المشكلات لا تُحل من تلقاء ذاتها

‏جميعنا نواجه مشكلات صعبة، وغرائزنا تضيق منظورنا، فتجعلنا نرى العالم كما نتمنى أن يكون، وليس كما هو في الواقع. ولكن لا يمكننا تحقيق النتائج التي تنشدها إلا بالتعامل مع الواقع، حتى وإن كان قاسيا ومؤلما.

‏إن أسوأ ما يمكننا فعله عندما نواجه مشكلة صعبة هو الاستسلام ودفن رؤوسنا في الرمال، وتمني أن تختفي المشكلة من تلقاء ذاتها، أو أن يظهر لنا حل خارق للطبيعة.

‏ليتنا نستطيع رؤية عواقب قراراتنا اليوم كما نرى بوضوح أحداث الماضي، ليتنا نملك القدرة على رؤية المستقبل بالوضوح نفسه الذي نرى به الماضي وكما قال الفيلسوف "سورين كير كيجارد": «لا يمكن فهم الحياة إلا بالنظر إلى الوراء، ولكن يجب أن نعيشها متطلعين إلى الأمام».

‏النبأ الجيد هو أنه توجد طريقة لتحويل
"⁧نظرة الماضي⁩" التي نكتسبها بعد وقوع الأحداث إلى "⁧بصيرة  استباقية⁩" تمكننا من اتخاذ قرارات أفضل في الوقت الحاضر.

‏إن أقسى النكسات التي نواجهها هي تلك التي تأتينا على حين غرة، دون سابق إنذار أو توقع، ولهذا السبب علينا أن نستبق الأحداث ونتوقع المشكلات المحتملة، وأن نعمل على تجنبها قبل أن تحدث.

يعتقد الكثير من الناس أنهم سيئون في حل المشكلات، ولكن قد تكمن المشكلة الحقيقية في عدم قدرتهم على توقع المشكلات. إن معظمنا يميل إلى تجنب التفكير في المصاعب التي قد تواجهنا فنحن بالفعل عندنا ما يكفي من المشكلات، ونعيش في وهم أننا سنحصل على تحذير قبل حدوث أي شيء سيئ، وسيكون لدينا الوقت الكافي للاستعداد. ولكن للأسف الحياة لا تسير هكذا.

________________________

‏📘التفكير الواضح، لـ شين باريش، مكتبة جرير.