التوازن

منذ 7 ساعات

أيَّ نجاحٍ علىٰ حساب الإخلال بالتوازن في باقي جوانبِ الحياة اللازمة والواجبة؛ لا يُعدّ صاحبه ناجحًا في الحقيقة -مهما كان ذلك النجاح لامعًا أو كبيرًا، ومهما خادعتُه نفسُه بذلك-.

تذكَّر دائمًا بأن التوازن: هو أصعبُ شيءٍ في الحَياة، وأهمُّ شيءٍ في الحَياة، وأنَّ أيَّ نجاحٍ علىٰ حساب الإخلال بالتوازن في باقي جوانبِ الحياة اللازمة والواجبة؛ لا يُعدّ صاحبه ناجحًا في الحقيقة -مهما كان ذلك النجاح لامعًا أو كبيرًا، ومهما خادعتُه نفسُه بذلك.

وخذ دلالةً ظاهرةً على معايرة النجاح هذه؛ بحال نبيِّنا ﷺ وكيف أنه لم يرتضِ عمل مَن صبَّ جُهده وتركيزه علىٰ جانبٍ واحدٍ وهو أعظم الجوانب "جانب العبادة" ولم يعدّ هذا نجاحًا مطلقًا يُقرّ أو يُشجّع عليه، فضلاً أن يوجّه للاقتداء بهذه الطريقة من قِبلِ البقية؛ بل أرشده ﷺ لمراعاة الجوانب الأخرى وعدم إغفالها واحتساب الأجر فيها؛ حينما صوّب قاعدة الاتزان التي ذكرها له سيّدنا سلمان: «أعطِ كل ذي حقٍّ حقَّه».

فكيفَ بمن يتركون توازنهم في الحَياة من أجل أمور هي دون هذا الجانب ثم يعدون أنفسهم تربّعوا على قمة النجاح المطلق الذي لا نجاح بعده. وما شعرَ أولئك بأن: التوازن هو النجاح الحقيقيّ -لو كانوا يعلمون-.