من أضرار الزنا

منذ 19 ساعة

قال الله -تعالى-: {وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء: 32]

قال الله -تعالى-: {وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء: 32]، وقال -تعالى-: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلاَّ مَنْ تَابَ...} [الفرقان: 68 - 70]، الآية، فانظر كيف قَرَن الزنا بالشِّرْك بالله، وقتْل النفس التي حرَّم الله، وقال -تعالى-: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [النور: 2]، قال العلماء: هذا عذاب الزاني والزانية في الدنيا إذا كانَا غيرَ متزوِّجَين، فإذا كانَا متزوِّجين أو قد تزوَّجَا، فإنهما يُرجمان بالحجارة حتى يموتَا، وفي الحديث الصحيح: «لا يَزْني الزاني حين يَزْني وهو مؤمِن»[1]، وفي الحديث الآخر: «مَن زنَى أو شَرِب الخمر نَزَع الله منه الإيمانَ، كما يخلع الإنسانُ القميص من رأسِه»[2]، وأعظم الزِّنا بالأمِّ والبنت والأخت وذوات الأرحام، وفي الحديث: «مَن وقع على ذات مَحْرَم فاقتُلوه» [3]، والزِّنا يجمع خِلالَ الشرِّ كلَّها، ومن ذلك:

1) قلة الدِّين.

2) ذَهاب الورع.

3) فساد المروءة.

4) قلَّة الغَيْرة.

5) غضب الربِّ.

6) سواد الوجه وظُلمته.

7) ظلمة القلْب، وطمْس نوره.

8) الفقر اللازم.

9) ذَهاب حُرْمة فاعله، وسقوطه من عيْن ربِّه، ومِن أعين عباده.

 

10) أنه يسلبه أسماءَ المدح من العِفَّة والبر، والعدالة والثِّقة، ويكسوه أسماءَ الذمِّ كاسم الفاجر والخائن، والفاسق والزاني.

 

11) أنَّ الزاني يُعرِّض نفسه للعذاب في تنُّور من نار، أعلاه ضيِّق، وأسفله واسع، الذي رأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم فيه الزُّناةَ والزواني يعذبون[4].

 

12) أنَّه يفارقه الطَّيِّب، ويستبدل به الخبيث الذي وصف الله الزُّناةَ به.

 

13) وحشة يضعها الله في قلْب الزاني.

 

14) قلَّة الهَيْبة التي تُنزع من صدور أهلِه وأصحابه وغيرهم له.

 

15) أنَّ الناس ينظرونه بعَيْن الخيانة، ولا يأمنه أحدٌ على حُرْمته وولده.

 

16) ضِيق صَدْر الزاني وحَرَجه.

 

17) أنَّه يعرِّض نفسه لفوات الاستمتاع بالحُور العِين في المساكن الطيِّبة في جنات عدن.

 

18) أنَّ الزِّنا يجرئه على عقوق الوالدين، وقطيعة الأرحام، وكسْب الحرام، وظلم الخَلْق، وإضاعة أهْلِه وعياله.

 

19) أنَّ هذه المعصية محفوفةٌ بالمعاصي فهي لا تتمُّ إلا بأنواع المعاصي قبلها، ومعها وبعدَها، فهي تجلب شرورَ الدنيا والآخرة.

 

20) وجوب الحدِّ على الزاني البِكْر مائة جَلْدة، وتغريب عام عن وطنه، ورجم الزاني الثيِّب (الذي قد تزوَّج) بالحجارة حتى الموت.

 

21) في الزِّنا ضياعُ الأنساب.

 

22) انتهاك الأعراض.

 

23) انتشار الأمراض الخطيرة، وفشوُّ الطاعون، وانتشار الأمراض التناسلية المستعصية للعلاج غالبًا، وأهونها مَرَض الزهري.

 

24) تعريض المحارِم للوقوع بالفاحشة، فكما تَدين تُدان.

 

25) الإفلاس يومَ الحساب من الأعمال الصالحة.

 

26) أنَّه يُعْرَض الزاني الخائن يومَ القيامة على الذي زنَى بامرأته؛ ليأخذَ من حسناته ما يشاء، وسوف لا يُبقي للخائن حَسَنةً.

 

27) شهادة الجوارح عليه من اليد والرِّجل والجلد، والسمع والبصر واللِّسان {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النور: 24][5].

 

(تنبيه هام):

ويلتحِق بالزِّنا في العذاب والفضيحة، والعار في الدنيا والآخرة، بل هو أشنعُ منه - عملُ قوم لوط، وهو إتيان الذُّكْران من العالمين في أدبارهم، وقد لُعِن فاعلُه ثلاثَ مرات في حديث رواه ابن حبَّان في صحيحه، والبيهقي والنسائي؛ قاله ابن حجر الهيثمي في "الزواجر"، فالواقع بالزِّنا واللواط مُجرِم فاسق، ظالِم خبيث، متعدٍّ حدود الله، وإذا أنكر تحريمَه فهو كافرٌ بالله العظيم، إلاَّ أن يتوب، فمَن تاب تاب الله عليه.

 


[1] رواه البخاري ومسلم.

[2] رواه الحاكم من حديث أبي هريرة، ورمز السيوطي لصحته.

[3] رواه الحاكم وصحَّحه.

[4] في حديث رواه البخاري في صحيحه عن سَمُرة بن جُنْدب.

[5] انظر "روضة المحبين"؛ لابن القيِّم (ص: 358 -361).