مناجاة.. وثناء
يا رب أقِرَّ عيني بالخير، وإذا قضيت لي أمرًا فبعزتك رضِّني به، حتى لا ألتفت حزينًا على ما فاتني، اللهم وإن قطعت سبيلًا إليك، فثبِّتني عليه؛ حتى لا يزين لي الشيطان غيره.
يا رب أقِرَّ عيني بالخير، وإذا قضيت لي أمرًا فبعزتك رضِّني به، حتى لا ألتفت حزينًا على ما فاتني، اللهم وإن قطعت سبيلًا إليك، فثبِّتني عليه؛ حتى لا يزين لي الشيطان غيره.
اللهم وأغنني يا واسعُ من فضلك، فكلُّ الخير منك وبين يديك، أغنني بالفضل الذي يحجب عني فتن الدنيا وزخرفها ومتاعها الفخم، وأنعِمْ عليَّ بالخير الذي لا يصحبه ابتلاء ولا سقم، وعرِّفني باب وصالك بالْمَسَرَّة التي لا يخالطها شقاء ولا ألم.
يا رب، آنسني بحبك، واجعل في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، وفجِّر ينابيع الحكمة من قلبي، وكن معينًا لي في دربي، وجِّهني ولا تخيِّرني، دُلَّني ولا تُضلني، اهدِني واهدِ بي، وأنعم عليَّ بك لا بغيرك، واجعلني أسعد بلحظات الانتظار لغيوثك، وأفِضْ عليَّ من بركات فتوحك.
يا رب، ما ضاقت الأرض إلا اتسعت لي برحمتك، ولا تاهت بي السُّبُل إلا هُدِيتُ بهدايتك، ولا خاف قلبي إلا اطمأنَّ لقدرتك، ولا غفلت عنك إلا عُدتُ إليك بجميل ردِّك، ولا ظلمت ساعةً واستنصرت بك إلا وجدت النصرة في الاستجارة بعزتك، ولا تُهْتُ عنك في صحراء ذنبي، ثم سجدت سجدةً بذلٍّ وإنابة، إلا شعرت بقربك ومحبتك.
يا رب، ما أظلمت لحظة إلا أضاءت لي حين ألتجئ إليك، ولا اشتدَّ ظرف إلا لانَ حين اعتمدت عليك، ولا غطَّني الهمُّ إلا انزاح حين وقفت بين يديك.
يا رب، ما ابتعد قلبي قاصدًا البُعْدَ، ولا قَسَتْ جوانبي عن ذكرك قاصدةً الهجر، ولا جَفَتْ روحي عن جميل حبِّك راجيةً سواك.
ربِّ ألهمني القرب حين يبتعد قلبي، والذِّكْرَ حين يفتُر لساني، والعمل حين يكسَل بدني، والعزم حين يغلبني فراغي، والقوة حين يهجم عليَّ ضعفي، علمني الحب والثناء عليك دون موعد ولا نازلة، هكذا أحبك لأني عبدك الضعيف، وأنت أنت الله القوي، الغني العظيم، البر الرحيم، الودود اللطيف.
اللهم اجعل كيد عدوي دفئًا وسلامًا عليَّ، ولا تشمت بي حاسدًا يتربص بي، واجعل لي من كل همٍّ فَرَجًا، ومن كل ضيق نجاة، واجبرني في كل كسر نزل بي جبرًا فوق خيال كل أحد؛ لأنك الكريم الغني، الوهاب الصمد.
أنا الصغير الذي ربَّيتَه، فلك الحمد.
وأنا المسافر الذي صاحبته، فلك الحمد.
وأنا الخائف الذي أمَّنتَه، فلك الحمد.
وأنا الفقير الذي أغنيتَه، فلك الحمد.
وأنا التائه الذي دَلَلْتَه، فلك الحمد.
اللهم ما من عمل أرجوك به إلا أني أرجوك، أرجوك يا رب ولا أرجو غيرك!
اللهم آلَمني أني عندما بحثت في دفتر أعمالي باحثًا عن عمل أرجوك به، لم أجد كثيرَ صومٍ أو صلاة أو ذكر، اللهم ما وجدت كالذين وجدوا عندما ألجأتهم الصخرة لذكرك والرجاء فيك، ما وجدت عملًا خالصًا تنقضي به حاجتي، وتفك به كربتي، غير أني عبدك يا رب، وحاشا لسيدٍ أن يُخيِّب رجاء عبده، وحاشا للطيف رحيم، خزائنه ملأى، غنيٍّ عن السؤال، أن يرد ذليلًا سائلًا منكسرًا، لا يرجو إلا هو.
اللهم أنا عبدك لا أرجو إلا أنت، ولا أرجو إلا منك، أتوجه إليك بقلب ألهبه ما فيه، يرجوك الرضا بما هو فيه، ويسألك النجاة مما يخشى أن يلاقيه، والعون على ما هو فيه، ولا حول ولا قوة لعبدك إلا بك.
يا رب فهمني عنك، فإني لا أفهم عنك إلا بك، وعلمني عنك فإني لا أعلم عنك إلا بك، واهدني إليك فإني لا أصل إليك بغير هداك.
زادي قليل، وطريقي إليك طويل، ونفسي التي بين جنبي تغلبني وأغلبها، وأنت الرحيم، لا حول لي في الوصول لك إلا بك، ولا قوة لي أن أمشي لك دونك، اللهم خُذْ يا رب بيدي إليك، وهيئ لي من أمري رشدًا، واجعل معونتك الحسنى لي مددًا.
يا رب، أرجو أن تكتب لي جنةً عرضها السماوات والأرض، لا لعملي؛ فما عملت شيئًا، بل برحمتك، وتفضل عليَّ بلطف منك، وتجاوز عما يسوؤك مني.
رب آتني ما وعدتني على رسلك، ولا تخزني يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد.
أنت الغفور الرحيم اللطيف، أحمدك وأشكرك، وأُثني عليك وحدك؛ حيث تنقلني من قعر الضعف إلى قمة القوة، حيث الاحتماء بك، والافتقار إليك، والطلب منك، والاعتزاز بك، والطمع في فضلك، والسجود بين يديك.
اللهم أفرغ عليَّ منك رضًا لا أجد بعده شقاء، وافتح لي أبوابَ رزقٍ لا تنفد أبدًا، وفرغ قلبي لحبِّك ودعوة الخلق إليك، فذاك أشرفُ مقام لعبدك؛ فإني بك ومنك وإليك.
يا رب، لا أقدر على عذابك، ومهما نال مني الذنب، فبحولك وقوتك أرجوك أن تفتح عليَّ في الحديث عنك ولك وفيك، حتى أرجع إليك، وتسوقني باللطف إلى اللطف، وترحمني برحمتك الواسعة، وتغنيني بك، وتجعل كل اعتمادي وتوكلي عليك.
يا رب، لا تجعل فضلك عليَّ في الدنيا استدراجًا يحرمني من رحماتك بي في الآخرة، فإني - وعزتك - هالك إلا أن تتغمدني برحمة منك في الدارين.
يا رب، لا أذكر منك إلا الجميل، ولا أرى منك إلا التفضيل، خيرك لي شامل، وصنعك لي كامل، ولطفك بي كافل، ونعمك عندي متصلة، وفضلك عليَّ متواتر، صدَّقت رجائي، صاحبتني في سفري، وأكرمتني في حضري، فلك الحمد حمدًا متواليًا، متواترًا، متسقًا، متسعًا، مستوثقًا، يدوم بدوامك لا يبيد.
اللهم في تدبيرك ما يغني عن الحِيَلِ، وفي كرمك ما هو فوق الأمل، وفي سترك ما يسد الخلل، وفي عفوك ما يمحو الزلل، فبقوة تدبيرك وعظيم كرمك أسألك التوفيق لأحسن تدبير، وأن تيسر لي أمري بأحسن تيسير؛ فإنك على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.
يا رب، رأيت آثار رحمتك في كل شؤون حياتي، وما عادت يدي يومًا خائبة، تعطيني قبل السؤال، وتجود عليَّ بأكثر مما سألت، ولست أهلًا لتبلغني رحمتك، ولكن رحمتك أهل لتبلغني، فأسألك ألَّا تقطعها عني لحظة بسبب بعدي عنك.
_____________________________________________
الكاتب: عامر الخميسي
- التصنيف: