من أقوال السلف في أسماء الله الحسني: ( الحميد, المجيد)

منذ 10 ساعات

وهو الحميد فكل حمد واقـــــعٍ          أو كان مفروضًا مـــــدى الأزمان ملأ الوجود جميعه ونظـــــــــــــــيره          من غير ما عـــــــــــدّ ولا حُسبـــــــان

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن أسماء الله الحسنى: الحميد: المجيد, وللسلف رحمهم الله أقوال في هذين الاسمين, وبعض الفوائد المتعلقة بهما, جمعت بعضًا منها, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

  • الحميد:

& قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: " حميد"...محمود عند خلقه بما أولاهم من نعمه, وبسط لهم من فضله.

& قال الإمام ابن مندة رحمه الله: ومن أسماء الله عز وجل: الحميد, قال أهل التأويل: الحميد, اسم الفردانية, لا يحمد ولا يشكر غيره.

& قال الإمام البغوي رحمه الله: "حميد" محمود في أفعاله.

& قال قوام السنة الأصفهاني رحمه الله: ومن أسمائه تعالى: الحميد, قيل الحميد: اسم الفردانية لا يحمد ولا يشكر غيره...قال بعض العلماء: الحميد المحمود الذي استحق بفعاله, وهو فعيل بمعنى مفعول, وهو الذي يحمد في السراء, والضراء, وفي الشدة والرخاء, لأنه حكيم لا يجرى في أفعاله الغلط, ولا يعترضه

& قال الإمام ابن الأثير الجزري رحمه الله: في أسماء الله تعالى " الحميد", أي: المحمود على كل حال.

& قال العلامة ابن القيم رحمه الله:

وهو الحميد فكل حمد واقـــــعٍ          أو كان مفروضًا مـــــدى الأزمان

ملأ الوجود جميعه ونظـــــــــــــــيره          من غير ما عـــــــــــدّ ولا حُسبـــــــان

هو أهلُهُ سبحانه وبحمـــــــــــــــده          كلُّ المحامد وصف ذي الإحسان

هو المحمود على كل ما خلقه, وأمر به, ونهي عنه, فهو المحمود على طاعات العباد ومعاصيهم, وإيمانهم وكفرهم, وهو المحمود على خلق الأبرار والفجار, والملائكة والشياطين, وعلى خلق الرسل وأعدائهم, وهو المحمود على عدله في أعدائه, كما هو المحمود على فضله وإنعامه على أوليائه.

الحميد: فعيل من الحمد, وهو بمعنى محمود...فالحميد هو الذي له من صفات وأسباب الحمد ما يقتضي أن يكون محمودًا وإن لم يحمده غيره, فهو حميد في نفسه, والمحمود من تعلق به حمد الحامدين,...ومن أحببته ولم تثن عليه, لم تكن حامدًا له, وكذا من أثنيت عليه لغرض ما ولم تُحبه لم تكن حامدًا له, حتى تكون مثنيًا عليه محبًا له.

& قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "الحميد" أي المحمود في جميع أفعاله وأقواله وشرعه وقدره, لا إله إلا هو, ولا رب سواه.

& قال الإمام الشوكاني رحمه الله: " الحميد" أي المستحق للحمد من عباده بإحسانه إليهم.

& قال العلامة السعدي رحمه الله: الحميد: الذي له جميع المحامد والمدائح كلها, وهي جميع صفات الكمال, فكل صفة من صفاته يحمد عليها, ويحمد على آثارها ومتعلقاتها, فيحمد على كل تدبيره دبّره ويدبره في الكائنات, يحمد على ما شرعه من الشرائع وأحكمه من أحكام, ويحمد على توفيقه أوليائه وعلى خذلانه لأعدائه, كما يحمد على إثابة الطائعين وعقوبة العاصين, وله الحمد على ما تفضل به العباد من النعم والخيرات والبركات التي لا يمكن للعباد إحصاؤها ويتعذر عليهم استقصاؤها.

& قال العلامة العثيمين رحمه الله: من أسماء الله تعالى: الحميد....فهو حميد بمعنى محمود على كمال صفاته, وعلى إحسانه وإنعامه, وعلى جميع أفعاله...كذلك هو حامد من يستحق الحمد من عباده, يثني عليهم ويصفهم بالأخيار, ويحبهم, فهو يثني على من يستحق الثناء من الخلق.

" الحميد " تصح أن تكون بمعنى حامد, وبمعنى محمود, أما كون الله محموداً فظاهر وأما كونه حامداً فلأنه سبحانه وتعالى يحمد من يستحق الحمد من عباده.

& قال العلامة الفوزان: من أسماء الله الحميد, وهو الذي له الحمد المطلق الذي لا حصر له جميع المحامد لله تعالى, وهو الذي يستحقها لكمال إنعامه وفضله على خلقه فهو المحمود على كل حال, له الحمد المطلق, يحمدُ لذاته ولأفعاله ولأسمائه وصفاته.

  • المجيد:

& قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: " مجيد"...ذو مجدٍ ومدح وثناء كريم.

& قال الإمام البغوي رحمه الله: "المجيد" الكريم, وأصل المجد الرفعة.

& قال قوام السنة الأصفهاني رحمه الله: ومن أسمائه تعالى: المجيد, وهو الواسع الكرم, وأصل المجد في كلام العرب السعة. يقال: رجل ماجد إذا كان واسع العطاء.

& قال الإمام ابن الأثير الجزري رحمه الله: في أسماء الله تعالى " المجيد, والماجد" المجد في كلام العرب: الشرف الواسع. ورجل ماجد: مفضال كثير الخير شريف.

& قال العلامة ابن القيم رحمه الله:

وهو المجيد صفاته أوصاف تعــــــــــ         ــــظيم فشأن الوصف أعظم شأن

وصف نفسه بالمجيد وهو المتضمن لكثرة صفات كماله وسعتها, وعدم إحصاء الخلق لها, وسعة أفعاله وكثرة خيره ودوامه.

والمجد في لغة العرب: كثرة أوصاف الكمال, وكثرة أفعال الخير.

أما المجد فهو مستلزم للعظمة والسعة والجلال كما يدلُّ عليه موضوعه في اللغة, فهو دال على صفات العظمة والجلال

وأحسن ما قرن اسم المجيد إلى الحميد, كما قالت الملائكة لبيت الخليل عليه السلام: {﴿ رَحۡمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَٰتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِۚ إِنَّهُۥ حَمِيدٞ مَّجِيد﴾} [هود:73]

فــ الحمد, والمجد, على الإطلاق لله الحميد المجيد, فــ " المجيد" الحبيب المستحق لجميع صفات الكمال, و " الحميد" العظيم الواسع القادر الغني ذو الجلال والإكرام.

& قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: " المجيد" ممجد في صفاته وذاته.

& قال الإمام الشوكاني رحمه الله: " مجيد" كثير الإحسان إلى عباده, بما يفيضه عليهم من الخيرات.

& قال العلامة السعدي رحمه الله: المجد...سعة الصفات وعظمتها, فالمجيد يرجع إلى عظمة أوصافه وكثرتها وسعتها, وإلى عظمة ملكه وسلطانه, وإلى تفرده بالكمال المطلق والجلال المطلق والجمال المطلق, الذي لا يمكن للعباد أن يحيطوا بشيء من ذلك.

إذا جمع بين الحميد المجيد صار اسمُ الحميد أخصّ بكثرة الأوصاف وسعتها, واسم المجيد أخصّ بعظمتها وتوحده بالمجد.

& قال الشيخ فالح بن مهدي آل مهدي رحمه الله: المجيد العظيم الجليل المتعالي

& قال العلامة العثيمين رحمه الله: من أسمائه عز وجل المجيد, والمجيد هو كامل القوة والسلطان.

& قال العلامة صالح الفوزان: له المجد المطلق سبحانه وتعالى, وسمى نفسه بالمجيد. 

                              كتبه / فهد  بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ