فوائد مختصرة من المجلد الثالث من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة العثيمين[1]

منذ 2024-01-29

المجموعة الأولى من فوائد مختصرة, من المجلد الثالث, من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة العثيمين, رحمه الله أسال الله أن ينفع بها

{بسم الله الرحمن الرحيم }
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه المجموعة الأولى من فوائد مختصرة, من المجلد الثالث, من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة العثيمين, رحمه الله أسال الله أن ينفع بها

استعن بالله فارج الكربات ومجيب الدعوات:

& يا أخي, إذا ضاقت بك الحيل فانتظر الفرج من الله عز وجل ولا تركن إلا إلى الله ولا تستعن إلا بالله ولا تسأل إلا الله عز وجل فإنه فارج الكربات, ومجيب الدعوات.

أذية الرسول عليه الصلاة والسلام:

& من أذية الرسول علية الصلاة والسلام: سبُّ أصحابه الذين دافعوا عنه, وناصروه, وعزروه, وقاموا بالجهاد معهم حتى أظهر الله الإسلام على يده وأيديهم, فإن سبهم بلا شك إيذاء للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

استشعار القلب امتثال أمر الله عند فعل العبادة:

& استشعار القلب امتثال أمر الله عند فعل العبادة واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم له شأن كبير في صلاح القلب, أما الغفلة وفعل الشيء على العادة فهذا لا يُكسبُ العبادة روحها ومعناها والمراد بها.

عذاب المترفين:

& ما أشد العذاب إذا نزل بالمترفين المنعمين الغافلين اللاهين! لأنه يكون عذابًا مضاعفًا والعياذ بالله, حيث يفقدون ما أسرفوا فيه, وينزل بهم ما يتلفون به, فحينئذ يكون الأمر أشد وأنكى والعياذ بالله, نسأل الله السلامة.

الخلاف بين طلبة العلم:

& الشيطان حريص على أن يلقي العداوة والبغضاء بين الناس, ولا سيما بين طلاب العلم, وهذا مما يُؤسف له أن يكون بين طلبة العلم الشرعي الذين يُريدون إعلاء كلمة الله والذين يريدون إصلاح عباد الله والذين يريدون إقامة الشريعة أن يكونوا أعداء

& الهدف لمن أراد الآخرة من طلاب العلم إعلاء كلمة الله, وإقامة دين الله في عباد الله, هذا هو الهدف, فما بالنا نتفرق فيه, أليس هذا من عمل الشيطان! بلى والله من عمل الشيطان, فهو الذي يريد أن نتفرق.

& الذي حدث بين شباب الإسلام وبين شباب الصحوة أنهم غرهم الشيطان ونزع بينهم العداوة, وصاروا يتعصبون للهوى, لا للهدى, فيتعصبون لفلان وفلانٍ, سواء أقال حقًا أم باطلًا.

& كل إنسان يمكن أن يُخطئ خطأ كبيرًا أو خطأ صغيرًا, فما بالنا نجعل معاداتنا وموالاتنا وبراءتنا منوطة بأشخاص معينين, هذا ينتحل لفلان وهذا ينتحل لفلان ...وكأن الحق ما نطق به هذا الرجل الآخر, فأين الطريق من طريق السلف.

& إن طريق السلف الصالح الرجوع إلى شيئين لا ثالث لهما, ألا وهما كتاب الله وسنة صلى الله عليه وسلم, لا الانتحال لفلان, وفلان, حتى يرقوا هذا الرجل الذين ينتحلون له إلى ما فوق الثريا, ومقامه في الحقيقة دون الثرى فهذا غلط يا إخواني.

& التفرق في الدين الإسلامي مما تقر به عين الأعداء.

& أدعو إخواني المسلمين, وأخص الشباب منهم, وأخص طلبة العلم, أدعوهم إلى الائتلاف والاتفاق, ونبذ الخلاف, وطرح الافتراق, وألا يتعصب بعضهم لأناس وبعضهم لأناس, فإن هذا عنوان الشقاء, وعنوان الفشل.

حسن وسوء الخاتمة:

& العبرة بالخواتيم يا إخواني, ولكني أقول: والله! لله أكرم بعباده, والله ما أحسن أحد المعاملة مع الله بإخلاصٍ إلا أحسن الله له الخاتمة, وإذا كان في القلب شيء من الخبث والبلاء فإنه حري أن يحرم حسن الخاتمة, أجارنا الله وإياكم من هذا.

تدبر القرآن الكريم:

تدبر القرآن فستجد فيه العجائب من المواعظ والأحكام والحكم, فإن هذا القرآن كلامُ رب العالمين, الذي أنزله لنتدبر آياته ونتعظ به, والقرآن خير وبركة, فعليك بتدبر آياته وتصديق أخباره والعمل بأحكامه إن كنت تريد السعادة في الدنيا والآخرة

ذكر الله وانشراح الصدر:

& الإنسان كلما أكثر من ذكر الله بلسانه وقلبه وجوارحه اطمأن قلبه وانشرح صدره ونسي كل شيء من الدنيا لقول الله تعالى {﴿أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾ } [الرعد28]فإذا أردت طمأنينة القلب وانشراح الصدر وطيب العيش فعليك بذكر الله

الإكثار من ذكر الله:

& ينبغي للإنسان أن يكثر من ذكر الله, حتى إذا أتاه اليقين فإذا هو على ذكر الله, وأن يكثر من التوبة والاستغفار, ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إني لأستغفر الله في اليوم مئة مرةٍ ))

المُخلص:

& المخلص لا يهمه الناس مدحوه أو ذمومه, وإنما يعتني بما يُرضى الله عز وجل سواء مدحه الناس أو لم يمدحُوه, وسواء ذمه الناس أو لم يذموه, فهو لا يريد إلا شيئًا واحدًا, وهو رضا الله عز وجل, والوصول إلى كرامته تبارك وتعالى.

اختبار للذكاء:

&اختبار للذكاء هل أمُّ إبراهيم عليه السلام مؤمنة أو غير مؤمنة؟ الجواب أنها مؤمنة والدليل في قول الله عز وجل عن إبراهيم {﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾} فنهاه الله عن استغفاره لأبيه، وسكت عن استغفاره لأمِّه، إذًا هي مؤمنة

& هل أبوا نُوحٍ عليه السلام أعني أمه وأباه، هل هما مؤمنان أو كافران؟

الجواب: مؤمنان، والدليل على أنهما مؤمنان قول نوح عليه السلام: {﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾} [نوح: 28]

علو الله جل وعلا:

& عقيدتنا التي نرجو الله عز وجل أن يثبتنا عليها إلى الممات أن الله تعالى فوق سمواته مستوٍ على عرشه, وأنه له العلو المطلق في ذاته وصفاته, ونبرأ إلى الله من قوم يقولون: إن الله في كل مكان, ونسأل الله لهم الهداية أن يهديهم إلى الصواب.

من دعا إلى غير الله فإن عاقبته الفشل:

& اعلم أنك إذا دعوت لغير الإخلاص فإنك فاشل, حتى لو نجحت برهة من الزمن فالفشل حليفك, لأن الله تعالى لا يقبل شيئًا لا يُرادُ به وجههُ, فيكون من دعا إلى الله بغير الله فاشلًا, وإذا ازدانت له الدنيا يومًا من الدهر, فإن عاقبته الفشل.  

علامة خير:

& الرجل...إذا رأيته يصلي ويتصدق ويصوم ويحج ويحسن إلى الناس نبشره بالخير.

& إذا رأيت شخصًا مُصابًا بمصائب تتوالى عليه في بدنه, أو في أهله, أو في ماله, وهو صابر محتسب لا يشتكى ولا يتضجر, ولا يتسخط, فأنا أُبشره بالخير.

& إذا رأيت فيه رؤيا صالحة فأنا أبشره وأقول له: أبشر رأيت فيك كذا وكذا.

أذية الناس بالقول والفعل:

& الذي يؤذي المؤمن بالقول أن يغتابه, فيذكره بعيبٍ في غيبته, أو يذكره بعيب في حضرته فهذا يؤذيه, أو يسبه فهذا يؤذيه.

& الذي يضع القمامة عند باب جاره يؤذيه, والذي يفتح الآت اللهو حتى يضجر منها جاره يؤذيه.

& من أذية المؤمنين: التحريش بين المؤمنين, وإلقاء العداوة بينهم, إما بالنميمة أو بغير ذلك من أسباب التفريق, ولهذا نرى أن ما يتناقله بعض الناس, وينقلونه أو يقولونه في بعضهم, نرى أنه فتنة عظيمة ومحنة كبيرة.

& من الأذية أن يتخطى الإنسان رقاب الناس, وهم في المساجد ينتظرون الصلاة, أو ما أشبه ذلك, فإن تخطيهم من أذيتهم.

& من الأذية أن يسير الناس في الأسواق على وجه يزعجهم, كما يوجد في بعض المنبهات القوية في السيارات التي تزعج الناس, فإن هذا من أذية المؤمنين.

& من أذية المؤمنين ما يحصل من بعض السائقين الذين يوقفون السيارات على الأرصفة المعدة للمشاة.

& من أذية المؤمنين: أن يأتي الإنسان إلى مجتمع المسلمين برائحة كريهة تُؤذي الناس, مثل أكل البصل والثوم وغيرهما من ذوات الروائح الكريهة.

& من الأذية العظيمة أن ينسب إلى الشخص ما لم يقله ولا سيما إذا نسب إليه قولًا شرعيًا بأن يقول قال العالم الفلاني كذا وكذا, وهو لم يقله.

& يجب علينا يا إخواني أن يتحاشى الإنسان أذية إخوانه بأي نوع من أنواع الأذية, لا بالقول, ولا بالفعل, وليعلم أنه إذا آذى أخاه فقد احتمل بُهتانًا وإثمًا مبينًا.

تسلط اليهود على المسلمين:

& النصارى ملعونون, واليهود ملعونون, ولم يسلطوا على المسلمين إلا بتفريط المسلمين في دينهم وبُعدهم عن دينهم فسُلط عليهم حفنة من اليهود بمساعدة النصارى لهم وحصل ما حصل مما تشاهدونه كل يوم.

& أسأل الله...في هذه الليلة المباركة أن يدمر اليهود, اللهم دمر اليهود, ومن ساعد اليهود من النصارى والمنافقين وغيرهم, يا رب العالمين فإنهم آذوا المسلمين واعتدوا عليهم, وأخرجوهم من ديارهم, وخربوا بلادهم, ولكن الله تعالى بالمرصاد.

اللغة العربية:

& من المؤسف أن قومًا من العرب ومن المسلمين أيضًا...صاروا ينطقون بغير اللغة العربية ويفخرون بها, ويرون أنه أعزُّ من اللغة العربية, حتى أن الرجل ليشعر بنفسه أنه قد ارتفع فوق قمم الجبال حين يتكلم بلغة غير العربية.

& قد ذكر كثير من أهل العلم أنه يحرم على المرء العربي أن ينطق بغير العربية بدلًا من اللغة العربية, وليس المعنى أن ينطق بغير اللغة العربية عند الحاجة إليها فإن هذا أمر جائز.

& يجب علينا - نحن المسلمين العرب - أن نفتخر بلغتنا، وأن نكون ضدَّ كُلِّ شخصٍ يُحاولُ أن يسلب الأمة العربية لغتها التي هي لغة القرآن والحديث.

غيبة العلماء:

& غيبة العلماء أعظم إثمًا وأكبر جرمُا...والذين يغتابون العلماء هم أسوأُ حالًا من العلماء: أولًا: لأنهم لا يساوونهم في العلم والإدراك. ثانيًا: أن عندهم من العنف والكبرياء والإعجاب بالنفس, وتكفير غيرهم ما هو معروف.

من بركات القرآن الكريم:

من بركة القرآن أن من قرأه فله بكل حرف منه حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، فإذا قرأت: {﴿ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾} [الفاتحة: 2]، فكلمةُ "ربِّ" بها ثلاثة أحرف، وهي: الراء، والباءُ المشددةُ بحرفين، كُلُّ حرف منها بعشر حسنات، فالجميع ثلاثون حسنة

& من بركته ما يحصل به من الشفاء...فهو الشفاء من أمراض القلوب من الشبهات والشهوات فالقرآن الكريم به العلم الذي هو شفاء من الشبهة وبه الإخلاص الذي هو شفاء من الشهوة وهذا من بركته وكم من إنسان صلح قلبه بقراءة القرآن.

& من بركته أنه شفاء للأمراض الحسية أمراض البدن وهذا شيء مُشاهد مُجرَّب فكم من إنسان مريض عجز عن علاجه الأطباء شفاه الله بالقرآن الكريم

& من بركته ما حصل به من المعارف العظيمة لهذه الأمة الإسلامية، ومن الآثار الحميدة، فإن هذه الأمة الإسلامية كانت قبل نزول القرآن في ضلال مبينٍ في جهل أعمى، وفي ذلٍّ، وفي ضعف، ولما نزل القرآن وأخذت به، فاقت الأمم من كل ناحية.

& من بركته أيضًا، أنه حفظ لسان العرب - يعني: اللغة العربية - فإن القرآن الكريم أفصح الكلام العربي لا شك، وهو باقٍ إلى يوم القيامة؛ لأن الله تكفَّل بحفظه، فحِفظه يستلزم حفظ اللغة العربية.

& من بركات القرآن أنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، وما أحوج الإنسان للشفعاء! لأن الإنسان محل قصور، فيحتاج إلى من يشفع له عند الله سبحانه وتعالى.

& من بركات القرآن...ما رُتِّب عليه من الثواب في المنزلة، لا في كثرة الأجر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاقٌّ، له أجران » .

&من بركته أنه حصن حصين لقارئه قال صلى الله عليه وسلم ( «إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح) » فاقرأ آية الكرسي في كل ليلة فلا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح

& من بركته بيان أحكام الشريعة, وهي الأحكام التي يحتاج الناس إليها في حياتهم.

& من بركته أنه يهدي للتي هي أقوم, أي الخصلة التي هي أقوم.

& من بركات هذا القرآن أن الله سبحانه فتح به البلاد في مشارق الأرض ومغاربها.

كتابة القرآن على الجدران:

& كتابة القرآن على الجدران أمر بدعي لا ينبغي أبدًا وفيه نوع ابتذالٍ لكلام الله عز وجل أنا أحذر من كتابة الآيات على الجدران ويكفي أن ذلك ليس من هدى السلف

              كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ