إلى الغرباء

منذ 2011-11-30

وها هو الإسلام في غربة منذ قرن أو يزيد منذ أن ضعف المسلمون وفقد الإسلام دوره الحضاري وتأصلت في نفوس أبنائه أفكار الغرب الملحد التي زرعها اثناء احتلاله لتلك البلاد وعاش المسلمون في وهم التقدم والحضارة اللا أخلاقية


روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء».
زاد جماعة من أئمة الحديث في رواية أخرى: قيل يا رسول الله من الغرباء؟
قال: «الذين يصلحون إذا فسد الناس»،
وفي لفظ آخر: «الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي»،
وفي لفظ آخر: «هم النزاع من القبائل»،
وفي لفظ آخر: «هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير»،
وها هو الإسلام في غربة منذ قرن أو يزيد منذ أن ضعف المسلمون، وفقد الإسلام دوره الحضاري، وتأصلت في نفوس أبنائه أفكار الغرب الملحد التي زرعها أثناء احتلاله لتلك البلاد، وعاش المسلمون في وهم التقدم والحضارة اللا أخلاقية، وتخلى كثير منهم عن مبادئ الإسلام وركنت نفوسهم للراحة والدعة وحب الشهوات، لقد نسوا أن الهدف الأسمى للمسلم رضا الله ومرافقة الحبيب في الجنة، لقد نسوا أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده وتكالبوا على الدنيا.
ووقتها بدأت غربة الإسلام الثانية التي نعيش فيها إلى الآن تهدأ تارة وتشتد تارة.

وها هو الإسلام يُحارب من أبنائه أو ممن ينتمي إليه اسما ويعمل على هدمه وتقويض بنائه وهو لا يعلم أن الله مُظهر دينه ولو كره الكافرون، ولو سعى في ذلك العلمانيون واللبراليون أتباع الماسونية الجديدة والاتحاد الإسرائيكي، سيظهر الدين ولو تحالفوا مع الشياطين وستنتهي غربة الإسلام ويعود من جديد فطوبى للغرباء طوبى للغرباء .

ليس معنى غربة الإسلام نهايته فالغربة أول العود الأحمد والعودة للقوة، هكذا فعل الغريب الأول الذي صدح بكلمة الحق في وجه الجاهلية الأولى -صلى الله عليه وسلم- ويقف اليوم الإسلام في وجه الجاهلية الثانية بل الأشد.

فالتزموا أيها الحريصون على دينكم القابضون على جمر النار التزموا المنهج الدعوي الصحيح الخالص لوجه الحق البعيد عن الشبهات الذي لا يخشى في الله لومة لائم وثقوا من نصر الله.
أيها الغريب اعلم جيدا أنك ستواجه بقوة وتُكاد لك المؤامرات وستتهم دوما بالرجعية والتخلف والتزمت فخذ حذرك وكن أكثر تمسكا بالدين واظهر قوته التي هي رحمته واظهر عظمته التي هي صبره وجهاده.
لا تعطِ أعداء الله فرصة يقتنصوك منها ويسيئوا للإسلام بها من قبلك الحذر الحذر.

ليكن همك أخي المجاهد في سبيل الله القابض على الجمر هو تحقيق الخير ليس إلا، وليس شرطا من سيحققه أنا أم أنت المهم أن يتحقق الخير ويعلم الجميع جوهر الدين وأنه حرية عادلة ذات مسؤولية، ليست حرية عامة تؤدي إلى فوضى، لا تنشغل بكل عاو بل حدد هدفك وجد في تحقيقه وسوف يتحقق إن شاء الله {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:40].

اللهم وفق علمائنا إلى ما فيه الخير وسدد على الطريق المستقيم خطانا.

المصدر: أسامة حمدي