{وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ لَهُمۡ أَعۡدَآءٗ وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمۡ كَٰفِرِين}

منذ 2025-09-29

فالناس كلهم ومنهم الأنبياء والأولياء والصالحين إذا بعثوا يوم القيامة فإنهم يتبرؤون من عابديهم ويكفرون بشرك من دعاهم من دون الله تعالى

وقال تعالى : {وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ لَهُمۡ أَعۡدَآءٗ وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمۡ كَٰفِرِين} [الأحقاف: 6]

فالناس كلهم ومنهم الأنبياء والأولياء والصالحين إذا بعثوا يوم القيامة فإنهم يتبرؤون من عابديهم ويكفرون بشرك من دعاهم من دون الله تعالى 

وقال تعالى : {وَلَا تَدۡعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَۖ فَإِن فَعَلۡتَ فَإِنَّكَ إِذٗا مِّنَ ٱلظَّلِمِينَ} [يونس: 106]

والظلم في هذه الآية هو الظلم الأكبر وهو الشرك الأكبر {وَإِذۡ قَالَ لُقۡمَٰنُ لِٱبۡنِهِۦ وَهُوَ يَعِظُهُۥ يَٰبُنَيَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيم} [لقمان: 13] 

وقوله تعالى في الآية : {مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ
وهذا عموم لا مخصص له وينطبق على كل ما سوى الله تعالى فإن النفع والضر بيده سبحانه وتعالى فلا فرق بين دعاء الأموات من الأنبياء والأولياء والشجر والحجر والأصنام لأنهم كلهم ينطبق عليهم {مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ
فإنه سبحانه هو الذي يعطي ويمنع ويضر وينفع ولذلك قال سبحانه في الآية التي بعدها : {وَإِن يَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ بِضُرّٖ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَۖ وَإِن يُرِدۡكَ بِخَيۡرٖ فَلَا رَآدَّ لِفَضۡلِهِۦۚ يُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ} [يونس: 107] 

فكشف الضر لا يقدر عليه الأموات ولا الأصنام ولا الأنبياء والصالحين في قبورهم إنما هو لله تعالى فمن طلب ذلك من غير الله تعالى كمن يطلب ذلك من الأموات والأصنام وغيرهم فقد أشرك 

فالمدعو لا بد أن يكون قادراً على جلب النفع أو دفع الضر وإلا فدعاء من لا يملك ذلك ضرب من الجنون فينبغي أن يكون الدعاء كما هو عند أهل العقل والفطرة السليمة أتباع الأنبياء الحنفاء أن يكون من الله القادر على جلب النفع ودفع الضر بخلاف فعل المشركين الذين يطلبون ذلك من الأموات قال تعالى : {قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا تَحۡوِيلًا} [الإسراء: 56] 

روي عن عبد الله بن عباس، في قوله: {فلا يَملكُون كشْفَ الضُّرِّ عنكُمْ}، قال: عيسى، وأمُّه، وعُزير

فعيسى عليه السلام وأمه وعزير لا يملكون كشف الضر عن أحد ولا جلب النفع لأحد فغيرهم من الأموات من باب أولى 

وروي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم:  «من ‌مات ‌وهو ‌يدعوا ‌لله ندا دخل النار» (البخاري (4497).