مجازر الشام بين صيحات الشعوب وتنظير الدعاة

منذ 2012-03-24

الفرق بين مجازر العراق وسوريا هو فرق زمني فقط، وإلا فكل شي تشابه في بشاعة الإبادة الجماعية التي لم يرتكبها الأسبان مع المسلمين في محاكم التفتيش المشئومة..


الفرق بين مجازر العراق وسوريا هو فرق زمني فقط، وإلا فكل شي تشابه في بشاعة الإبادة الجماعية التي لم يرتكبها الأسبان مع المسلمين في محاكم التفتيش المشئومة.

الفرق الزمني يا سادة هو 7 سنوات فقط، وتعمدت أن أكتبها رقما لأننا في عصر الأرقام، فلا نشاهد عبر القنوات التلفزيونية إلا أرقاماً للقتلى والمصابين والنازحين في سوريا.

في عام 2004 بدأت حرب إبادة السنة في العراق على الهوية، والغاية عند المجرمين تبرر الوسيلة، فأعضاء مقطعة وأطفال مشردين ونساء مغتصبات.

وفي عام 2011 بدأت في سوريا والحال هو الحال، فالمناظر تطابقت والصيحات ذاتها والعدو واحد.. !!

(والإجابة منا هي الإجابة لم تتغير)، سكوت ثم تحذير ثم تهديد حتى ذهبت العراق سابقا ونسيان بعدها كل شي.
أتساءل فقط.. أين ستكون هذه المجازر بعد سنة أو سنتين أو خمس أو سبع.. ؟؟


لو سألتم قبل بِضع سنين أهل حمص أو حماة أو إدلب أو غيرهم من المدن المنكوبة، هل كانوا يتصورون أن مجازر بغداد والفلوجة ستكون يوماً عندهم؟ ماذا تتوقعون الإجابة منهم؟؟

لماذا إذاً تعلمنا النسيان أكثر من أن نتعلم العبر والسنن؟؟

لماذا عدونا لا ينسى أساليب الرعب والإرهاب التي يعلمها لميلشياته وأحزابه وأتباعه، ونحن ننسى المآسي والآلام التي ذقناها منه؟؟

أليس في تطابق الأحداث والصور والنكبات بين القرامطة وابن العلقمي والصفويين وبين المالكي ونصر الشيطان وبشار ونجاد عبرة؟؟


لنقرأ التاريخ جيداً أين نجد مرة واحدة لا أكثر منذ أكثر من ألف عام، راعوا شيخاً أو طفلاً وامرأةً في جرائمهم؟؟

ولنقرأ التاريخ هل وقفوا يوما في صف المسلمين ضد الصليبيين أو النصارى في حروبهم لديار المسلمين؟؟ أم كانوا عوناً لهم؟؟

ولنقرأ التاريخ أيضاً ولنبحث عن موضع نصرة أو فتح قام به الباطنيون في الإسلام.. !!

إنني أعرف أننا نحفظ الإجابات لكنني لا أفهم (هل نحن استثناء) مما يحصل حولنا؟؟

إنه لو قيل لشخص أن ناراً عظيمة أُشعلت في بيت جارك، أو لصاً ارتكب مجزرة في أهله، وسرق ماله ثم سمعنا بها مرة أخرى في بيت جار آخر، فهل سيقول هذا لا يعنيني!! ؟؟


إنني أجد اليوم بعض المفكرين والدعاة ينظرون ولا يعملون، ويساهمون بتخدير الناس وهم لا يشعرون، الخطر والعدو يدق أبوابنا، وما زال خطابهم الوعد بنصر الله والتبشير بالتمكين دون بذل الأسباب الكافية لذلك!!.

بعضهم لا زال يردد (أننا أمة وهم طائفة ولا خوف على أمة من طائفة)، وإني لا أعجب من هذا الشعار الذي لم يحقن دماً أو يخيف عدواً أو يشد صفاً أو ينصر مظلوماً، وأتسأل ما قيمته إذن؟

إنه شعار حق فقط في زمن تكون السيادة فيه لأمة (تقول وتعمل)، وإلا فانه يصبح أداة تخدير لقتل الهمم.

والتاريخ يشهد أن طائفة تغلب أمة نائمة، فاليهود يملكون زمام الاقتصاد في العالم ويستبيحون دماء أمة المليار ونصف من سنين وهم طائفة، والفاطميون حين بدؤوا مشروعهم كانوا طائفة حتى ملكوا مصر وتونس والشام، والنصيرية طائفة ولها عقود جاثمة على صدور أهل السنة في سوريا.

إن التهوين من طائفة أمام أمة عظيمة لا قيمة له إذا لم يتبعه عمل وإلا سنندم كما ندم من قبلنا.


إن عدونا اليوم قد تترس بالطائفية واستحضر النصوص الدموية المدونة في كتبه ليمد حماس أتباعه بمزيد من القتل والتنكيل بنا بغية الجنة ونعيمها كذبا وزورا،

ونحن هنا لا زال بعض مفكرينا ودعاتنا يحذرون ويرددون (لا للطائفية) وهو شعار يطرب له العدو ويحفظ أتباعه وعملائه في كل مكان، ويلمعه الإعلام عبر بعض دعاتنا ومفكرينا فتنة للمتبوعين. وتتجرع الأمة سمومها بأيدينا لا بيد العدو!!.
فما هي الطائفة في عرفهم؟ وهل طائفة أو أمة تحتكم للعدل والإنصاف بإتباع القران والسنة كطائفة محرفة تستبيح دماء المسلمين وتقتل كل من لا يشاركها المعتقد؟


إن الطائفية برائي اليوم أصبحت مطلباً لحفظ دمائنا ودماء إخواننا في العراق وسوريا، فهي تشكل قوة طالما أن الأنظمة لا ترد عدواً، وتساوي بين العميل من أبنائها والشريف، فماذا لو قلت أني سني وأتحزب للسنة؟ أليست هي منهج الإسلام وطريقه؟

ولماذا يستمر عدوي بقتلي واستباحتي دمي ويستثمر ضياع هويتي وانتمائي ولا أرد بلغته وبمنهجه. ؟؟


إن مشروع عدونا - إيران - قائم على الطائفية ونجح في استغلالها، ولو كنا طائفيين من المغرب إلي المشرق لم يكن لها ولا لأذنابها أن تسيل قطرة دم مسلم واحد.


إن طائفيتنا ليس فيها ظلم أو استباحة دم لأننا نتفيء تحت ظلال الشرع، ولو فتشنا التاريخ كم مرة استباحوا دمائنا وكم مرة عاملناهم بالحسنى والعدل؟ فلما نخشى من طائفيتنا عليهم!!


إن الحقيقة التي يجب أن نصارح بها العلماء والمفكرين والدعاة، أنهم لا يقومون بدورهم المأمول، فغالب ما يطرح عندهم تنظير لا يحمل خططا عملية، فهذه سبع سنوات عجاف مرت كشف العدو قناعه، ورفع رايات إجرامه صريحة بلا تلبيس، فماذا فعلوا هم؟


أين هي مؤسساتهم وجمعياتهم وقنواتهم التي أنشئت لتوعية الناس وتوجيههم؟؟ وأين هي خططهم لغزو هذا العدو وإيقافه؟؟ غالبية ما كان ولازال يطرح كلمات عابرة أو محاضرات تحذر وتبيين لكنها تفتقد للعمل الفعلي، ومن أراد الهروب من واقعه تعذر بالأنظمة رغم التوجه الرسمي الموافق لصد هذه الهجمة.

وبعضهم لا زال يعتقد أن مواجهة العدو وجرائمه يبقى الدور الأول فيه بيد السلطة، والسؤال لهم إذا لم تكن السلطة مواكبة لحجم الكارثة هل نقف نتفرج حتى تطرق أبوابنا؟

أن دوركم لا يكفي بحلقة أو محاضرة أو شريط أو برنامج تلفزيوني، أن واقع أمتكم بحاجة لما هو أعظم بكثير وإن بقائكم على ما أنتم عليه فيه خداع لأنفسكم، ومتى وجد الشيطان الرغبة والهمم العالية للعمل اشغلها بما هو أدنى.


إننا نملك كل مقومات الرد والنهوض، وعدونا ممزق من الداخل، يستند لعقيدة هشة هي وقوده في مشروعه، يمكننا لو صدقنا واتحدنا و(عملنا) أن نهدم مشروعه وأولى هذه الخطوات بالعمل لنصرة أهلنا بالشام.

إنني أذكركم يا علماء ويا مفكرين ويا عامة الناس وأنا منهم.


هي سبع سنوات فقط..تكررت الأحداث فيها بتفاصيلها فلا فرق بين بشاعة القتل بالعراق وسوريا

فأين ستكون مجازرهم غدا؟؟

 

المصدر: عبد الكريم الحطاب