صلاة الفجر وما أدراك ما صلاة الفجر

منذ 9 ساعات

من ثمرات الإيمان المبهجة وأسباب النجاح و الفلاح في الدنيا والآخرة المحافظة على صلاة الفجر في أول وقتها للرجال والنساء وشهودها جماعة في المساجد للرجال.

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

من ثمرات الإيمان المبهجة وأسباب النجاح و الفلاح في الدنيا والآخرة المحافظة على صلاة الفجر في أول وقتها للرجال والنساء وشهودها جماعة في المساجد للرجال.

السنة القبلية لصلاة الفجر خير من الدنيا وما فيها:

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : «" رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "» [ رواه مسلم ]

فإذا كانت سنة الفجر بهذا القدر العظيم فما بالك بالفرض؟؟؟!!!

قال جل في علاه : {{ أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً }} [ الإسراء78 ] .
مشهوداً أي : تشهده الملائكة .ليكتبوا عباد الله الذين أذعنوا لأمر الله تعالى ، واستجابوا له ، أما من لم يحضر صلاة الفجر ، فسوف يكتب مع النائمين الغافلين ، فيالها من حسرة ، وبأي عذر سيعتذر غداً عن التخلف عن الصلاة ؟
ما عذره عندما تتطاير الصحف يوم القيامة ، وتنشر الدواوين ، ويستلم كل إنسان كتابه ، فآخذ باليمين ، وآخذ بالشمال ؟ ما عذره عند من لا تخفى عليه خافية ؟
عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
« " تَجْتَمِعُ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ " ، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ» : { { إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً }} [ متفق عليه ] .

كم يخسر المفرط في صلاة الفجر من حسنات ، وكم يفقد من درجات ؟؟

يا أهل الفجر أبشروا:

قَالَ صلى الله عليه وسلم «: " لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا " يَعْنِى الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ "» [ رواه مسلم ] .

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «" مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ "» [ متفق عليه ] ، والبردان : هما الفجر والعصر .

ومن البشائر العظمى لأهل الفجر : البشارة برؤية الله تعالى يوم القيامة

 فعَنْ جَرِيرٍ بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ : «كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً - يَعْنِى الْبَدْرَ - فَقَالَ : " إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لاَ تُضَامُّونَ _ تضارون _ فِي رُؤْيَتِهِ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا " يعني الفجر والعصر ، ثُمَّ قَرَأَ : { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ } ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ _ أحد رواة الحديث _ افْعَلُوا لاَ تَفُوتَنَّكُمْ » [ متفق عليه ] .

كأنما صلى الليل كله!!!!!!

عن عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : «" مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ "» [ رواه مسلم ] .

دعاء الملائكة

عَنْ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : «" مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ جَلَسَ فِي مُصَلاَّهُ ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ ، وَصَلاَتُهُمْ عَلَيْهِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ " » «» [ رواه أحمد ] .

مصلي الفجر في ذمة الله وحفظه

فعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « " مَنْ صَلَّى صَلاَةَ الصُّبْحِ فَهْوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ ، فَلاَ يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَىْءٍ ، فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَىْءٍ يُدْرِكْهُ ، ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ " » «» [ رواه مسلم ] .

احذر من عقد الشيطان

 عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « " يَعْقِدُ الشِّيطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأسِ أحَدِكُم إذا هُوَ نَامَ ثَلاثِ عُقَدٍ ، يضرب على كل عقدة ، عليك ليل طويل فارقد ، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة ، فإن توضأ انحلت عقدة ، فإن صلى انحلت عقدة ، فأصبح نشيطاً ، طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان " » [ متفق عليه ] .

هل استعذبت بول الشيطان أم أحببته يا تارك الفجر:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : «ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ ! فَقِيلَ : مَا زَالَ نَائِماً حَتَّى أَصْبَحَ ، مَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ ، فَقَالَ : " بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ " » [ متفق عليه ] .

الخوف من النفاق :
إن التهاون في أداء صلاة الفجر مع الجماعة من علامات النفاق ، عَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ :
«صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الصُّبْحِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ : " أَشَاهِدٌ فُلاَنٌ ؟ " فَقَالُوا لاَ ، فَقَالَ : " أَشَاهِدٌ فُلاَنٌ " فَقَالُوا لاَ ، لِنَفَرٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ لَمْ يَشْهَدُوا الصَّلاَةَ فَقَالَ : " إِنَّ هَاتَيْنِ الصَّلاَتَيْنِ _ الفجر والعشاء _ أَثْقَلُ الصَّلاَةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا _ يعني من الأجر _ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً "» [ رواه أبو داود والنسائي وحسنه الألباني رحمه الله تعالى في صحيح الترغيب والترغيب 1، ح 411/419 ] .
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
«" إِنَّ أَثْقَلَ صَلاَةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ : صَلاَةُ الْعِشَاءِ ، وَصَلاَةُ الْفَجْرِ ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً ، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلاَةِ فَتُقَامَ ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ ، إِلَى قَوْمٍ لاَ يَشْهَدُونَ الصَّلاَةَ ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ "» «» [ متفق عليه ] .
وقد توعد الله المنافقين بأسفل مكان في النار ، وجاءت الآيات مبينة حال المنافق الذي لا يحب الصلاة ولا يألفها في قوله تعالى :
{{ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً * مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً } } [ النساء 142-143 ] .
ثم قال تعالى مبيناً مقر أولئك المنافقين في قوله تعالى :
{{ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً }} [ النساء 145 ] .

انتبه حتى لا تقع في هذا الوصف الكريه:

عَنْ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ الْفَزَارِيُّ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا يَقُولُ لأَصْحَابِهِ : «" هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا " ، قَالَ فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ " قَالَ : وَإِنَّهُ قَالَ لَنَا ذَاتَ غَدَاةٍ : " إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِيَ : انْطَلِقْ ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا ، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ ، فَيَثْلَغُ _ يضرب _ بِهَا رَأْسَهُ ، فَيَتَدَهْدَهُ الْحَجَرُ هَا هُنَا ، فَيَتْبَعُ الْحَجَرَ ويَأْخُذُهُ ، فَمَا يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى " قَالَ : قُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! مَا هَذَانِ ؟ قَالَ قَالاَ لِيَ انْطَلِقِ انْطَلِقْ " أَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ ، وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ " » [ رواه البخاري ] .وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم : «" يُفعل به ما رأيت إلى يوم القيامة "» [ رواه البخاري وأحمد ] .

في مقاله: البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر يقول الشيخ يحيى بن موسى الزهراني:
أين أنت ؟
سؤال يتبادر إلى الذهن بعد أن سقنا ما سقنا من نصوص شرعية تدل على أهمية صلاة الفجر خاصة ، وبقية الصلوات عامة ، السؤال هو : أيها المسلم أين أنت من هؤلاء ؟
عن برد مولى سعيد بن المسيب قال : ما نودي بالصلاة منذ أربعين سنة إلا وسعيد في
المسجد .
وقال وكيع بن الجراح عن الأعمش سليمان بن مهران : كان الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى .
وقال محمد بن المبارك الصوري : كان سعيد بن عبد العزيز التنوخي إذا فاتته صلاة الجماعة بكى .
وروي عن أحد السلف أنه كان به وجع الخاصرة ، فكان إذا أصابه أقعده عن الحركة ، فكان إذا نودي بالصلاة يحمل على ظهر رجل ، فقيل له : لو خففت على نفسك ؟ قال : إذا سمعتم حي على الصلاة ، ولم تروني في الصف ، فاطلبوني في المقبرة .
وسمع عامر بن عبد الله بن الزبير المؤذن وهو يجود بنفسه فقال : خذوا بيدي ، فقيل
: إنك عليل ، قال : أسمع داعي الله فلا أجيبه ؟! فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في المغرب ، فركع ركعة ثم مات .
إن من تأمل حال الناس اليوم ليحزن من تهافتهم وراء الدنيا ، وزهدهم في مرضاة الله
وجنته ، فتجد المنادي ينادي : { الصلاة خير من النوم } فلا تسمع إلا الهدوء والسكون ، ولا تكاد ترى أحداً ، ولكن بعد ساعة تقريباً ، وبعد خروج وقت صلاة الفجر ، وبعد طلوع الشمس ، حين تأتي مشاغل الدنيا ، ويحين وقت العمل ، ينقلب الهدوء إلى ضجة لا تنقطع ، والسكون إلى حركة لا تنتهي ، فسبحان الله ! وصدق سبحانه حين قال :
{{ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } } [ الأعلى 16-17 ] .
فمن كانت الدنيا همه فيالها من تجارة كاسدة خاسرة ، تتبعها الحسرة والندامة ، قال سبحانه :
{{ مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ * أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } } [ هود 15-16 ] .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«" من كانت الآخرة همه ، جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه ، جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له "» [ رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة ] .
فها قد بانت لك الأمور ، وقامت عليك الحجة ، وعلمت أن المحافظة على هذه الشعيرة العظيمة سبيل لرفعة الدرجات ، وتكفير السيئات ، ورضا رب الأرض والسموات ، والتفريط فيها من أسباب التردي والانزلاق في الدركات ، وإرضاء الشيطان والهوى والشهوات .
واعلم أن المحافظة على الصلاة تحتاج إلى جهد ومجاهدة ، وصبر ومصابرة ، فاحذر أن تغلبك نفسك ، ويقوى عليك شيطانك ، فقد حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات .

 وحاسب نفسك قبل أن تحاسب ، وتنبه قبل أن تأتي ساعة تندم فيها ولات ساعة مندم ، وتفقد أهل بيتك وأرحامك ، وجيرانك وأحبابك ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمُرُّ بِبَابِ فَاطِمَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ ، إِذَا خَرَجَ إِلَى صَلاَةِ الْفَجْرِ يَقُولُ : " الصَّلاَةَ يَا أَهْلَ الْبَيْتِ : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }» " [ رواه الترمذي ] .
وتذكر أن الراحة الحقة ، حين تضع أولى قدميك في دار الكرامة ، وتنجو من دار العقاب والمهانة ، وليست في إيثار نومة زائلة ، أو لذة عابرة ، ما تلبث أن تزول ثم تقاسي آلامها وعذابها سنوات عديدة ، وأزمنة مديدة .
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يحافظ على صلواته ، ابتغاء مرضاة ربه . أ هـ

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.