(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ)

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}

الجن عالم غيبي، استمعوا إلى القرآن فانتفعوا، فانطلقوا دعاة إلى الله..
وقد أوحى الله إلى رسوله ﷺ هذا الغيب..
وهناك عوالم كثيرة غائبة عنا لا نعلمها ولا نراها سيأتون يوم القيامة يشهدون لنا..

سيشهد  جن، وأنس، وشجرٌ، وحجرٌ، وطير، وكل شيء سمع صوت المؤذن..

ستخبر كثير من الأماكن أنك سجدت عليها لله، أماكن لم تزرها إلا مرة، وقد تكون أنت الوحيد الذي سجدت عليها لله..

سيأتي أقوام لا تعرفهم، فيكونون في ميزان حسناتك لكلمة قلتها ووصلتهم فانتفعوا بها، أو كتاب كتبته فبقي سنوات فانتفع به أناس جاءوا بعد عشرات السنين أو أكثر..

لا تقف عند المُشاهد؛ فالعالم كبير جدًا، وقد تكون كلماتك بذورا وجذورًا لأعمال كبيرة ممتدة عبر الزمن، لم تر البذور ولا الجذور ولا الأعمال، وحفظها الله لك وبارك فيها؛ وستراها يوم القيامة جبالًا من الحسنات.. 

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ}، 
هناك كثير يستمع لك، وينتفع بك وستراهم، وستفرح بهم..برحمة الله وفضله.. فلا تقف..

___________________________________
الكاتب: أ. د. مرضي بن مشوح العنزي