العناية بالقرآن
وهو الذي ندم عليه بعض أهل العلم، قال سفيان الثوري: "ليتني كنت اقتصرتُ على القرآن".
وهو الذي ندم عليه بعض أهل العلم، قال سفيان الثوري: "ليتني كنت اقتصرتُ على القرآن".
وقال الشيخ تقي الدين -بعد أن ذكر ما فتح الله عليه من معاني القرآن، وأصول العلم في آخر حياته في سجنه بالقلعة-: "وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن".
ويقول هذا الكلام، مع أنه كان له عناية عظيمة بكتاب الله حتى حاز قصب السبق فيه، وكان آية من آيات الله في التفسير، والتوسع فيه، واستقراء النصوص، ومعرفة أقوال الصحابة والتابعين، والغوص في معانيه بطبع سيال، وذهن وقاد، وفهم ثاقب، وذكاء حاد.
وظهر ذلك في سعة اطلاعه، وقدرته على نقد الأقوال، وترجيح ما دل عليه الكتاب والسنة، وإظهار المعاني الدقيقة، والكشف عن أسرار الكتاب العزيز، واستخراج المقاصد الكلية، واستنباط الأشياء التي لم يسبق إليها.
وأعطاه الله قدرة على الجمع بين الآيات في المعنى الواحد، وحسن التوفيق بينها، بحيث يجعلها كلها تحت قاعدة عامة، وأصل كلي من أصول الشريعة.
وكان من سعة اطلاعه أنه ربما طالع في الآية الواحدة أكثر من مائة تفسير، ثم يسأل الله الفهم، ويقول: يا معلم آدم وإبراهيم علمني.
وقد ذكر الذهبي في ترجمته أنه: "كان إِذا ذكر التفسير أبهت النَّاس من كثرة محفوظه، وحُسْن إيراده، وإعطائه كلَّ قولٍ ما يستحقُّه من التَّرْجيح والتَّضْعيف والإِبطال".
____________________________________________
الكاتب: أ.د./ سعد الشويرخ
- التصنيف: