فوائد مختصرة من شرح اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم للعثيمين

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه فوائد مختصرة من شرح اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم, للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل  الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

التشبه بالكفار:

& قال النبي صلى الله عليه وسلم:  «من تشبه بقومٍ فهو منهم» وهذا حقيقة, فأنت لو لَبِست مثل لِباس فلان, ألا تشعر أن قلبك يميل إليه؟ بلى, ولهذا قلدته, فكذلك الذي يتشبه بالكفار لا بد أن يكون لقلبه ميل إليهم.

& من الحكمة من المخالفة في الهدي الظاهر: أن المشاركة في الهدي الظاهر تُورث تناسبًا وتشاكلًا في الهدي الباطن.

& الكفار يفرحون أن يوافقهم المسلمون ويبذلون الشيء الكثير لموافقة المسلمين لهم

& المشابهة تحصل ولو بلا قصد, فكثير من الناس يقول أنا ما قصدت التشبه, فنقول: متى حصلت المشابهة ثبت الحكم سواء قصدت أم لم تقصد, لكن إذا قصدت المشابهة كان هذا أعظم نُكرًا وأكثر إثمًا.

& ضعف قول من يقول: إنه يكره التشبه بالكفار. والصواب: أنه يحرم, وينبغي أن يُحمل كلام العلماء الذين قالوا بالكراهة على أنه كراهة التحريم أو المنع.

& تجد أبعد الناس عن الإيمان والإسلام هم الذين اغتروا بمظاهر الكفار وتشبهوا بهم, نسأل الله الهداية للجميع.

ضابط التشبه:

& في فتح الباري عن الإمام مالك أنه قال: إذا كان أصل الشيء خاصًا بالكفار ثم انتشر بين المسلمين فإنه لا يعد تشبهًا لأنه صار الكافر والمسلم كلهم فيه سواء والتشبه هو أن يتخذ الإنسان شيئًا يختص بالكفار حيث من رآه قال هذا من الكفار

& البنطلون في كثير من البلاد الإسلامية لا يستعمل إلا هو, فلا نقول: إنه زي المجوس أو المشركين أو العجم الآن, لأنه أصبح مشتركاً.

أعياد باطلة:

& هذه الأعياد التي تقام, مثل: عيد الأم, وعيد العمال, وعيد كذا, وعيد كذا, كلها باطلة, وليس لها تعلق بالشريعة الإسلامية.

تبادل الهدايا في أعياد النصارى:

& بلغنا أن بعض السفهاء ضعاف الدين يتبادلون الهدايا في أعياد النصارى, وهذا محرم, لا يجوز, لأن في ذلك استرضاء لهم ورضا بما هم عليه من الكفر وبدينهم الذي يدننون به, نشكو إلى الله من ذلك.

العرب:

& العرب أفضل جنس بني آدم, ولهذا كان منهم محمد صلى الله عليه وسلم, وقد قال تعالى: {ٱللَّهُ أَعۡلَمُ حَيۡثُ يَجۡعَلُ رِسَالَتَهُۥۗ } [الأنعام:124]

& العرب شرفوا بشرف الرسالة التي كانت في محمد صلى الله عليه وسلم, فهنا شرفان: شرف النسب, وهذا من قبل النبوة والرسالة, وشرف الرسالة والعلم والإيمان, وهذا كان من بعد رسالة النبي صلى الله عليه وسلم

& الحكم على الجنس عمومًا...وإلا فقد يكون من العرب من هو أخبث من العجم

عدم الدخول إلى أماكن المعذبين إلا أن يكون الداخل باكيًا:

& لا يجوز الدخول على ديار الحجر إلا بهذا الشرط, وهو أن يكون الإنسان الداخل باكيًا, فإن لم يبكِ فلا يدخل, ولم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: إن لم تبكوا فتباكوا, بل قال: (( إن لم تبكوا فلا تدخلوها )) خشية أن يصيبهم ما أصابهم.

شراء كنيسة وتحويلها إلى مسجد:

& ما يصنعه بعض...رجال الجالية الإسلامية في بلاد الكفر من شراء الكنيسة وجعلها مسجدًا...هذا يكون أفضل مما لو بنوا مسجدًا جديدًا لأن في هذا تحقيق مصلحة وزوال مفسدة فالمصلحة أنها بنت مسجدًا وزوال المفسدة أنها ألغت كنيسة

& هل تصح الصلاة في الكنيسة دون أن تجعل مسجدًا؟ الجواب: إن كان فيها صور فلا, وإلا صحّت.

لا يجوز للمسلمين أن يتخذوا لغة الأعاجم لغة لهم:

& حذر عمر رضي الله عنه من رطانة الأعاجم فقال: إياكم, وكذلك نهى عنها فجمع بين التحذير والنهى, والمراد بالأعاجم من سوى العرب سواء كانوا من الفرس أو الروم أو من هم أبعد من ذلك, فلا يجوز للمسلمين أن يتخذوا هذه اللغة لغةً لهم.

حال من يأكلون المال الحرام, وحال من يأكلون المال الخلال:

& تجد أكثر الناس نهمة في المال الحرام هم الذين أخذوه من طريق الحرام, فإن الله يجعل في قلوبهم نهمةً شديدةً على اكتساب المال بشيء محرم, لكن الذي يكتسب المال بالطريق الحلال تجده مطمئنًا غير شره.

& مثل الله الذين يأكلون الربا بالذي يتخبطه الشيطان من المس يعني أنهم يتصرفون تصرف المجانين.

شأن المرأة أن تبقى في بيتها لإصلاح حالها وحال زوجها وحال أولادها:

& قوله صلى الله عليه وسلم:  « ولهن عليكم كسوتهن ورزقهن بالمعروف»  إشارة إلى أن يتولى طلب الرزق وحصول الكسوة هو الرجل, أما المرأة فشأنها أن تبقى في بيتها لإصلاح حالها وحال زوجها وحال أولادها, وهذا ما كان عليه السلف الصالح

& الآن فسدت البيوت أو كثير منها على هذا المبدأ, وصارت المرأة هي التي تطلب الرزق وتمردت على زوجها...وامتلأت البيوت من الخدم وصارت المرأة إذا جاءت إلى البيت ليس لها إلا النوم, أو الوسوسة, أو الذهاب يمينًا وشمالًا وفسد كثير من الأمور

استشعار المعاني العظيمة عند الأذان, وعند سماعه:

&لو أن هذه المعاني العظيمة استشعرها المؤذنون وكذلك نحن السامعين لحصل بذلك الخير الكثير بأنه يفتح أبوب السماء بهذا الذكر, وأن الشياطين تهرب من هذا الذكر, وأن الرحمة تنزل بهذا الذكر, لو كنا نشعر بهذا لكان لنا ذوق للأذان غير ما نتذوقه

الحسد:

& الحسد: قيل: إنه تمنى زوال نعمة الله عز وجل على غيره, وقيل: كراهة نعمة الله على غيره, وهذا الثاني هو تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, وقال: من كره ما أنعمَ الله بِه على غيره فقد حسده سواء تمنى زوالها أو لم يتمن وما قاله أصحّ.

التسبيح بالمسابح:

& الصوفية معروف أنهم يتخذون المسابح, فيكره للإنسان أن يتخذ المسابح يُسبح بها, لأنها شعار الصوفية أهل البدع....

& التسبيح بالمسابح لا شك أنه خلاف الأولى حتى وإن لم يكن تشبهًا, لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (( « اعقدن بالأنامل فإنهن مُستنطقات» ))  

المنافقون أعداء إلا في الغرض الذين يتفقون عليه:

& المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض, لكن لا ولاية لبعضهم على بعض, بل هم أعداء إلا في الغرض الذي يتفقون عليه, ثم إن المنافقين لا ينصر بعضهم بعضًا, والمؤمنون أولياءُ ينصُر بعضهم بعضًا في غيبته وحضوره.

أنعم الناس وأطيبهم عيشًا:

& أطيب الناس عيشًا في الدنيا هو ذوو الإيمان والعمل الصالح. اللهم اجعلنا منهم.

& إذا أردت طيب الحياة فأرض بالقضاء والقدر, فلن تجد من هو أنعم بالًا من المؤمن بالقضاء والقدر.

عدم تمكين اليهود والمشركين من سكن جزيرة العرب وإقامة شعائر دينهم فيها:

& لا يحلُّ أن نمكن اليهود والمشركين من سكن جزيرة العرب, لكن نمكنهم إذا أتوا في حاجة تقضى ثم يرجعون, كالتجَّار والعمال وما أشبه ذلك, أما أن يسكنوا فلا, ويحرم أيضًا أن نمكنهم من إقامة شعائر دينهم, كالكنائس والصوامع والبيع.

قول: " لعمري":

& قوله رحمه الله: " ولعمري", هذه تشكل على كثير من الناس, وهي جائزة, لأنها وردت في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ووردت في كلام الصحابة وليست هذه من الحلف بغير الله, لأن الحلف له صيغة معينة معروفة, أما هذه فهي تفيد التوكيد فقط

من اعتقد أن دين اليهود والنصارى دين يرضاه الله:

& من اعتقد أن دين اليهود والنصارى دين يرضاه الله فلا شك عندنا في كفره وأنه مرتد خارج عن الإسلام يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قُتل مُرتدً...لأن الله يقول: {﴿وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينۚا﴾} وقال { ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ﴾}

كتابات ومؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية, رحمه الله :

& شيخ الإسلام رحمه الله...كتاباته لها تأثير في الأمة, وهذا من نعمة الله عز وجل على العبد أن يكون لكلامه وكتاباته تأثير بل إن شيخنا محمد بن مطوع رحمه الله قال إن هذه تُعدُّ من كرامات الشيخ ابن تيمية رحمه الله لكونه يؤثر في القلوب ويقبل.

& " كتاب إبطال التحليل" كتاب مشهور له رحمه الله,  كتب فيه كتابات عظيمة, لا ينبغي لطالب علم أن يجهلها.

& له كتاب مستقل " تفسير سورة الإخلاص " قد جمع فيه بحوز زاخرة.

& من قرأ كتبه عرف أن الرجل متبحر في العلوم...إذا تمرن الإنسان على كتبه صار يفهمها جيدًا, فاقرأ الفتاوى أولًا, فكلّ يعرقها, فهي سهلة, وفيها مآخذ جيدة.  

الإنسان يكتسب من البهائم التي يكثر معاشرته إياها:

& الإنسان يكتسب من البهائم التي يكثر معاشرته إياها, فأصحاب الإبل عندهم شدة وغلظة وجفاء, وأصحاب الغنم عتدهم السكينة والهدوء والطمأنينة, ولهذا كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يرعون الغنم لما فيها من السكينة والطمأنينة.

صلاة الرغائب:

& صلاة الرغائب بدعة, وصوم أول خميس من رجب بدعة, وصنع الأطعمة وتوزيعها في ذلك بدعة.

رواية الحديث الضعيف:

& لا شك أن الأحوط للإنسان ألا يروى أو يُحدث الناس إلا بحديث يُعتبر مقبولًا, سواء كان صحيحًا لذاته أو لغيره, أو حسنًا لذاته أو حسنًا لغيره, أما الضعيف فلسنا بحاجة إليه.

أحوال الآخرة والقبور تُبهِر العقول:

& أحوال الآخرة والقبور تبهر العقول, فمن يستطيع أن يُحصى المسلِّمين على الرسول صلى الله عليه وسلم في آنٍ واحدٍ؟ لا أحد, ومع هذا فكلُّ واحد يُسلِّم عليه يردُّ الله عليه روحه فيردّ عليه السلام, سواء قرب منه أم بعد.

الدعاء الجماعي للميت بعد دفنه بدعة:

& الدعاء الجماعي للميت بعد دفنه بدعة, لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يدع بأصحابه, بل قال: (( «استغفروا لأخيكم, واسألوا له التثبيت » )) وأما أن يبقوا جميعًا مثلًا, ثم يدعو واحد ويؤمنوا عليه, فهذا لم تأت به السنة.

حفر الإنسان لنفسه قبرًا يخرج إليه ويضطجع فيه:

& كان الناس فيما سبق يحفرون قبورًا لهم, ومن الناس من أحدثوا في هذه بدعة وصار يخرج كل يوم إلى هذا القبر الذي حفره, ويضطجع فيه, ويزعم أن هذه موعظة وتذكير, ولا شك أن هذا بدعة.

قد تبقى بعض الأجسام لا تأكلها الأرض:

& يجب علينا أن نؤمن أن لحوم الأنبياء لا يمكن أن تأكلها الأرض, أما غير الأنبياء فالأصل أن تأكلها الأرض, ولا يبقى إلا عجب الذنب عبارة عن شيءٍ صغير, يكون كالبذرة للجسم عند البعث. وقد يبقى الجسم كرامة للإنسان.

من الفتن:

& قد يجعل الله تعالى فتنة في ضال من الضلال, إما أن يُجيب دعوته, أو يسهل أمره, أو ينصره على عدوه أو ما أشبه ذلك فيغتر به الناس, وهذا من الفتن...فليتنبه لهذا, فليس  كل من نصره الله من أعداء الله معناه أنه يحبه  

الرافضة أمة مخذولة:

& هذا الكلام من الشيخ رحمه الله, وهذا الكلام يبشر بخير, وهو أن الرافضة أمة مخذولة, لن يستقيم لها عزّ ولا نصر, بل قيادتها فاشلة, وهذا ما نؤمله من الله عز وجل أن يفشل دعوتهم ودعايتهم الباطلة وأن يخذلهم.

القدر لا يحتج به ويؤمن به:

& الإنسان مأمور عند المصائب بالصبر, وعند المعايب بالاستغفار, اصبر واستغفر لذنبك, هذه قاعدة عظيمة: " القدر لا يحتج به ويؤمن به ", والذنوب يستغفر منها, ويتوب إلى الله منها, وأما الأقدار فيصبر.

متفرقات:

& من علامة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم: أن تقدم قوله على هواك, فإن قدمت قوله على هواك دلّ على أنك تحبه أكثر من نفسك.

& ابن القيم رحمه الله, كتابه " بدائع الفوائد " كتاب قيم, يصلح لطالب العلم.

& الصحيح أن شرع ما قبلنا شرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه.

& هذه كلمة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أحسن الكلمات: " الواجب على الخلق اتباع الكتاب والسنة, وإن لم يدركوا ما في ذلك من المصلحة والمفسدة."

& موالاة الكفار التي تصل إلى الكفر بمعنى مناصرتهم على المسلمين, وهذه لا شك أنها كفر.

& مُساكنة الكافر والأكل والشرب معه, إذا أُلجئ الإنسان إلى هذا فلا بأس, كما يحصل مع العمال في الشركات, فهم مُلجؤون إلى ذلك, أما عدم الإلجاء فلا.

& الإنسان العاصي مهما بلغت النعمة عنده في الدنيا فهو في غفلة وفي غم شديد.

& النساء جمعن بين نقص الدين ونقص العقل, وإذا ترك الأمر لهن فإنه سيحصل من الشر والفساد ما لا تحمد عقباه.

& كل إنسان يحب أن تتفرق الأمة فإنه فيه خصلة من النفاق, بخلاف من يحب أن تجتمع الأمة, وأن يلم الشعث, فإن هذا من المؤمنين.

& أعظم فساد الدنيا قتل النفس بغير الحق, ولهذا كان أكبر الكبائر.

& من يحلق الشارب نهائيًا ويُحفي اللحية فهذا خلاف السنة, حتى إن الإمام مالك رحمه الله قال: ينبغي أن يؤدب فاعله.

& الإنسان الذي يشتغل بعيوب الناس سوف يتعب, لكن اشتغل أنت بعيوبك وطهر نفسك منها بقدر المستطاع, وعليك بخاصة نفسك.

& ميزان قسوة القلب: إذا رأيت القلب لا يتحرك في طلب ثواب أو خوف عقاب, ففيه قسوة, نسأل الله العافية.

& العرب والفرس أمتان مُتعاديتان مُتباغضتان من قديم الزمان.

& من رأى في المنام أنه يشرب لبنًا فهو غالبًا دليل على أن فطرته مستقيمة.

& نسمع أن بعضهم يجعلون جلود الذئاب في منازلهم, ويدَّعون أن الجنّ تنفر منها, وهذا لا حقيقة له.

& من الخطأ الشائع ضم الراء في التجرِبة والتجارب, والصواب: تجرِبة, وتجارِب.

& الجبل الذي يسمى جبل الرحمة, الصواب أنه يسمى جبل عرفات, لأنه لم يأتِ في السنة ولا في كلام الصحابة رضي الله عنهم فيما نعلم أنهم سموه جبل الرحمة.

& تخصيص زيارة القبور يوم الجمعة منكر, لأنه بدعة.

& إذا وجدت طائفة مذمومة من حيث الأصل, وعلى ضلالة من حيث الأصل, وجاءت بالحق, فالواجب قبوله.

& التحذير من التكالب على الدنيا, لأنه إذا فُتحت على الإنسان أهلكته, وهذا هو الواقع.

& الفضيلة التي تتعلق بالعبادة أولى بالمراعاة من الفضيلة التي تتعلق بزمانها أو مكانها

& لا يسن الاعتكاف في غير رمضان, بل ولا في غير العشر الأواخر من رمضان.

& يخشى أن يقسو القلب إذا ذهب للتفرج فقط على أماكن المُعذبين.

                                كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ