تربية الشباب على العقيدة الصحيحة

منذ يوم

العقيدة الصحيحة هي الركن القويم، وهي دعوة الأنبياء والرسل لأقوامهم، وهي توحيد الله سبحانه، صلاح الشباب والفتيات مرهونٌ بسلامتها.

العقيدة الصحيحة هي الركن القويم، وهي دعوة الأنبياء والرسل لأقوامهم، وهي توحيد الله سبحانه، صلاح الشباب والفتيات مرهونٌ بسلامتها، وصحة أفكارها، فبدونها ينهدم البناء، وتفسد الأعمال، فقد مكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة بعد بعثـته ثلاث عشرة سنة؛ يدعو الناس لتصحيح العقيدة وإلى التوحيد، ولم تـنزل عليه الفرائض ولا التشريعات إلا في المدينة؛ قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الزمر: 65، 66].

 

يقول بعض الآباء: ابني يبلغ من العمر 15 سنة، يكره مجالسة أصدقائه، ويحب العزلة والوحدة، طول وقته على جواله يتنقل بين المواقع الإلكترونية، عندما أجلس وأتحاور معه يُلقي أسئلة لا أعرف من أين يأتي بها، تتعلق بالخالق والفرق بين الأديان، وأهمية الصلاة، والفائدة من الحج، خِفْتُ عليه كثيرًا أن يسلك مسالك المنحرفين عقائديًّا، لما رجعت إلى جهازه، وجدت أنه يشاهد ويتابع الحوارات والملتقيات التي تدعو إلى التشكيك في العقيدة الإسلامية، أخبروني ماذا أعمل؟

 

أيها الآباء، وأيتها الأمهات، حرَص نبينا صلى الله عليه وسلم على شباب الأمة ببناء العقيدة السليمة فيهم؛ جاء عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: ((كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا غلامُ، إني أعلمك كلماتٍ، احفظِ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفِعَتِ الأقلام وجفَّت الصحف»؛ (صحيح الترمذي)، وهذا لقمان الحكيم يستغل موقف وجود ابنه معه، وإقباله على الموعظة، حتى يبني العقيدة الصحيحة فيه: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13].

 

أيها الآباء، وحتى نربي أولادنا على العقيدة الصحيحة؛ علينا الحرص على الآتي:

• أن تكون البداية بتعليم الشباب أركانَ الإسلام والإيمان والإحسان، ومعاني العقيدة الموجودة في سورة الإخلاص، وقصار السور، وآية الكرسي، بمعانيها البسيطة والسهلة.

 

• الحرص على الأذكار وقراءة القرآن، وربط حياته وأفعاله بذكر الله والتعوذ من الشيطان.

 

• التربية على مراقبة الله في كل أحواله، وأنه يراه أينما كان؛ قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16].

 

• تعليمه أن الله سبحانه هو المتصرِّف في هذا الكون، وأن لا ملجأ إلا إليه، وأن كاشف الضر هو الله، والشافيَ هو الله، والرازق هو الله؛ قال تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس: 107].

 

• تعويد الشباب على حبِّ الله، وحبِّ رسوله، وحب القرآن، واحترام الشعائر الإسلامية؛ مثل: الصلاة، والمساجد، والحج، وعدم الاستهزاء بها، أو السماح للغير بالاستهزاء بها.

 

• الابتعاد عن الصحبة السيئة، التي لا تحترم العقيدة الإسلامية، أو تنكرها، أو تستهزأ بها، وإبدالهم بصحبة صالحة طيبة.

 

• تحذيره من المواقع الإلكترونية المنحرفة، التي تدعو ليلَ نهارَ إلى الإلحاد وهدم العقيدة الإسلامية، وعدم الاستماع إليهم.

 

• حضور مجالس العلم والصالحين، والحرص على الصلوات الخمس والجمعة في المساجد.

 

• الحرص على الدعاء الصالح بهداية الأولاد على العقيدة الصحيحة والثبات عليها؛ قال الله تعالى عن إبراهيم الخليل عليه السلام: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35].

 

• مدارسة سِيَرِ الأنبياء عليهم السلام، وذكر دعواتهم لأقوامهم، ثم استخراج الفوائد والعِبَرِ منها؛ قال تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [الحج: 26].

 

• التحذير والابتعاد عن كل شيء يؤدي إلى الشرك بالله؛ كالاستعانة بغير الله، والحلف بغيره، والذبح لغير الله، والتوكل على غيره.

 

• الحرص على حضور ومشاهدة البرامج المرئية والمسموعة، التي تهتم ببناء العقيدة الصحيحة.

 

أسأل الله العظيم أن يصلح أولادنا، وأن يجعلهم هداةً مهتدين على سيرة حبيبنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.