"إن رحمةَ الله قريبٌ من المُحسنين"

منذ 9 ساعات

تأمل كيف استعمل في إيصال الرحمة للمؤمنين تعبيرًا يدل على المسافة "قريب"!

تأمل كيف استعمل في إيصال الرحمة للمؤمنين تعبيرًا يدل على المسافة "قريب"!
كأن الرحمة لا تتوارى بعيدًا خلف الحُجب، بل إلى جوارهم وتُحيط بهم، لم تبعُد يومًا عنهم، ويكأنها تتحين الفرصة لتُدركهم.

وأبلغ من هذا، قول الفخر الرازي: "تفسير هذا القُرب هو أن الإنسان يزدادُ في كل لحظةٍ قربًا من الآخرة وبُعدًا من الدنيا، فإن الدنيا كالماضي والآخرة كالمستقبل، والإنسان في كل ساعة ولحظة ولمحة يزداد بُعدًا عن الماضي".

أراد أن كل يوم يمضي في حياة المؤمن ليس نقصًا من حياته وحظوظه، بل زيادة فيها بقُربه من دار الرحمة التي ينتظرها المحسنون، ومن الوعد الإلهي بنعيم الآخرة الأبدي، فكأن الجنة هي التي تقترب..

وهذا أحسن عزاء لمن أحسن؛ تذكير أن رحلته ليست إلى فناء، بل إلى نعيم مقيم، وأن كدره في الدنيا أوشك أن ينقلب إلى نعيم في الآخرة.

_____________________________________
الكاتب:  محمد وفيق زين العابدين