جبر الخواطر

منذ 10 ساعات

وقد كان ﷺ في أعلى المراتب من حسن الخلق وطِيب المَعشر؛ قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].

تحرص كل فتاة على لُبس الجميل من الثياب، وتطرَب للثناء وتفرح بالدعاء، وفي مراعاة ذلك جبرٌ للخواطر، وإسعاد للنفوس، ودليل على رقيِّ التعامل والذوق الرفيع.

 

وقد كان صلى الله عليه وسلم في أعلى المراتب من حسن الخلق وطِيب المَعشر؛ قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].

 

ومن أدلة التعامل اللطيف مع الصغيرات ما رَوَتْهُ أمُّ خالد بنت خالد بنت سعيد بن العاص رضي الله عنها قالت: ((أُتِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بثيابٍ فيها خميصةٌ سوداءُ - نوع من اللباس الجميل - قال: «مَن ترَون نكسوها هذه الخميصةَ؟» فأسكت القوم، قال: ائتوني بأم خالد، فأُتِيَ بي النبي صلى الله عليه وسلم، فألبسنيها بيده، وقال: أبْلِي وأخلقي - مرتين - فجعل ينظر إلى علَمِ الخميصة ويشير بيده إليَّ، ويقول: «يا أمَّ خالد، هذا سنا، والسنا بلسان الحبشة الحسن»؛ (رواه البخاري (5845).

وفي رواية للبخاري (5993) عنها رضي الله عنها قالت: ((أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي وعليَّ قميص أصفر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سَنَهْ سَنَهْ» - قال عبدالله: وهي بالحبشية: حسنة - قالت: فذهبت ألعب بخاتم النبوة، فزبرني أبي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دَعْها»، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبْلِي وأخْلِقي، ثم أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي»، قال عبدالله: فبقِيت حتى ذَكَرَ، يعني من بقائها)).

 

وأمُّ خالد: هي أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص بن أمية، وُلِدت بأرض الحبشة؛ قال ابن حجر: "أبلي وأخلقي؛ العرب تُطلَق ذلك، وتريد الدعاء بطول البقاء للمخاطب بذلك؛ أي: إنها تطول حياتها حتى يبلى الثوب ويخلُق".

___________________________________________________

الكاتب: د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر