فوائد مختصرة من المجلد التاسع من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة العثيمين (2)
المجموعة الثانية من فوائد مختصرة, من المجلد التاسع من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة محمد بن صالح العثيمين
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه المجموعة الثانية من فوائد مختصرة, من المجلد التاسع من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة محمد بن صالح العثيمين, رحمه الله, أسأل الكريم أن ينفع بها الجميع.
الاجتماع بالأبناء, والأكل والشرب معهم:
& بعض الناس لا يجتمع مع أولاده لا في مجالس ولا في أكل ولا شرب, ثم يريد أن يبروه وأن يقوموا بحقه, وهو لا يجتمع بهم, كيف هذا يا أخي, اجعل أولادك يتغدون معك ويتعشون معك ويفطرون معك ويجتمعون معك وتألفهم أكثر مما تتألف الأجانب
خطر النساء عظيم:
& النبي صلى عليه الصلاة والسلام ما ترك في أُمته فتنة أضرَّ على الرجال من النساء, فعليكم عباد الله بحماية نسائكم, وإذا خرجت إلى المسجد أو السوق فإنها تخرج غير متبرجة, ولا متطيبة, حتى يسلم الناس من فتنتها وتسلم هي من فتنتهم
شروط النكاح:
& الشرط الأول: الإيجاب والقبول. الشرط الثاني: تعين الزوجين. الشرط الثالث: رضا الزوجين. الشرط الرابع: الولي. الشرط الخامس: الإشهاد.
الصداق ( المهر ):
& الأفضل أن يخف بقدر الإمكان لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (( {أعظم النساء بركةً أيسرهن مئونة } )) والمهر ليس للأب ولا للأخ ولا لأي ولي كان ولكن المهر للزوجة....فليس للأم ولا للخالة ولا لأحد من الناس فالمهر كله للزوجة
& الطلاق في الأصل مكروه, فيُكره أن يطلق الرجل زوجته إلا لسبب شرعي, لأنه إذا طلق فاتت عليه مصالح النكاح, وكسر المرأة لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (( «كسرُها طلاقها » ))
& على الرجل إذا رأى من امرأته ما يكره أن يصبر, فقد يُبدلُ الله القلوب, وقد تختلف الأمور, قال الله تعالى: ﴿ « فَإِن كَرِهۡتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡـًٔا وَيَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيۡرًا كَثِيرًا» ﴾ [النساء:19]
& نجد كثيرًا من الناس يطلق زوجته وفي الحال يندم, ثم يأتي إلى العلماء يسألهم عن المراجعة, ولكن لو صبر لكان خيرًا له.
& إذا طُلقت المرأة فلا تطلقُ في كل حالٍ, فالطلاق له أحوال معينة, فيطلقها وهي حامل, أو يطلقها في طهر جامع فيه, فهذا طلاق السنة, وإن طلقها حاملًا وقد جامعها قريبًا فهو طلاق سني.
& الطلاق يكون حرامًا في حالين: إذا طلقها وهي حائض, أو طلقها في طهرٍ جامعها فيه.
& قد يستحب الطلاق إذا رأى الرجل أن الزوجة لا يمكن أن تعيش معه ورأى أن صدرها ضيق...فإن من الإحسان إليها أن يطلقها ليريحها ويحسن إليها, فإن بعض النساء يكون في قلبها كراهة للزوج إما بسببٍ أو بغير سببٍ, فالأفضل له أن يطلق
& في هذه الحال إذا طلق الرجل زوجته هل يحلُّ أن يأخذ شيئًا من المهر الذي أعطاها؟ فالجواب: نعم, يحلُّ له ذلك.
& عدة الحائض ثلاث حيض....وإن كانت لا تحيض فعدتها ثلاثة أشهر.
الوصية بكثرة العبادة:
& الوصية...بكثرة العبادة, وأن تحرص على أن لا تفوتك ساعة ولا أقل من ساعة إلا وأنت تعبد الله عز وجل, ومع ذلك اسأل الله الثبات, ولا تفخر بنفسك, ولا تعجب بنفسك.
ملاحظة القلوب:
& إذا عملت عملًا صالحًا من صلاةٍ أو ذكرٍ أو قراءةٍ أو صومٍ أو صدقةٍ, فانظر إلى أثره على قلبك من الإنابة, والإقبال على الله, والتوبة إليه, حينئذٍ أبشر بالخير, وأن العمل قد آتى ثمره وآكله.
& إن كان قلبك كما هو حجر يابس لا يلين, فاعلم أن هذه الأعمال لم تنفعك, فيجب ملاحظة القلوب, وصلاحها, وإنابتها إلى الله دون مراعاة الشكل والظاهر, فالشكل والظاهر ماء تسقي به الشجرة, فتروى به الأصول.
العاطفة ربما تكون عاصفة:
& العاطفة ربما تكون عاصفة, كثير من الناس يندفع وراء العاطفة بدون أن يفكر ويقدر وينظر في الأمور وهذا الاندفاع وراء العاطفة سيحول هذه العاطفة إلى عاصفة لأن العاطفة إذا لم يكن لها كوابح من الشرع والعقل أردت بصاحبها إلى الهلاك ولا شك
& أنا لا أقول: لا تتكلم بلا عاطفة, لأن الكلام بلا عاطفة قد يكون ميتًا, لكنني أقول: لا تتكلم بعاطفة حارة تحرق ما أمامها, بل تكلم بعاطفة موزونةٍ بالشرع والعقل, فلو أننا سرنا وراء العواطف لهلكنا وأهلكنا.
& ما أكثر الذين يسيرون في هذا الزمن بالعواطف بدون أن ينظروا إلى النتائج, وبدون أن يحققوا في الأمر, وهذا خطر عظيم على دينهم ودنياهم
سلامة عقائد من لم يدخل في علم الكلام:
& من لم يدخل علم الكلام فهو في عافية منه, ولذلك تجد العجائز والشيوخ الذين لم يدخلوا هذا العلم الذي هو كاسمه كلام, كلام في كلام, تجد عقائدهم سليمة ما فيها أي تشكيك, ولا أي تأويل, ولا أي تحريف.
السؤال عن الدليل لا عن مذهب فلان:
& والله نأسف كثيرًا إذا أفتينا أحدًا فقال: وما مذهب فلان؟ أعوذ بالله! يا أخي, إذا أفتاك أحد فلا تقول: ما مذهب فلان؟ بل قل: ما الدليل على ذلك من كلام الله ورسوله؟ لأننا نحن مُتعبدون بشرع الله واتباع رسول الله.
الخُلة بالإسلام والتقوى:
& لا خلة في عروبةٍ, ولا خُلَّة في عُجمةٍ, ولا خُلَّة في أي وطن, ولا في أي بلدٍ, إلا بالإسلام والتقوى, ﴿ {ٱلۡأَخِلَّآءُ يَوۡمَئِذِۭ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِينَ} ﴾ [الزخرف:67]
& القول بالصدق...واجب...والصِّدِّيقون في درجةٍ عالية تلي درجة النبوة ...فالصدِّيقية هي الدرجة الثانية من درجات الذين أنعم الله عليهم...فالصدق منجاة تُنجي صاحبها في الدنيا والآخرة.
لا تتعقد كل ما سمعت حتى يكون لك به علم:
& لا تعتقد كل ما سمعت حتى يكون لك به علم, ولا تتحدث عن كل ما رأيت إلا بعلم, والبصر قد يُخطئ, فقد ترى أحيانًا المتحرك ساكنًا, والساكن متحركًا, ويُرى الشبح من بعيد لا يدري أإنسان هو أم حيوان.
من أسباب الزنا:
& الاختلاط بين الشباب والشابات في المدارس وغيرها...هذا بلا شك من ذرائع الزنا, ويجب علاج المشكلة بأن يفصل الشباب عن الشابات في المدارس وأن يلتزم النساء بما دلَّ عليه كتاب الله وسنة رسوله من الحجاب الشرعي الذي يتضمن تغطية الوجه.
استحلال الربا:
& في الأمة الإسلامية من يستبيح الربا, يقول: إنه حرام, ولكن يتعامل به تهاونًا, ومن المسلمين من يستبيح الربا حكمًا أو فعلًا.
& من الناس من يقول إن الربا المحرم هو الربا المشتمل على الظلم, أما الربا الذي يقصد به الاستثمار فإنه لا بأس به, يقول الله: ﴿ { وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْ} ﴾ [البقرة:275]....فالربا حرام سواء كان فيه ظلم أو لم يكن.
& من المسلمين من استحلوا الربا, وقد قال الله تعالى: ﴿ {فَأۡذَنُواْ بِحَرۡب مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ} ﴾ فإن الله عز وجل يسلط على هذا المرابي من يحمل السلاح عليه وقد يكون المراد بالحرب حربًا معنوية تشتت الأمة وتفرق الأمة وتفسد الأمة كأنما وقعت بينها حروب.
تعليق الرجاء بالله عز وجل:
& من يتوكل على الله فهو حسبه وكافيه فلو اجتمع من في الأرض جميعًا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك, والذي كتبه الله عليك لو اجتمعت الأمة كلها على أن يدفعوه عنك فلا يمكن أن يفعلوا فيجب أن نُعلق الرجاء بالله
& تعلق الناس بغير الله خوفًا ورجًا, فتجدهم يعلقون رجاءهم بأناس من البشر لقوتهم أو لكثرتهم, وكأن الحياة والموت بيد البشر...وهذا ينُمُّ عن سفهٍ في العقل, وضلال في الدين.
تقوى الله ونصر الله:
& الله إذا أراد نصرَ أحدٍ صيّر له من أسباب النصر ما لا يخطر على البال, وقد قال الله تعالى: ﴿ { وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجًا * وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ} ﴾ [الطلاق:2-3]
الظلم مرتعُه وخيم:
& الظلم مرتعُه وخيم, والظالم لن يفلح, لأن الله تعالى قال في القرآن: ﴿ {إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ } ﴾ [الأنعام:21] وقال الله تعالى: ﴿ {إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُصۡلِحُ عَمَلَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} ﴾ [يونس:81] فالمفسد لن يصلح عمله, والظالم لن يفلح أبدًا.
& إننا نثق بأن الظالم لن يفلح أيا كان....ولكن لا يجب ألا يغيب عن بالنا مسألة مهمة وهي أن الله قد يملي للظالم ويمهله, ولا يأخذه بسرعه حتى يلجأ المظلوم إلى الله حقيقة, وحتى يرتفع الظالم, ويظن أنه لا يمكن أن يضعه أحد.
القومية:
& الاعتصام بالقومية لم يفد الأمة شيئًا, بل إن الأمة تمزقت في الحال التي يجب أن تكون متماسكة فيه, فتمزقت الأمة وتفرقت, وصار بعضهم يقتل بعضًا, ويسبى بعضهم بعضًا...فيجب أن يكون...الاعتصام بالإسلام لا بأي شيءٍ سواه.
النصارى يد واحدة على المسلمين:
& النصارى يد واحدة على المسلمين, ويودون أن يسحقوا المسلمين سحقًا, وألا يكون للإسلام اسمًا, ولكن بحول الله سبحانه وتعالى سوف ينصر دينه ويعلي كلمته, وما ذلك على الله بعزيز
الدعاء الدائم بعز الإسلام والمسلمين:
& ادعو لإخوانكم دائمًا في السجود وبين الأذان والإقامة, وفي آخر الليل, وإذا دخل الإمام يوم الجمعة إلى أن تقضى الصلاة.
& احرصوا على الدعاء الوارد عن النبي عليه الصلاة والسلام: (( « اللهم منزل الكتاب, ومجري السحاب, وهازم الأحزاب, اهزمهم وانصرنا عليهم» )) وما أشبه ذلك, ولا تيأسوا, ولا تقنطوا من رحمة الله, فإن فرج الله قريب.
& اللهم بعزتك وقدرتك وقوتك أعزّ الإسلام والمسلمين على أعدائهم.
الخروج على الحكام:
& الخروج على الحكام أشد ما يكون من المحرمات, لما فيه من سفك الدماء, واستحلال الحرام, والرجل يقتل أخاه المسلم يستحل دمه, وما أكثر الويلات والحسرات في الأمة الإسلامية حين استباح الخوارج وأمثالهم الخروج على الأئمة.
& الخروج على الأئمة كله شرّ, وكله بلاء, وما يحصل به من الفساد أعظم مما يحصل به من المصلحة إن كانت, وإلا فلا مصلحة فيه.
& الكلام الذي يحصل به الثورة على الأئمة محرم, لأنه وسيلة إلى الخروج على الأئمة, حيث تُشحن قلوب الناس بُغضًا وعداوة لولاة الأمور, وبالتالي تنقلب هذه العداوة وهذا البغض إلى صراح مسلح والعياذ بالله.
& اقرءوا التاريخ في الماضي وتدبروا التاريخ الحاضر, وماذا حصل في القيام على الحكام من البلاء والشر...وانتهاك الأعراض المسلمة, واستحلال الدماء والأموال.
& لا يغرنكم اندفاع المندفعين الذين لا يملكون لأنفسهم ولا لكم ضرًّا ولا نفعًا بل يوقعونكم في الشرك ويقفوا مُتفرجين أو يدخلون معكم غمار الفتنة وتكون النتيجة سيئة
العادات يمكن أن تكون عبادات:
& إن قال قائل: هل يمكن أن تكون العادات عبادات؟ فالجواب: العادات إذا قصد الإنسان بها الاستعانة على عبادة الله صارت عبادة, فمتى أردت الاستعانة بها على عبادة الله صارت عبادة.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: