المعلم المسلم داعية

منذ 2024-10-27

على المعلم المسلم أن يكون داعية بين إخوانه المعلمين، فينصحهم ويرشدهم ويدعوهم إلى التمسك بالإسلام والعمل والأخلاق الحميدة، والقدوة الحسنة بأسلوب حكيم،

على المعلم المسلم أن يكون داعية بين إخوانه المعلمين، فينصحهم ويرشدهم ويدعوهم إلى التمسك بالإسلام والعمل والأخلاق الحميدة، والقدوة الحسنة بأسلوب حكيم، عملًا بقول الله تعالى:

{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].

 

وقوله تعالى: {ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125].

 

والجدال في هذه الآية يشمل المسلمين وغير المسلمين.

 

وإذا وجد في المدرسين بعض المعلمين والطلاب من غير المسلمين، فلنعاملهم بالحسنى وندعوهم إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال الحسن عملًا بقول الله تعالى:

{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إلَيْنَا وَأُنْزِلَ إلَيْكُمْ وَإلَهُنَا وَإلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [العنكبوت: 46].

 

وتطبيقًا لهذه المبادئ القرآنية السلمية فإليك هذه القصص الواقعية:

1- كنت قديمًا في سورية معلمًا، وكان في المدرسة معلم نصراني اسمه (جودت) فناقشته بلطف وقلت له: هل توافق معي في أن الأنبياء كلهم إخوة؟ فقال نعم، قلت له: إن المسلم يؤمن بعيسى عليه السلام، وأُمّه مريم لها سورة باسمها في القرآن الكريم، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فقال: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فقلت له: الآن أصبحت أخًا لنا في الإسلام، وقد زاد إيمانك بمحمد صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى إيمانك بعيسى عليه السلام.

 

2- كنت أُعلِّم في مدرسة بها طالب نصراني، فكنت أذكر له بعض القصص، عن عيسى عليه السلام وأُمه مريم التي جاءت في القرآن الكريم، فأحبني وبدأ يداوم على الحضور في درس الديانة، وله الحق في الخروج من الدرس لأنه غير مسلم، فكان يحفظ درس القرآن الكريم قبل طلاب المسلمين، وكنت أشجعه على ذلك، حتى شعر به أبوه فمنعه من حضور درس التربية الإسلامية تعصبًا منه وظلمًا.

 

3- كان طالب نصراني يدرس مع طلاب مسلمين، وكنت أدرسهم التربية الإسلامية، وكان يلازم الدرس ويحبه لما يسمعه من قصص عيسى ومريم واحترام المسلمين لهم. ويسألني أسئلة متعددة.

 

4- إن واجب كل مسلم إذا وجد معه من غير المسلمين أن يحسن معاملته معهم ليريهم محاسن الإسلام، ثم يدعوهم إلى الإسلام، وقد رأيت عاملًا من الدروز في الفندق، فدعوته للصلاة فاعتذر لجهله، فعلمته الوضوء والصلاة، فبدأ يداوم عليها في المسجد، ويسمع الدروس في المسجد، وكان يقرع عليَّ باب الغرفة لصلاة الجماعة.

 

5- على المربي أن يكون عالمًا بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ليعلمها طلابه، لأن أهميتها عظيمة لهم.

محمد جميل زينو

عالم كبير..مدرس في مكة المكرمة.