رسمنة العلاقات العائلية
العلاقات العائلية دافئة وسامية وأعمق من أن تبرد في هذا الإطار الجنائزي المرسم
لم يعد مستغربا أن تنقل لك الكاميرات صور الميكرفونات والمنابر الخشببة في البيوت والمجالس وتتابع الكلمات النثرية والشعرية وتنتهي بتسليم الهدايا وتكتشف في النهاية أنها مناسبة عائلية بسيطة لتهنئة ناجح أو مواساة متعب ...
العلاقات العائلية دافئة وسامية وأعمق من أن تبرد في هذا الإطار الجنائزي المرسم
العائلة عناق وحب وبسمة واقتراب ودفء
الوافدون والضيوف ليسوا رئيس وزراء منغوليا
ولا وزير دفاع التشيلي
إنهم إخوتك وبنو عمك وقرابتك وجماعتك وقبيلتك
وشركاؤك في عبث الطفولة وميعة الصبا
وأصدقاؤك وصحبتك في السفر والسمر
لا تنتهك عفوية الحب بتخشيب هذه العلاقة وتجميدها في ثلاجات التكلف
أزيحوا هذه المايكات والمنابر
وعودوا متكئين في مجالس عفويتكم الأولى.
لا يحملك النشر في السناب والتيك توك أن تكلم بني عمك كأنك على منبر هيئة الأمم.
لا داعي لأن تحضر عزيمتهم في قريتكم بالبشت كل يوم
توقفوا يا أصحاب الجوالات عن الزحام على التغطية لتصنعوا محتوى
أنتم تصنعون وهما في قلوب هؤلاء المساكين
رجل مستور يجد نفسه تحت التصوير كلما التفت
سيظن المسكين أنه شخصية تاريخية وتفقدونه صوابه
وفي كتاب الزهد الكبير للبيهقي أن الْحَسَنِ ، مَشَوْا خَلْفَهُ فَقَالَ: «رَحِمَكُمُ اللَّهُ مَا يُبْقِي هَذَا مِنْ مُؤْمِنٍ ضَعِيفٍ»...
خاف على نفسه من مشي الناس خلفه
فكيف برجل يرى عشرات الجوالات في المجالس مصوبة عليه.
عبد الله بلقاسم الشهري
دكتوراه في الفقه والتربية. إمام وخطيب جامع النماص بأبها سابقا.
- التصنيف: