قبل الندم
لا أحصي عدد من رأيت ندمه من الأصحاب بعد انقضاء زهرة الشباب بسبب الانشغال بترف العلم والمعرفة أو بالقراءة والمتابعة لأصحاب الجدل والرد والرد على الرد
لا أحصي عدد من رأيت ندمه من الأصحاب بعد انقضاء زهرة الشباب بسبب الانشغال بترف العلم والمعرفة أو بالقراءة والمتابعة لأصحاب الجدل والرد والرد على الرد ، أو لخلل المنهجية العلمية فيتم التوسع في علوم على حساب غيرها مما هو أولى منها. أو يكون العلم على حساب العمل أو العكس. أو لتضخم بعض المسائل وجعلها من أصول الولاء والبراء وليست كذلك ! ولغيرها من الأسباب الكثيرة.
تختلف الأسباب وتتفق النتيجة.
كانت الأيام تجري من تحتهم ويعمل الليل والنهار عمله فيهم من غير استحضار منهم لأثر الزمان .
ففوجئوا وهم على أعتاب الكهولة والشيب قد خط عارضيهم !
ثم نظروا إلى أثرهم فلم يجدوا شيئاً. والتفتوا وراءهم فإذا كل ما كانوا يظنونه علماً ومعرفة فإذا هو وهم لا حقيقة له !
وأرادوا الاستدراك ولكن للعمر أحكامه !
كانت أكبر الصدمات عليهم لمّا رأوا صعود أجيال جديدة والفارق بينهم وبينهم بالعمر غير قليل .
كانوا يظنون بأنّهم سيبقون في سن الشباب أبد الدهر !
تغيرت الساحة وصراعاتها والرموز وتبدل المشهد بالكامل ! فلم يعد لهم دور ولا قدرة على العطاء .
النتيجة كانت قاسية والصدمة أكبر من القدرة. اعتزل الغالب. حاول البعض التعويض. اجتهد البقية في النصح والنصرة غاية الطاقة.
معشر الشباب هذا من المشاهد المتكررة ومن قدّر الله له العيش منكم فسيرى افتراق الأصحاب على هذه الأقسام .
لا يتجاوز طرق الشيطان ومكائده في الإغواء إلا من أدمن الدعاء والذكر واجتهد في معرفة الطريق الموصل إلى الله وحمى عقله وقلبه من كل حائل يحول بينه وبين رؤية الحق وامتثاله .
استخر الله في كل أمر واتخذه وكيلاً ثم انظر إلى عجيب صنع الله بك واحمده على ذلك .
قل كما قالت الملائكة: لا علم لنا إلا ما علمتنا .
وامتثل حديث: اللهم اهدني وسددني .
- التصنيف: