لابد أن لمولده يوما وشهرا وعاما ولكن...

منذ 6 ساعات

ولم تكن وفاته كولادته، فقد جاد بنفسه الشريفة بعدما ملأ دنيا الناس بالفضيلة والعدل والإحسان والحلم والعلم والحكمة والرحمة والجود والعطاء، فمن ذا الذي لا يعرف لمحمد الرحمة المهداة قدرا ومنزلة آنذاك وإلى يوم الناس هذا.

 

لطالما تساءلت في غمرة ذلك المخاض المتجدد على بدء متكرر من كل سنة بين المانعين والمجيزين للاحتفال بيوم مولده صلى الله عليه وسلم، الذي واطأ على أصح أقوال أهل السير يوم وفاته، تساءلت لماذا أرخ المؤرخون لولادته عليه الصلاة والسلام بحادثة أليمة كاد كرها وزحف غزاتها الحائف أن ينسف قواعد البيت العتيق، فكان ولم يزل يقال: ولد سيد الخلق في عام الفيل.

مع أن الأليق والأنسب على قواعد المحتفين بمولده أن يقال وقعت حادثة الفيل عام ولادة النبي صلى الله عليه وسلم فيؤرخ للمرجوح بالراجح وللمفضول بالفاضل.

ولكن ولأن مولده مر كسائر من ولد من الذين زامنوه في مجتمع ذكوري جاهلي لا يقيم لليتيم من جهة الأب وزنا وقدرا واعتبارا، وقد بدا هذا واضحا جليا في حيثيات قبول مرضعته حليمة السعدية على مضض وتلكأ الفوز بتلك الصفقة الطيبة المباركة، صفقة إطعام بطن ذلك اليتيم القرشي وأعظم به من اصطفاء لم تقف على حقيقته إلا بعد أن بلغ ولدها من الرضاعة أشده فبعث باقرأ وأرسل بيا أيها المدثر قم، وفي هذا ما فيه من الإشارات والتلميحات التي تذهب مذهب أنه ولد كأيها الناس عليه الصلاة والسلام، ولم تكن وفاته كولادته، فقد جاد بنفسه الشريفة بعدما ملأ دنيا الناس بالفضيلة والعدل والإحسان والحلم والعلم والحكمة والرحمة والجود والعطاء، فمن ذا الذي لا يعرف لمحمد الرحمة المهداة قدرا ومنزلة آنذاك وإلى يوم الناس هذا.

محمد بوقنطار

محمد بوقنطار من مواليد مدينة سلا سنة 1971 خريج كلية الحقوق للموسم الدراسي 96 ـ97 الآن مشرف على قسم اللغة العربية بمجموعة مدارس خصوصية تسمى الأقصى.