون الدم, والريح ريح مسك.

& المجاهد في سبيل الله إذا قتل, فإنه يدفن في ثيابه.

& لا يصلى على الشهيد...قال أهل العلم: وذلك لأن الصلاة على الميت شفاعة...ومن قتل شهيدًا فقد كفرت خطاياه, فلا يحتاج إلى شافع, وهذا تعليل جيد  

  • قاتل نفسه: المنتحر:

& قتل النفس محرم من كبائر الذنوب, وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من قتل نفسه بشيء عُذب به في جهنم....وعظم قتل النفس لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عزره بترك الصلاة عليه وفي هذا ردع لغيره.  

& هل قاتل نفسه للتخلص من ويلات الحياة الدنيا ونكباتها هل يفيده ذلك شيئًا؟ الجواب: لا يفيده, بل يفيده أنه ينتقل إلى عذاب أشد, فهو كالمستجير من الرمضاء بالنار.

& أولئك الذين ينتحرون والعياذ بالله ليتخلصوا من ويلات الدنيا وهومها ونكدها لا يزيدهم ذلك إلا بلاءً وعذابًا لأنه من حين تخرج أراحهم تخرج إلى العذاب نسأل الله العافية.

  • فائدة الصلاة على قاتل نفسه:

& الفائدة أن الله يخفف عنه, أو أن الله تعالى يجعل في دعائهم هذا رفعًا للعقوبة أصلًا, لأن صلاة المؤمنين شفاعة, ولو كان الذنب عظيمًا, ما دام المصلّي عليه غير كافر, وأسباب مغفرة الذنوب كثيرة منها شفاعة المؤمنين.

نعي الميت:

& النعي الذي نهي عنه الرسول صلى الله عليه وسلم هو النعي المعروف في الجاهلية حيث يخرجون إلى الأسواق وفي الأحياء, ويقولون : مات فلان, ويذكرون من الثناء عليه ما قد يكون أهلًا, وقد لا يكون أهلًا.

& جواز النعي: وهو الأخبار بموت الميت ليصلى عليه.

& أن الأكثر في الجنائز أن يكبر عليها أربعًا, وهذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم فأكثر ما يكبر أربعًا.

& مشروعية التكبيرات الخمس في صلاة الجنازة, لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك.

& ماذا يصنع في التكبيرات؟ نقول في التكبيرة الأولى: يقرأ الفاتحة. وفي الثانية: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الثالثة: الدعاء. وفي الرابعة: دعاء أيضًا. وفي الخامسة: سكوت ثم سلام.  

& المشروع في العبادات الواردة على وجوه متنوعة أن يفعلها تارة على هذا الوجه وتارة على الوجه الآخر...فالسنة إذا جاءت على وجوه متنوعة فينبغي أن تفعل هذا مرة وهذا مرة لأجل أن تقوم بالسنة كلها.  

& قراءة الفاتحة بعد التكبيرة الأولى...ركن لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (( « لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب» )) وعلى هذا فهي ركن في صلاة الجنازة, لو تركها الإنسان ما صحت صلاته.

الدعاء للميت:

& مشروعية الإخلاص في الدعاء للميت, لأنك إذا تصورت أنك قد حضرت شافعًا له عند الله فسوف تُخلص في الدعاء, وتلح على الله عز وجل في الدعاء.

& مشروعية تكثير المصلين على الجنازة طلبًا لنيل شفاعتهم.

& قوله: ( «اللهم اغفر له» )) المغفرة هي: ستر الذنب والتجاوز عنه.

& قوله: (( «وارحمه» )) الرحمة فوق المغفرة, لأنه بعد إزالة العقوبات يُطلب له حصول الرحمات, ففيها حصول المطلوب بعد زوال المرهوب.

& قوله: (( «وعافه واعف عنه» )) " عافه" أي: من العذاب الحاصل بفعل الذنوب, "واعف عنه " أي: تجاوز عنه من التقصير بفعل الواجب.

& قوله : (( « وأكرم نزله » )) الُزُل: ما يقدم للضيف من كرامة...فأكرم نزله يعني: اجعل نزله أي: ضيافته كريمة, وهذا يراد به كثرة الثواب من الله عز وجل لهذا الميت

& قوله: ( «ووسع مدخله» ) مدخله يعني به القبر...فوسعه يعني اجعله واسعًا فسيحًا

& قوله: (( « واغسله بالماء والثلج والبرد» )) لتقيته من الذنوب وإزالة أوساخها, واختير الثلج والبرد لأن هذا هو المناسب إذ إن آثار الذنوب العقوبات بالنار, وهي حارة فناسب أن تقابل بماء وثلج وبرد.

& قوله ( «وأبدله دارًا خيرًا من داره» ) يعني اجعل له دارًا بدلًا من داره لكنها خير منها والدار التي انتقل منها دار الدنيا دار الهموم والغم والنصب والتعب البدني والعقلي

& الدار التي سينتقل إليها أول ما ينتقل من الدنيا هي القبر...والقبر يكون خيرًا من الدنيا إذا فُسح للإنسان مد بصره وقيل له: نم صالحًا وفُتح له باب إلى الجنة أتاه من روحها...وفرش له من الجنة, فمن كانت هذه حاله فوالله إنها أحسن من الدنيا...  

الإسراع بالجنازة:

& قوله: ( أسرعوا بالجنازة ) عام يشمل الإسراع بها في تجهيزها وفي حملها وفي دفنها فكلما أسرعنا فهو أولى لأن الجنازة إن كانت صالحة فإن روح الميت تقول: (قدموني, قدموني) وإن كانت غير صالحة فلا خير في جثة غير صالحة أن تبقى عند أهلها.

& بعض الناس يؤخرون الجنازة لغرض أن يصلي عليها أولاده أو غيرهم ممن يعرفون الميت؟...هذا خلاف السنة وأن السنة الإسراع بها لكن إذا أخرت زمنًا ليس بطويل لمصلحة فلا حرج قال أهل العلم: يجوز أن تؤخر لانتظار كثرة الجمع ونحو ذلك.

  • الترغيب في شهود الجنائز:

& قوله: (من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط, ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان) قيل: وما القيراطان؟ قال (مثل الجبلين العظمين) الترغيب في شهود الجنازة لإدراك هذا الأجر العظيم...والقيراطان لا يحصلان إلا لمن شهد الصلاة والدفن.

& نهي النساء عن اتباع الجنائز, لقولها: نهينا عن اتباع الجنائز.

& لما كانت المرأة ليست أهلًا للتشييع لما يخشى من تشيعها من الفتنة ومن عدم الصبر حتى تبكى وتنوح نهاها الشارع.

  • القيام عند رؤية الجنازة:

& مشروعية القيام للجنازة إذا رؤيت لأمر النبي صلى الله عليه وسلم, ولولا أنه ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قام وقعد لقلنا: إن الأمر للوجوب.

& الحكمة من كونه إذا رأى الجنازة يقوم هو تنبيه النفس على هذا الأمر الذي هو مآل كلِّ حيّ, وهو الموت...فلا ينبغي أن تمر عليك الجنازة وأنت قاعد على حديثك كأن شيئًا لم يكن

دفن الميت:

& ينبغي عند دفن الميت أن يدخل القبر عند رجلي القبر, فيكون أول ما يدخل القبر رأسه, والحكمة من ذلك والله أعلم لأن الرأس أشرف الأعضاء, ولهذا فعند الصلاة عليه يقف الإمام عند رأس الرجل.

& ليس للإنسان إذا وضع الميت في لحده أن يقول: ( بسم الله وعلى ملة رسول الله) والذي يقوله هو الواضع دون من حوله.

  • القبر:

& الأفضل في الدفن اللحد وضده الشق, والشق أن تحفر الحفرة في وسط القبر, واللحد أن تكون في جانبه مما يلي القبلة.

& تحريم تجصيص القبر...تحريم الجلوس على القبر...تحريم البناء على القبر...تحريم امتهان القبور.

& يباح وضع الحجر على القبر ليعلم أنه قبر...ونحن عندنا يضعون الحجرين حتى يعرف حد القبر, لئلا يوطأ, ولكي يكون حفر القبر الثاني موازيًا فلا يتقدم.  

  • زيارة القبور:

& مشروعية زيارة القبور...والصواب أنه ليس لها وقت معين,...وعلى هذا فنقول: زيارة القبور مستحبة في كل وقت.

& فيها ثلاث فوائد: الأولى: التذكير بالآخرة وهو يوم القيامة. الثانية: التذكير بالموت. الثالثة: التزهيد في الدنيا, ومعنى التزهيد في الدنيا, أي: ترغيب في الإعراض عنها وعدم المبالاة بها.& زيارة المرأة للقبور من كبائر الذنوب

& أرى أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم كغيره بمعنى أنه لا يجوز للمرأة أن تزوره.

أحوال من يزرون القبور:

& الذين يزرون القبور لا تخلو أحوالهم من أحوال أربع: إما أن يدعو الله لأهل القبور...فهذه هي الزيارة المشروعة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم عليها, فإنه يسلم عليهم ويدعو لهم بالمغفرة والرحمة.

& وأما دعاء الله بهم بأن يجعلهم وسيلة إلى الله عز وجل, مثل أن يقول: " اللهم إني أسألك بصاحب هذا القبر", وهذه بدعة محرمة, سواء كان صاحب هذا القبر ممن شهد له بالخير أو لم يكن كذلك.

& وأما الدعاء عندها بأن يقصد الإنسان المقبرة يزورها معتقدًا أن الدعاء عند القبور أفضل من الدعاء في المساجد أو البيوت, وهذه أيضًا بدعة  مكروهة واعتقاد فاسد فإنه لا مزية للدعاء عند القبر أبدًا.

& الرابع: أن يدعو أصحاب القبور يعني يقول: يا سيدي يا ولي الله يا نبي الله أغثني أعطني كذا افعل كذا" فهذا شرك مخرج من الملة لقوله تعالى ﴿ {ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون} ﴾ [المؤمنون:117]

  • النياحة:

& النياحة: صوت بالبكاء وهو صوت خاص يشبه نوح الحمام وهو يشبه التطريب بالبكاء بالنسبة للآدميين...والنياحة سبب لتألم الميت وتعذيبه في قبره, فإذا كان كذلك فإن نوحك جناية على هذا الميت فعليك أن تتقي الله في نفسك وفي ميتك.

& جواز البكاء على الميت, سواء كان ذلك عند موته أو بعد دفنه...والبكاء غير النياحة, لأن البكاء شيء تمليه الطبيعة والجبلة وليس فيه صوت يترنم به الإنسان وينوح به كما تنوح الحمام فهو أمر لا بد منه عند كثير من الناس.

  • صنع الطعام لأهل الميت:

& يسن بعث الطعام إلى أهل الميت في اليوم الذي مات فيه ميتهم.

& هذا الطعام يسن صنعه لأهل الميت إذا علمنا أنه أتاهم شيء يشغلهم, أما إذا علمنا أنهم لا يهتمون بذلك مثل أن يكونوا في فندق أو في شيء يجهز لهم الطعام يعني ليس هم الذين يقومون بصنعه فإن ظاهر التعليل أنه لا يسن.

  • التعزية:

& قال العلماء: إنه يكره الاجتماع للتعزية وانتظار المعزين, خلافًا لما يفعله كثير من الناس اليوم, تجدهم يجتمعون في البيوت استقبالًا لمن يأتون للتعزية, وهذا لا أصل له.

& أقبح منه أن بعض الناس يصنع ما يشبه وليمة العرس من قهوة وشاي ويجمع ناسًا كثيرين, وأحيانًا يظهرونها في الأسواق, وربما يأتون بشخص يقرأ القرآن بأجرة لا تطوعًا أو تبرعًا, وكل هذا من البدع التي يُنهي عنها لأنها لم تكن في عصر الصحابة.

& أنصح...الذين في بلادهم مثل هذه الأمور أن يحرصوا على إزالتها, ولكن بالحكمة, لأن الشيء المعتاد عند العامة يصعب على الإنسان أن يقوموا أمامهم مواجهًا لهم ويقول : هذا خطأ, هذا منكر هذا حرام بل لو فعل...قاموا عليه

  • علامات تظهر على الميت تدل على حسن وسوء الخاتمة:

& بعض الأموات سبحان الله العظيم إذا مات استنار وجهه أكثر مما كان حيًّا, كما ذكر لي بعض الناس في أموات يقول: إننا رأينا وجوههم أحسن استنارة مما هم أحياء وربما يكون الأمر بالعكس والعياذ بالله أنه يظلم وجهه.

  • متفرقات:

& رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح يوم مات أحسن منه من الأيام التي قبلها.

&الإنسان إذا كان حيًّا لا تؤمن عليه الفتنة...وكم من إنسان يشعر أنه في خير ولكنه قد يصاب من حيث لا يشعر, ولا سيما إذا عبادته لله عز وجل ليست متمكنة.

& الفتنة التي قد تصيب الإنسان ضعيف العبادة, إما شبهة, وإما شهوة, إما شبهة يلتبس عليه العلم فيضل والعياذ بالله, ويبقى حيران, وإما شهوة, والشهوة قد تكون محاولة لنيل المحبوب, أو دفع المكروه.

& قد يرتد الإنسان إذا أُصيب بمصيبة, كأن يصاب الإنسان مثلًا بفقد ابنه أو أبيه أو أحدٍ عزيزٍ عليه, فتؤثر هذه المصيبة في قلبه حتى يرتد والعياذ بالله لفوات محبوبه.

& وقد تكون الفتنة طلب محبوب لا فوات محبوب, كأن يفتن الإنسان والعياذ بالله إما بالتكاثر في الدنيا, وإما بشهوة الفرج, وإما بغير ذلك فيضل, ولهذا يجب على الإنسان أن يكون حذرًا من كل شيء.

& الحاصل أن تكون دائمًا مراقبًا لقلبك ولا تعتمد على مجرد ما تفعله من العبادات صحيح أن العبادات بمنزلة السقي للقلب لكن تحتاج إلى صيانه إذا السقي قد يغرق.

&الدنيا للمؤمن سجن لأنه ينتظر وراءها من النعيم المقيم فهو بالنسبة لما ينتظره كأنه في سجن وأما الكافر فإن الدنيا جنته لأنه مهما وجد في الدنيا من بؤس فإنه بالنسبة إلى عذاب القبر وعذاب النار يعتبر جنة& الشهداء غير شهيد المعركة يصلي عليه

& غير النبي صلى الله عليه وسلم مهما بلغ من الفضل والعلم والكرم لا يُتبرك بآثاره

& الإحسان حقيقة هو موافقة الشرع, فكل شيء موافق للشرع فهو حسن, وكل شيء مخالف للشرع فهو سيء وليس بحسن.

& التقوى هي الجامع التي تجمع بين الرجلين في الدنيا وفي الآخرة, خليلك في الدنيا هو خليلك في الآخرة, إذا كانت الخلة لله وسببها التقوى.

& كل ما يذكر الآخرة فإنه ينبغي للإنسان فعله سواء زيارة القبر, أو قراءة آيات موعظة, أو أحاديث موعظة, أو جلوس عند واعظ كلامه مؤثر, أو ما أشبه ذلك.

& لو أمسكت أخاك وقلت له: " اجلس بنا نتذاكر الآخرة, أو نتذاكر الموت, أو نتذاكر آيات الله عز وجل حتى يزداد إيماننا ويقيننا" فإن ذلك من الأمور المشروعة, وقد كان السلف رحمهم الله يقول بعضهم لبعض: " اجلس بنا نؤمن ساعة"  

& القبور قد تكون مظلمة حتى بالنسبة لقوم صالحين وذلك لأن أهل البقيع كلهم من الصحابة وقال: (( إن هذه القبور مملوءة على أهلها ظلمة )) فلا تغتر بالعمل, فإن العلم ليس هو كل شيء.

& لا يجوز للإنسان أن يتبرع بعد موته لأحد بشيء من أعضائه, لأنه يلزم منه فصل هذا العضو عن الجسد, وفصله لا يجوز, ولهذا قال فقهاء الحنابلة لا يجوز أن يفصل منه عضو بعد موته ولو أوصى به.

&ما يعمل في بعض المستشفيات من تشريح الجنائز...إذا كان لمصلحة الميت مثل أن ينظر في سبب الوفاة فهذا جائز...لكن إذا كان من أجل زيادة المعرفة في الطب فإن كان غير معصوم فربما نقول بالجواز أما كان معصومًا فالظاهر لي أن الأولى اتقاء هذا

& الاستغفار سبب لفتح الله على العبد, سواء كان ذلك في عبادة أو علم.

& بعض العلماء إذا وردت عليه مسألة صار يستغفر الله, والمناسبة في هذه ظاهرة, لأن الذنوب رين على القلوب, والاستغفار سبب لإزالة ذلك, وتطهير القلوب منها, فإذا زال الرين حصل البيان.

& لا شكّ أن صلاح السلطان له أهمية عظيمة, كما قال الإمام أحمد رحمه الله:" لو أعلم لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان" لأن بصلاحه صلاح الأمة.

& الذنوب كلها شر وآثام يحصل فيها من العقوبات العامة والخاصة ما هو ظاهر.

& من أراد أن يعرف آثار الذنوب وعقوباتها  فليقرأ كتاب ابن القيم المعروف بالجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي, فإنه ذكر في أول هذا الكتاب عقوبات عظيمةً للذنوب, وآثارها في المجتمع, وفي الشخص نفسه.

& أقوى رابطة بين بني آدم هي الرابطة الإيمانية والأخوة الإسلامية, فهذه الرابطة أقوى من القوميات, فأخوك في الإسلام أقوى من أخيك في العروبة, وأقوى من أخيك في النسب, فهو أقوى من كل شيء.

& إذا كان الإنسان مشهورًا بالمعصية فهل يدعى له؟ الجواب: هو أحوج من غيره أن يدعى له, ما دامت معصيته لم تصل إلى حد الكفر, أما إذا كان من أهل البدع فلينظر في بدعته فإن كانت مكفرة فإنه لا يدعى له, لأنه كافر

& الغالب أن الحق إذا بيّن بلطف مع إخلاص النية لله عز وجل فإنه يُقبل.

& لا ينبغي لإنسان أسدى إليه أحد معروفًا أن يأخذه ويسكت, بل لا بد أن يكافئه إما بالمال, وإما بالدعاء إذا كان ممن يكافأ بالدعاء.

& لا شكً أن الصلاح في موضع الفساد له فضل وأهمية, ولهذا ورد في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم " طوبى للغرباء" وهم الذين يكونون في الناس كالغرباء, فالناس أهل شر وفساد وهو أهل صلاح, كأنه غريب في هذا البلد.

& لا شكّ أن انفراد الإنسان بالصلاح في موضع يكثر فيه الفساد هو من نعمة الله عليه, وأن له شأنًا ينبغي أن يهتم به, ليكون ذلك تشجيعًا لغيره.

& الدعاء من الشفاعة, أي: دعاء الإنسان للإنسان شفاعة, فإذا دعوت لأحدٍ فمعناه أنك شفعت له عند الله سبحانه وتعالى.

& ما يفعله بعض الناس الآن حيث يأتون برجل قد مات من الرؤساء والزعماء, ثم يجعل شخص يسبه وآخر يدافع عنه أنه لا فائدة من هذا, بل هو لغو, وربما يحدث عداوةً وبغضاء بين الناس.

& بالنسبة إلى مبدئه إذا كان مبدأً خبيثًا معارضًا للشريعة يجب أن نسب هذا المبدأ نفسه...لأننا إذا سكتنا عن مبدئه بحجة عدم سب الأموات فقد يغتر به الناس, أما أن نتجادل بهذا الشخص لعينه فلا شك أن هذا لغو من القول وأنه يجر إلى الآثام.

                     كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ