حديث: وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك

منذ 12 ساعة

وقد صحت هذه الزيادة من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ««يا عبادة» قلت: لبيك قال: «اسمع وأطع في عسرك ويسرك ومكرهك، وأثرة عليك، وإن أكلوا مالك، وضربوا ظهرك إلا أن تكون معصية لله بواحا»» [رواه ابن حبان في صحيحه (4566) وصححه الألباني وحسنه الأرناؤوط] .

 

قال الإمام مسلم في صحيحه (1847): حدثني محمد بن المثنى، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي، أنه سمع أبا إدريس الخولاني، يقول: «سمعت حذيفة بن اليمان، يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شر؟ قال: «نعم»، فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: «نعم، وفيه دخن»، قلت: وما دخنه؟ قال: «قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر»، فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: «نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها»، فقلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: «نعم، قوم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا»، قلت: يا رسول الله، فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم»، فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: «فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك»» .

ثم قال الإمام مسلم: وحدثني محمد بن سهل بن عسكر التميمي، حدثنا يحيى بن حسان، ح وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، أخبرنا يحيى وهو ابن حسان، حدثنا معاوية يعني ابن سلام، حدثنا زيد بن سلام، عن أبي سلام، قال: قال حذيفة بن اليمان: «قلت: يا رسول الله، إنا كنا بشر، فجاء الله بخير، فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: «نعم»، قلت: هل وراء ذلك الشر خير؟ قال: «نعم»، قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال: «نعم»، قلت: كيف؟ قال: «يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس»، قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله، إن أدركت ذلك؟ قال: «تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع»» .

وهذه الرواية الثانية جعلها مسلم شاهدا للرواية الأولى، وفيها زيادة: (وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك)، وهي زيادة في إسنادها ضعف من حديث حذيفة، فقد ذكر الدارقطني انقطاعها في كتابه التتبع (ص: 182)، ونص كلامه: هذا عندي مرسل، أبو سلام لم يسمع من حذيفة.

وقد صحت هذه الزيادة من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ««يا عبادة» قلت: لبيك قال: «اسمع وأطع في عسرك ويسرك ومكرهك، وأثرة عليك، وإن أكلوا مالك، وضربوا ظهرك إلا أن تكون معصية لله بواحا»» [رواه ابن حبان في صحيحه (4566) وصححه الألباني وحسنه الأرناؤوط] .

فمعنى الزيادة صحيح، وقد جاءت أيضا من قول عمر بن الخطاب، فروى ابن أبي شيبة في المصنف (33711) عن سويد بن غفلة قال: قال لي عمر: يا أبا أمية, إني لا أدري لعلي أن لا ألقاك بعد عامي هذا, فاسمع وأطع، وإن أُمِّر عليك عبد حبشي مجدع, إن ضربك فاصبر, وإن حرمك فاصبر, وإن أراد أمرا ينتقص دينك فقل: سمع وطاعة, ودمي دون ديني, فلا تفارق الجماعة.

 

محمد بن علي بن جميل المطري

دكتوراه في الدراسات الإسلامية وإمام وخطيب في صنعاء اليمن