شهادة طبيب فرنسي عائد من حمص: فيلم حربي ثقيل ترى فيه الدماء في كل مكان

منذ 2012-02-29

وصف طبيب جراح فرنسي، عاد أول من أمس من مهمة استمرت 19 يوما في سوريا، (المجزرة) في مدينة حمص التي تواجه (الوحشية) و(الآلام غير المجدية).


وصف طبيب جراح فرنسي، عاد أول من أمس من مهمة استمرت 19 يوما في سوريا، (المجزرة) في مدينة حمص التي تواجه (الوحشية) و(الآلام غير المجدية).

وقد وصل البروفسور جاك بيريس مساء الجمعة إلى مطار رواسي شارل ديغول الباريسي، معربا عن ارتياحه للعودة إلى بلاده و(ترك المجزرة في حمص).

وقال البروفسور بيريس، الذي شارك في تأسيس منظمة (أطباء بلا حدود) إنه "تأثر بعمليات القصف وبؤس الناس وبشجاعتهم أيضا"، على الرغم من الظروف الحياتية بالغة الصعوبة. وأضاف: "لقد عاينت الآلام غير المجدية، والوحشية والرياء، وآلام الأطفال والعائلات، أمر لا يحتمل، شيء معيب، الناس يموتون، و(المجموعة الدولية) لا تحرك ساكنا".

وقد استقبل هذا الطبيب السبعيني مسؤولون في اتحاد الهيئات الإسلامية في سين سان دوني وفي المنظمة الفرنسية (سوريا ديمقراطية).

وقال هذا الجراح لوكالة الصحافة الفرنسية: "عملنا، نحن الأطباء، هو القيام بمهمات مماثلة، والاهتمام بالناس، نذهب إلى حيث لا يذهب الآخرون". وأضاف: "أرغب كثيرا في العودة إلى هناك، لا أعرف هل سيكون ذلك ممكنا أم لا، خصوصا أني سأكون في المرة المقبلة عرضة للخطر".

وفي هذه المدينة التي تحاصرها منذ أكثر من 20 يوما قوات نظام بشار الأسد "كانت عمليات القصف تبدأ في الساعة 6.30، وتستمر طوال النهار". وأضاف: "تقفر الشوارع، وعندما كان الناس يضطرون لمغادرة منازلهم لشراء الطحين وصنع الخبز، كانوا يتبادلون إرسال الإشارات حتى يكونوا على يقين أنهم قادرون على المرور من دون عقبات".

وكشف هذا الطبيب الفرنسي عن أن المدينة تعرضت "لأضرار فادحة. إنها ليست شبيهة ببرلين خلال الحرب العالمية الثانية، وليست شبيهة ببيروت أيضا، لكنها ستتحول"، إلى إحدى هاتين المدينتين، مشيرا إلى النقص الحاد في الماء والكهرباء.

وأضاف الطبيب، الذي وصف بيديه حجم الدمار: "وقعت أضرار فادحة، وأتت النيران على مبانٍ. في الوقت نفسه، شاهدت أمورا غريبة، وأشخاصا أصيبوا بجروح غريبة.. إنها أمور لا تصدق، رصاصة تدخل هنا وتخرج من هنا، تحطم الذراع، لكنها لا تصيب الرئتين.. معجزات". ويتجهم وجهه عندما يتحدث عن "أطفال مزقت أجسادهم القذائف". وقال: "سقط عدد كبير من الجرحى في أحد الأيام، وحاول صبي صغير أصيب والده أن يعتني به وحده، بين القتلى". وقال: "ما رأيته كان شبيها بفيلم حربي، فيلم ثقيل ترى فيه الدماء في كل مكان".

 
المصدر: الشرق الأوسط