لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ

منذ 2024-03-27

"لا سَمَرَ" وهو الحديثُ والسَّهَرُ ليْلًا، "إلَّا لِمُصَلٍّ" يَقومُ اللَّيلَ بالصَّلاةِ والنافِلَةِ؛ وذلك لأنَّه بالسَّمَرِ يتروَّحُ قليلًا ثم يُقبِلُ على صَلاتِه، "أو مُسافِرٍ" حيثُ يَسْمُرُ مع غَيْرِه

الحديث:

«لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ»

[الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 7499 | خلاصة حكم المحدث : صحيح التخريج : أخرجه الترمذي معلقاً بعد حديث (2730)، وأخرجه موصولاً أحمد (4244)]

الشرح:

علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم آدابَ كلِّ شَيءٍ، كما علَّمَنا ألَّا نُضيعَ أوْقاتَنا هباءً بل نُثمِرُها بالطاعاتِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لا سَمَرَ" وهو الحديثُ والسَّهَرُ ليْلًا، "إلَّا لِمُصَلٍّ" يَقومُ اللَّيلَ بالصَّلاةِ والنافِلَةِ؛ وذلك لأنَّه بالسَّمَرِ يتروَّحُ قليلًا ثم يُقبِلُ على صَلاتِه، "أو مُسافِرٍ" حيثُ يَسْمُرُ مع غَيْرِه، ويَسهَرُ لِيَطويَ المسافاتِ باللَّيلِ؛ وسبَبُ النَّهيِ عن السَّمرِ: أنَّه يُؤدِّي إلى السَّهرِ، ويُخافُ مِنه غلَبةُ النَّومِ عن قِيامِ اللَّيلِ، أو الذِّكْرِ فيه، أو عن صَلاةِ الصُّبحِ في وقْتِها الجائزِ أو المختارِ أو الأفضَلِ، ولأنَّ السَّهَرَ في اللَّيلِ سبَبٌ للكَسلِ في النَّهارِ عمَّا يتَوجَّهُ مِن حُقوقِ الدِّينِ، والطَّاعاتِ، ومَصالِحِ الدُّنْيا، كما قال تعالى: {{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}} [يونس: 67]؛ وعلى هذا فلا ينبغي السَّمَرُ في اللَّيلِ إلَّا لفائِدَةٍ، وَما لا بُدَّ منه مِنَ الحَوائِجِ، كما في حَديثِ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رضِيَ اللهُ عنه عندَ التِّرْمِذيِّ: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَسمُرُ مع أبي بَكْرٍ في الأَمْرِ من أَمْرِ المُسلِمينَ وأنا معهما"، وهكذا كلُّ ما كان فيه مصلحةٌ أو حاجةٌ داعيةٌ إليه، كمُدارسةِ العِلمِ, وحكاياتِ الصالحين, ومُحادثةِ الضَّيفِ، والعروسِ للتأنيسِ, ومُحادثةِ الرجلِ أهلَه وأولادَه للمُلاطفةِ والحاجةِ, والحديثِ في الإصلاحِ بين الناسِ، والشفاعةِ إليهم في خَيرٍ, والأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المُنكَرِ, والإرشادِ إلى مصلحةٍ، ونحوِ ذلك .