تنطع في التعامل مع قصص القرآن

منذ 11 ساعة

قص الله تعالى علينا قصص القرآن للعبرة والاتعاظ والحذر من الوقوع في الشر والاقتداء بالقدوة الحسنة من أهل والصلاح الخير والمعروف.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله 

قص الله تعالى علينا قصص القرآن للعبرة والاتعاظ والحذر من الوقوع في الشر والاقتداء بالقدوة الحسنة من أهل والصلاح الخير والمعروف.

والقصص ينبغي أن يكون للإنسان معها معبر نفسي يعبر الإنسان بذاته ليتعايش مع القصة تعايشاً حقيقياً وكأنه أدخل النار مع إبراهيم عليه السلام ، وكأن البحر انشق أمامه مع موسى عليه السلام، وكأنه كان مع يوسف في الموقف الحرج إذ قال لامراة العزيز (معاذ الله) وكأنه قاسى الضر مع أيوب ... وهكذا.

ويأتي بعض المتنطعين ليسألوا عن أسألة عن أشياء في هذه القصص أبهمها القرآن ولم يقف عندها أو يعينها لأنها لا فائدة فيها تعود على المكلف.

من هذه الأسئلة:

ما اسم أهل اكهف، وما اسم كلبهم؟ وما لونه؟؟وما أسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم وما اسم هدهد سليمان؟ وما نوع الشجرة التي كلم الله عندها موسى؟؟؟ وهكذا 

إن الله تعالى إنما قص علينا القصص لكي نعقل الحِكَم التي فيها؛ قال الإمام ابنُ كثير - رحمه الله -: "ويأتي عن المفسرين خلافٌ بسبب ذلك؛ كما يَذكُرون في مثل أسماء أصحاب الكهف ولون كلبهم وعِدّتهم، وعصا موسى من أيِّ شجر كانت؟ وأسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم، وتعيين البعض الذي ضُرِبَ به القتيلُ من البقرة، ونوع الشجرة التي كلَّم الله منها موسى إلى غير ذلك مما أبهمه الله تعالى في القرآن، مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم"؛ تفسير ابن كثير (1 / 10 قرطبة)".

قال تعالى:

 

{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)

قال السعدي : 

{{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ }}  أي: قصص الأنبياء والرسل مع قومهم،  {{ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ }}  أي: يعتبرون بها، أهل الخير وأهل الشر، وأن من فعل مثل فعلهم ناله ما نالهم من كرامة أو إهانة، ويعتبرون بها أيضا، ما لله من صفات الكمال والحكمة العظيمة، وأنه الله الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له.

فالرجاء الانتباه إلى الغرض من سَوْقِ القصَّة في القرآن، واستِخراج الحِكَم والعِبَر.
نسأل الله أن يفتَح علينا بفهم كتابه، وتدبُّر معانيه.

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.