الحنيفية السمحاء عقيدة الإسلام: زيد بن عمرو نموذجاً

منذ 4 ساعات

عقيدة التوحيد الخالص لله رب العالمين عقيدة سهلة سمحة تدل عليها الفطرة كما يدل عليها العقل والإحساس وبها دعت كل الرسل أقوامها.

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.

عقيدة التوحيد الخالص لله رب العالمين عقيدة سهلة سمحة تدل عليها الفطرة كما يدل عليها العقل والإحساس وبها دعت كل الرسل أقوامها.

ومن أصحاب الفطر السليمة الذين اهتدوا إلى فطرة الإسلام في فترة من فترات انقطاع الوحي زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه ورحمه.

كان زيد بن عمرو بن نفيل والد سعيد يعبد الله تعالى على دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم.

1- روى البخاري عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، « أن النبي صلى الله عليه وسلم لقِيَ زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح - اسم مكان - قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي، فقُدِّمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سُفْرة، فأبى أن يأكل منها، ثم قال زيد: إني لست آكلُ مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما ذُكِرَ اسم الله عليه، وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم، ويقول: الشاة خلقها الله، وأنزل لها من السماء الماءَ، وأنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم الله؛ إنكارًا لذلك، وإعظامًا له»  [البخاري، حديث: 3826].

2- روى البخاري عن ابن عمر أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشأم يسأل عن الدين ويتبعه، فلقِيَ عالمًا من اليهود، فسأله عن دينهم، فقال: إني لعلِّي أن أدينَ دينكم، فأخبرني فقال: لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله، قال زيد: ما أفر إلا من غضب الله، ولا أَحمِل من غضب الله شيئًا أبدًا، وأنَّى أستطيعه؟ فهل تدلني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفًا، قال زيد: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم، لم يكن يهوديًّا، ولا نصرانيًّا، ولا يعبد إلا الله، فخرج زيد فلقِيَ عالمًا من النصارى فذكر مثله، فقال: لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله، قال: ما أفر إلا من لعنة الله، ولا أحمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئًا أبدًا، وأنى أستطيع؟ فهل تدلني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفًا، قال: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم، لم يكن يهوديًّا، ولا نصرانيًّا، ولا يعبد إلا الله، فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم عليه السلام، خرج، فلما برز رفع يديه، فقال: اللهم إني أشهد أني على دين إبراهيم))؛ [البخاري، حديث: 3827].

3- قال الليث بن سعد: "كتب إليَّ هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائمًا مسندًا ظهره إلى الكعبة، يقول: يا معاشر قريش، والله ما منكم على دين إبراهيم غيري، وكان يحيي الموؤودة، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها، أنا أكفيكها مؤونتها، فيأخذها، فإذا ترعرعت، قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك، وإن شئت كفيتك مؤونتها"؛ [البخاري، حديث: 3823].