والآن لوبي مسيحي في مصر
والآن لوبي مسيحي في مصر
خالد الشافعي
من المعلوم بالاضطرار أن هناك لوبي يهودي في أمريكا يقوم على التأثير في القرار الأمريكي والسياسات الأمريكية لكي تصب في النهاية في مصلحة إسرائيل، ومن أكثر ما يرتبط بالحديث عن هذا اللوبي أنه وبالرغم من قلة عدد اليهود في أمريكا بالنسبة لعدد سكانها، وبالرغم من أن هناك جاليات أكثر عدداً في الولايات المتحدة، إلا أن اللوبي اليهودي ولأسباب لا يتسع المقام لذكرها هنا يكاد يكون مختطفاً للسياسة الأمريكية فيما يتعلق بكل ماله علاقة بإسرائيل
اللوبي كمصطلح سياسي يعني مجموعة من العملاء النشطاء، الذين لهم مصالح خاصة، ويمارسون الضغوط، يحاولون التأثير على المشتركين، أو الشخصيات العامة، من خلال الصلات الخاصة، وذلك بهدف تشريع معين، أو اتخاذ قرارات محددة.
أظن أنه في مصر الآن أزيح الستار عن لوبي مسيحي مرعب يملك المال والعلاقات مع الداخل والخارج وقد استطاع هذا اللوبي برغم أن المسيحيين في مصر أقلية، استطاع أن يوفر لطائفته مزايا خيالية وأن يجعلها في وضع يحسدها عليه كثير من أبناء الأغلبية المقهورة، وقد تحالف لأجل ذلك مع النظام السابق وتمدد خلال عصره حتى تحول إلى دولة داخل الدولة وتحكم في مفاصل الدولة وامتلك نفوذاً رهيبا بشرائه عدداً من القنوات والصحف وتمكن من تجنيد كثير من الأسباب اللامعة لتتحول إلى ببغاوات بلهاء تردد ما يريده ولى نعمتها مهما كان ممجوجاً أو غير مناسب، وقد وصلت قوة هذا اللوبي لدرجة أنه لا أحد قبل وبعد الثورة كان خطاً أحمر إلا رئيس الدولة المسيحية في مصر، كان المخلوع يتعرض لأقذع الشتائم أحياناً وهو في الحكم وكان رؤساء الوزراء كذلك والوزراء واحد فقط كان خطاً أحمر قبل الثورة ولم يزل كذلك بعدها، إنه البابا شنودة، المجلس العسكري يهان والمشير يسب والكل يتعرض للنقد من قبل خصومه لكن واحداً فقط لا يجرؤ أحد على أن يدوس له على طرف، لأن النخبة تدور بين العمالة والجبن نفس حال النخبة في أمريكا مع اللوبي اليهودي.
الصحفيون والإعلاميون في مصر إما موظفون في وسائل إعلام يمتلكها اللوبي أو يدركون قواعد اللعبة ويريدون ألا تنقطع أرزاقهم.
والحل: تحتاج الأغلبية المغلوبة في مصر إلى لوبي مضاد له علاقاته ووسائله الإعلامية (وليست قنواتنا الكوميدية) نحتاج إلى إيصال الحقيقة بكل الوسائل الممكنة ونحتاج أن تكون لنا شبكة علاقات كما نحتاج إلى أن يكون لأعيننا بعضا من اللون الأحمر الذي يجعل الكل يعمل لنا حساباً.
خالد الشافعي
داعية مصري سلفي
- التصنيف:
- المصدر: