تحريم الظلم بأنواعه
وقال رسول الله ﷺ: فيما روى عن ربه تبارك وتعالى: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا..»؛ (حديث قدسي رواه مسلم).
قال الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم: 42، 43].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيما روى عن ربه تبارك وتعالى: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا..»؛ (حديث قدسي رواه مسلم).
ظلم العبد لربه:
1- مِن ظلم العبد لربه دعاؤه غيره، وهو من الشرك: وقد نهى الله تعالى عن ذلك فقال: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإنْ فَعَلْتَ فَإنَّكَ إذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} [يونس: 106]؛ الظالمين: المشركين.
2- ومن الظلم الإلحاد في أسماء الله: قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. [الأعراف: 180].
أ- عن ابن عباس في قوله: {وذروا الذين يلحدون في أسمائه}؛ قال: إلحاد الملحدين أن دعَوا الَّلات في أسماء الله.
ب- وقال قتادة: يلحدون: يشركون في أسمائه. (ذكره ابن كثير في تفسيره).
ج- أقول: ومن الإلحاد زيادة بعض الصوفية اسم هو ويعتبرونه من أسماء الله، ولا دليل عليه.
3- ومن الظلم تحريف صفات الله وعدم إثباتها كقولهم: استوى: بمعنى استولى! وقد ورد في البخاري عن مجاهد وأبي العالية معنى استوى: علا وارتفع. (كتاب التوحيد 8/ 175).
ظلم العبد لغيره:
1- أن يقتل أخاه، أو يضر به، أو يشتمه، أو يأكل ماله بغير حق.
2- أن يغتاب المسلم أخاه، أو ينقل الكلام السيء للآخرين، وهو ما يسمى بالنميمة.
3- أن يؤخر المسلم دينه الذي عليه وهو قادر على وفائه لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَطلُ الغني ظلمٌ»؛ (صحيح رواه أحمد وغيره).
4- أن يغتصب المسلم أرض غيره؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «من ظلم قِيدَ شِبر من الأرض طُوِّقه من سبع أرضين»؛ (متفق عليه).
وفي رواية البخاري: «خسف به إلى سبع أرضين».
وقد وقع الاغتصاب من قبل العراق على أرض الكويت، فشرَّدوا أهلها، وسيتحملون أوزارهم. كما وقع الاغتصاب من اليهود على أرض فلسطين، وشردوا أهلها، واحتلوا المسجد الأقصى والمسؤولية تقع على المسلمين القادرين على الجهاد لإخراج الظالمين من الأراضي المغتصبة، ورفع الظلم عن المظلوم، والأخذ على يد الظالم؛ عملًا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا»، قلت: يا رسول الله أنصره مظلومًا، فكيف أنصره ظالمًا؟ قال: «تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه»؛ (متفق علمه).
5- ومن الظلم أن يحتقر المسلم أخاه، أو يكذب عليه، أو يغشه، أو يسلمه لأعدائه لإلحاق الضرر به:
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وعرضه، وماله»؛ (رواه البخاري ومسلم).
ظلم العبد لنفسه:
قال الله تعالى: {وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} [الطلاق: 1].
أي شرائعه ومحارمه، ومن يخرج عنها ويتجاوزها إلى غيرها ولا يأتمر بها فقد ظلم نفسه بفعل ذلك. (انظر تفسير ابن كثير)
ظلم العبد للحيوان:
1- من ظلم العبد للحيوان تعذيبه وقت الذبح:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، ولْيُحِدَّ أحدكم شفرته، ولْيرح ذبيحته»؛ (رواه مسلم).
2- من ظلم العبد للحيوان منعه من الطعام:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت»؛ (رواه مسلم).
[الخشاش: الحشرات]..
محمد جميل زينو
عالم كبير..مدرس في مكة المكرمة.
- التصنيف: