وقفات ثلاث بعد توقف القصف
بفضل الله وتوفيقه توقف القصف الهمجي على إخواننا في غزة بعد استمرار المعاناة لأكثر من حولين كاملين والله المستعان، والدروس من هذه الحرب والمأساة أكثر من أن تحصر، لكن هنا سيكون التركيز على ثلاث وقفات فقط
بفضل الله وتوفيقه توقف القصف الهمجي على إخواننا في غزة بعد استمرار المعاناة لأكثر من حولين كاملين والله المستعان، والدروس من هذه الحرب والمأساة أكثر من أن تحصر، لكن هنا سيكون التركيز على ثلاث وقفات فقط:
الوقفة الأولى: مع كهنة الديمقراطية والمخدوعين بها، الذي كانوا وما يزالوا ينسبون كل فضيلة تقريبًا في الدول الغربية إلى الديمقراطية خصوصًا التقدم في العلم التجريبي والرفاهية والقوة الاقتصادية والعسكرية وكذلك ما عندهم من حرية بهيمية عوجاء، بينما يرجعون تصريحًا أو تلميحًا السبب في الكثير من الظلم والتخلف والفقر والجهل الموجود في كثير من مجتمعات المسلمين إلى غياب الديمقراطية أو عدم تطبيقها وفقًا للقواعد الغربية.
لهؤلاء نقول ألم تعلموا أن الدولة الديمقراطية الأولى في الشرق الأوسط وصاحبة المركز الأول ديمقراطيا في المنطقة هي دول اليهود، بينما الدول الأخرى إما استبدادية حسب تعبير كهنة الديمقراطية أو لم يطبقوا الديمقراطية على النحو الأمثل، أليس كل الجرائم التي ارتكبوها سابقاً ولاحقًا وربما مستقبلًا تحمل توقيع ديمقراطي، هل يستطيع أحد له أدنى علم بالديمقراطية إنكار ذلك.
لماذا إن رأيتم حسنة عند الدول التي تتطبق الديمقراطية قلتم بفخر انظروا للديمقراطية، وعندما ترون الظلم والانحطاط العقدي والأخلاقي تسكتون ولا تنسبونه لتلك المنهجية الضالة الظالمة، ألم تعلموا أن جرائم ديمقراطيتكم في حرب غزة أكثر 67 ألفا قتيل بريء، وأكثر من 169 ألفا مصابا، غير الأرامل والأيتام والمشردين والهدم والتدمير وقائمة طويلة من المآسي والنكبات.
إن كل جريمة ارتكبت في حق إخواننا في غزة لها مستند من القوانين الديمقراطية لدولة اليهود، وذلك لأن الديمقراطية تفتقر لمعيار موضوعي للعدل والظلم وإنا تعترف فقط بالتصويت أو الاستفتاء ولو كانت نتيجته قتل الأبرياء أو سبُّ الأنبياء.
نعم .. إنها جرائم ديمقراطية من دولة متقدمة ديمقراطيًا ومدعومة بقوة وبشكل علني من دول متقدمة ديمقراطيًا، فأفِّ لكم ولديمقراطيتكم القذرة الظالمة، ونسأل الله تعالى أن يخلص المسلمين من شرها ويبصرهم ضررها.
الوقفة الثانية: قال تعالى: {(وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ)} ومن العدل أن نقول أن الجرائم المروعة التي ارتكبت بحق إخواننا المسلمين في غزة ليست حكرًا على اليهود فقط، بل اليهود هم الذين تولوا كبرها، لكن علينا أن لا ننسى أن أهم شريك لليهود في تلك الجرائم هي الحكومة الأمريكية الديمقراطية التي توصف كثيرًا بأنها دولة صديقة وبأن علاقاتهم معها تاريخية ومتينة، وقائمة على اٌحترام المتبادل بينما توصف دولة اليهود بالعدو الصهيوني الإرهابي الغاشم، ويوصف المطبعين معه بأبشع أوصاف العمالة والخيانة.
فالذي يعادي اليهود ويعتبرهم أعداء ويعتبر التطبيع معهم جريمة وخيانة، ثم يصف الحكومة الأمريكية المشاركة علنًا في الجريمة بالصديقة هذا من القول الباطل، ومن الخيانة الواضحة، من أشد أنواع التناقض الصريح، والكيل بمكيالين.
الوقفة الثالثة: العرب في الجاهلية كانوا يعبدون الأصنام ويصنعونها من الحجارة أو حتى من العجوة (التمر) فإذا جاعوا أكلوا معبودهم، هذا المبدأ لا زال حاضرًا بيننا بوضوح وأكثر من يتعامل به هو ما يسمى بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول العظمى والمنظمات الحقوقية الغربية ومحكمة العدل الدولية وكل رأس دولي للظلم والفساد في عالمنا اليوم.
ما أكثر ما يتباكون على تغطية المرأة وجهها أو على وجود الولي في الزواج أو على أحكام الميراث وغيرها، أما أن تقتل نساء المسلمين ويقتلون بالجملة وتدمر دول بأكملها، هنا يتنكرون لكل الشعارات الزائفة التي رفعوها ويناقضونها ويأكلون صنم العجوة الذي صنعوه وعظموه، أيضًا إذا وقع أدنى أذى على غير المسلمين رأيت الخطاب يختلف والتعامل غير التعامل مع دماء المسلمين وأعراضهم.
هذا هو مبدؤهم، وهذه طريقة تعاملهم مع المسلمين لكن وللأسف غفل الكثير منا عن قول الله تعالى: (وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِى ٱلْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ).
فالله .. الله في معرفة الأعداء والأصدقاء من خلال الوحي الإلهي المتمثل في كتاب الله وسنة نبيه على فهم سلف الأمة، وترك التحاكم إلى مناهج وضعية وضيعة كالديمقراطية وأخواتها.ا
- التصنيف: