(قَالَ إِنَّمَاۤ أُوتِیتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمٍ عِندِیۤۚ)

منذ 10 ساعات

في كثير من حلقات البودكاست ومقاطع التواصل ينزلق متحدثون ربما من غير وعي لهذه القارونية البائسة ويحشو قصته بنسبة الفضل لنفسه بما حصله من مال أو جاه أو منصب...

في كثير من حلقات البودكاست ومقاطع التواصل ينزلق متحدثون ربما من غير وعي لهذه القارونية البائسة ويحشو قصته بنسبة الفضل لنفسه بما حصله من مال أو جاه أو منصب...
وبيئة البودكاست والتواصل حاضنة محفزة لهذا النفس الادعائي فهي حديث عن النفس وفينا ميل طاغ للفخر وتسويق الذات.

وأسوأ ما يكون:
حين يتسلط علي رجال كبار شاب وهم في نهاية أعمارهم فيلتقي بهم فيحملهم على هذا الافتخار البائس:
فعلت وفعلت وفعلت
 وأنا وأنا وأنا
أيها الثري!
ربما كان لك بعض الجهود في طريق ثروتك وإنجازك؛
لكن الكثيرين بذلوا نفس الجهد والخطوات؛ ولم يكن لهم نصيب من ذلك لحكمة يعلمها الله...
بذلت سببا أو عشرة أسباب؛
لكن في حياتك مليون سبب وظرف لم يكن لك أي قدرة أو تأثير فيه.
من جاء بك في هذا البلد الذي أثريت فيه؟
من وافق بك نمو الأسواق فيه؟
من منحك  الصحة؟
هون عليك!
اخفض الضجيج
ابتليت أنت بالثروة...هل تنسب الفضل لله وتشكر؟
وابتلي غيرك بالحرمان هل يرضى بقدر الله ويصبر؟
هذه كل الحكاية....ليس أكثر
ستقول أنا أقول الحقيقة؟ وأحكي القصة 

حتى قارون نفسه الذي مقته الله ربما
كان تاجرا ورجل أعمال وكان يقتنص الفرص ويبكر في الصباح ويدير عماله ويطور خبرته... 
لكن الله مقته لهذه الكلمة النتنة الفاجرة...
تأدبي أيتها النفوس المغمورة في عطايا ربها
لا شيء لك
لا شيء منك

عبد الله بلقاسم الشهري

دكتوراه في الفقه والتربية. إمام وخطيب جامع النماص بأبها سابقا.