الحياة الطيبة
فكل عمل صالح تعمله كصلاة وصيام وصدقة وذكر وبر وصلة وأمر بالمعروف يقربك من القناعة والحياة الطيبة
قال تعالى:{مَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحࣰا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَلَنُحۡیِیَنَّهُۥ حَیَوٰةࣰ طَیِّبَةࣰۖ وَلَنَجۡزِیَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ} [النحل ٩٧].
نبهنا فضيلة الدكتور المفسر محسن المطيري جزاه الله عنا خيرا إلى أقوال السلف رحمهم الله في معنى الحياة الطيبة المراد في هذه الآية واختيار الطبري فيها.
ولما كان تحصيل الحياة الطيبة هو غاية الإنسان وأقصى أمنياته، فإنه جدير بالتدبر والتأمل من خلال أقوال مفسري السلف الصالح، الذي هو ( بوابة التدبر الكبرى)
وبالرجوع إلى أقوال السلف في معنى الحياة الطيبة نجدهم فسروها بخمس معان:
١- القناعة.
٢- الرزق الحلال.
٣- الجنة.
٤- الإيمان والعمل الصالح.
٥- السعادة.
واختار الطبري وهو مروي عن، علي رضي الله عنه وابن عباس رضي الله عنهما والحسن البصري ووهب بن منبه ومحمد بن كعب القرظي وأبي معاوية بن الأسود ويحيى بن سلام رحمهم الله
أن المعنى: القناعة
ولا شك أن هذا المعنى يشير إلى بصيرة إمام المفسرين بصنعته وتوفيق الله له....
ويتضح ذلك بمناقشة الأقوال الأخرى
فأما الرزق الحلال والسعادة فيشبه أن يكون تفسيرا مرادفا لمعنى الحياة الطيبة من جهة اللغة وليس بيانا لجنس هذه الحياة الطيبة وموعدها، ولذا فلا يتعارض مع المعنى المختار.
وقد أجاب الطبري رحمه الله بنحو هذا فقال:
وأما القول الذي رُوي عن ابن عباس أنه الرزق الحلال، فهو مُحْتَمَل أن يكون معناه الذي قلنا في ذلك، من أنه تعالى يقنعه في الدنيا بالذي يرزقه من الحلال. انتهى.
وأما القول بأن الحياة الطيبة: هي الإيمان والعمل الصالح فيشكل عليه أن يصبح جواب الشرط هو الشرط نفسه.
وأما من قال: إنها الجنة فأجاب عنه الطبرى بجواب من دلالة السياق خلاصته: أن الله تعالى أوعد قوما قبلها على معصيتهم العذاب في الدنيا والآخرة فهذه الآية تقابل تلك في أهل الإيمان.
والحاصل أن القول الذي عليه أكثر السلف في بيان جنس الحياة الطيبة هو القناعة.
وهذا معنى عظيم وبه تنحل أسرار السعادة كلها مرة واحدة.
والآية فيها معنى عظيم آخر:
وهو أن القناعة هبة من الله تعالى لمن جاء بشرطها وهو الإيمان والعمل الصالح.
فكل عمل صالح تعمله كصلاة وصيام وصدقة وذكر وبر وصلة وأمر بالمعروف يقربك من القناعة والحياة الطيبة
وكل نقص في العمل الصالح يقل معه حظك من القناعة ويحل محلها الشح والطمع ونكد الحياة.
طيب الله حياتكم
- التصنيف: