من أنت ؟

منذ 2025-02-08

فرق كبير بين من لا يرى من وظيفته إلا المقابل المادي الذي يجنيه وبين من يرى الأثر الذي يتركه !

من أنت ؟

 فرق كبير بين من لا يرى من وظيفته إلا المقابل المادي الذي يجنيه وبين من يرى الأثر الذي يتركه!

كانت  إحدى  المسؤلات تزور مصنعًا في الهند فلفتَ انتباهها عاملٌ في زاوية من زوايا المصنع ينشد وتعلو محياه علامات السعادة.

فاقتربت منه فإذا هو يجمع المسامير ويضعها في عُلب خاصة، شأنه شأن بعض رفاقه بالقرب منه.

 فزاد هذا الأمر استغرابها فسألته : ماذا تفعل ؟ 
-فقال : أنا أصنع طائرات! 

فقالت له باستغراب : طائرات ؟ 

-فقال : أجل سيدتي طائرات، هذه الطلبية لشركة تصنيع طائرات، والطائرات العملاقة التي تركبينها لا يمكن أن تطير دون هذه المسامير الصغيرة! 

هنا السر:
نظرتنا لأنفسنا هي التي تُحدد قيمتنا في الحياة 

 فرق كبير بين من يرى نفسه جامع المسامير في عُلب وبين من يرى نفسه شريكًا في صنع الطائرة!
 

كل عمل مهما كان بسيطًا يترك أثرًا في هذا العالم، تحتاج فقط أن تنظر إلى هذا الأثر! 

أنت لستَ مجرد كناسٍ للطريق أنتَ شخص يُجمّل وجه مدينة!

أنت لستَ مجرد نجار أنتَ إنسان يحمي البيوت من السرقة و من الشمس والريح! 

أنت لستَ مجرد خياط أنتَ تهب الناس لمسة أناقة!

أنت لستَ مجرد خطيب على المنبر أنتَ تدل الناس على الطريق الموصلة إلى الله!

أنت لستَ مجرد مُدرس صبيان ؛ أنتَ صانع أجيال!

أنت لستَ مجرد مهندس وصانع جسور أنتَ منشئ الوصل بين الناس والأماكن!

أنت لستَ مجرد طبيب أنتَ سبب في تخفيف آلام البشر!

أنتِ لستِ مجرد ربة أسرة؛ أنتَ أهم شخص في هذا العالم

أنتِ أول مُربٍّ وأهمُ مُربٍّ فليس هناك صناعة أعظم من صناعة الإنسان!

 الذي لا يرى من عمله إلا الأجر المادي الذي يتقاضاه فقط هو إنسان أعمى لا يرى! 

هناك أثر يجب ألا يغيب عن بالنا، وهو الذي يجعل العمل رسالة، ويهب الإنسان قيمته.


ولا أحد يستطيع رفع قيمتك ما لم تكن أنتَ تشعر بقيمة نفسك!

....فمن أنت؟!