حرب عالمية على أهل السنة في سوريا

منذ 2012-03-28

لقد قامت ثورتنا في سوريا على نظام يعرفه الشعب السوري جيدًا فأهل سوريا لم ينسوا ما حدث في حماة وإدلب وحلب قبل ثلاثين عامًا من الجرائم الفظيعة تهول لها الولدان فقد قتل عشرات الآلاف من أهل السنة في سوريا ..


لقد قامت ثورتنا في سوريا على نظام يعرفه الشعب السوري جيدًا فأهل سوريا لم ينسوا ما حدث في حماة وإدلب وحلب قبل ثلاثين عامًا من الجرائم الفظيعة تهول لها الولدان فقد قتل عشرات الآلاف من أهل السنة في سوريا وأعدم عشرات الآلاف غيرهم بالسجون وكان التعذيب بالسجون ما لا يمكن تصديقه من فظاعته فقد كان تعذيبًا يعبر عن نفس مليئة بالحقد الغريب الذي لا يوجد مثيله عند غير هؤلاء والذي اكتسبوه نتيجة تربية منذ الصغر نتيجة عقيدة دينية وهذا ما جعله حقدًا غريبًا لا نجد له مثيلًا بشكل كبير عند غير هؤلاء القوم.


كان أهل سوريا يعلمون أن هذا النظام بهذا الإجرام ولكنهم قاموا بالثورة لأن الفرصة لا تأتي دائمًا وقد جاءت مع الربيع العربي، كما أن ما كان يراه الكثير أن المجازر التي حدثت في حماة وغيرها بالسابق قد يكون من أحد أسبابها أن العالم لم يعرف عنها إلا بعد انتهائها بسبب تعتيم النظام على مجازره إعلاميًا لذلك لم يكن موقف العالم قويًا تجاه النظام القائم في ذلك الوقت، أما الآن فالتعتيم الإعلامي أصبح صعبًا؛ لوجود الشبكة المعلوماتية وصفحات التواصل الاجتماعي وغيرها ولم أكن الصراحة من أرى هذا الرأي فقد كنت مؤمنًا أن العالم لا يهمه لو قتل كل أهل سوريا فما يهمه فقط مصلحته الخاصة ولا علاقة للأخلاق وحقوق الإنسان بأفعاله أبدًا حتى لو ظهر أنها تحرجه أمام الرأي العام.

فالعالم وعلى رأسه الغرب وعندما أقول العالم أقصد الدول الكبرى التي تحكم العالم لم تفعل شيء بعد مجازر النظام السوري بالثمانينات وبقيت تتعامل معه وتدعمه أيضًا بشكل كبير كما استعانوا به في لبنان وفي حربهم على ما يسمى الإرهاب وقد يكون باركت ما قام به من مجازر، فلا علاقة للإعلام بالموضوع أبدًا.

وها نحن اليوم نرى بعد اندلاع الثورة المجازر الفظيعة العلنية وقتل الأطفال والنساء والرجال، هذه المجازر والتطهير الطائفي الذي يحدث سواء بأسلوب القتل من الحرق والتكسير للأطراف والرقاب والاغتصاب للنساء أو بالتعذيب الذي لا يخطر على قلب بشر وكل هذا يظهر على شاشات الفضائيات وتم ملأ مواقع الفيديو وصفحات التواصل الاجتماعي بعشرات الآلاف من المقاطع التي تصوره ومع ذلك لم يتحرك العالم إلا لدعم النظام في مذابحه ضد أهل السنة في سوريا.

فالعالم انقسم قسمين: قسم يدعم بشكل مباشر بالسلاح والعتاد والرجال وهذا ما قام به الشركاء بالمذابح بشكل مباشر من الصفويين الشيعة والملحدين الشيوعيين في روسيا فالشيعة أصدروا الفتاوى ودعوا إلى القتال في سوريا من أجل بقاء النظام وأرسلوا رجالهم وأسلحتهم وأموالهم من إيران والعراق ولبنان لذبح الشعب في سوريا وروسيا الشيوعية الملحدة التي لم تكتفي بما ذبحت من المسلمين في البلاد المسلمة التي احتلتها من قبل والتي لا زالت تحتلها حتى ترسل قواتها لبلاد الشام لتذبح المسلمين السنة فيه، وقسم آخر يدعم النظام لوجستيًا وسياسيًا وعن طريق المهل ومنع الدعم بالسلاح عن الشعب السوري؛ ليدافع عن نفسه جراء ما يتعرض له من مجازر وهذا الأمر تتبناه الجامعة العربية إذا استثنينا بعض دول الخليج والنظام العالمي المتمثل في أمريكا وأوربا، والدولة اليهودية فهم أصبحوا يعملون بوضوح على منح المهلة تلو المهلة للنظام حتى يتمكن من القضاء على الثورة في سوريا ويخرجون بقرارات هزيلة لا قيمة لها إلا في دعم النظام معنويًا وتشجيعه على المزيد من المذابح بحق أهل السنة.

وهذا الأمر لم يعد من الأمور التي تحتاج إلى أن نجهد أنفسنا في استنتاجها، فالمجازر ليس لها مثيل والتطهير الطائفي والتهجير يحدث على عين العالم كله وهم يتكلمون عن بيان مفاوضات وإدخال مساعدات إنسانية بل حتى العالم لا يريد أن يصدر قرارًا بالدعم الإنساني للشعب فهم يتكلمون عن بيان غير ملزم بوقف إطلاق النار ساعتين، وهم يمنعون السلاح وهذا ما نشاهده من تصريحات أمريكا بوجود القاعدة؛ لكي تبرر عدم دعم الشعب في سوريا وهذه فرنسا تحذر من حرب أهلية في سوريا إذا تم دعم المعارضة بالسلاح، فبالنسبة لهم ذبح أهل السنة الأكثرية وتهجيرهم من ديارهم من قبل الأقلية النصيرية المدعومة طائفيًا من الشيعة بالعالم لا مشكلة فيه وليست حربًا أهلية أما دفاع الضحية عن نفسه فهذه المشكلة وهناك خطر الحرب الأهلية التي يجعلونها حجة فقط حتى يستمر ذبح السنة من دون ضجيج ومشاكل.

لقد أصبح واضحًا أن المجتمع الدولي يريد ذبح أهل السنة في سوريا فقط للحفاظ على سوريا تحت مظلته تابعة له مع تبعيتها للدولة الصفوية المدعومة دوليًا والتي لا خطر منها على إسرائيل وإلا لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتفرج على الدعم الإيراني والروسي بشكل مباشر وبكل شيء وهو يدعي حرب إيران، فلماذا لا يتم إضعاف إيران وروسيا بالمنطقة عن طريق إخراج سوريا من الحلف الصفوي ولكن لا أحد يريد أن تنتصر الثورة في سوريا لذلك اتفق العالم سواء بالشكل المباشر أو غير المباشر على ذبح أهل السنة في سوريا وتهجيرهم كما فعلوا بالثمانينات من أجل أن لا يختل التوازن الدولي ومن أجل حماية حدود دولة اليهود لأطول فترة ممكنة فهم يعلمون أن تمكن المسلمين السنة من الحكم في سوريا سوف يشكل خطر استراتيجي على الدولة اليهودية فأرادوا أن يحافظوا على النظام الحالي عبر دعمه للقضاء على الثورة و إذا عجز عن ذلك و انتصرت الثورة فسوف تكون سوريا البلد المدمر الذي يحتاج إلى عشرات السنين لإعادة بنائه من جديد، أو قد يكون حل وجود الدولة العلوية لكي تبقى عامل ضعف لسوريا في حال انتصار الثورة.

هذا ما نشاهده من الجرائم الفظيعة في أهل حمص ومحاولة تهجيرهم؛ لكي تكون عاصمة للدولة العلوية المرتقبة والذي يبدو أن العالم ينتظر تكون معالم هذه الدولة في حال فشل النظام بالقضاء على الثورة نهائيًا؛ لكي يتدخل بعد ذلك لكي تكون قواته فاصلة بين الثوار والدولة العلوية الجديدة المراد لها أن تكون بالمنطقة لتساعد في حماية أمن الدولة اليهودية وبعدها تنشأ هذه الدولة وتكون هناك دولتين إذا لم يكن أكثر دولة للسنة والدولة العلوية يكون لها دور في حماية أمن الدولة اليهودية وتقوية الدولة الصفوية وإضعاف أي قوة محتملة للسنة.

وبذلك يتضح مدى تفرج المجتمع الدولي بل ودعمه بشكل مباشر أو غير مباشر لذبح أهل السنة في سوريا كما تم ذبحهم بالعراق من قبل فلو كانت أمريكا لا تريد لسوريا أن تبقى بيد إيران لما أعطتهم العراق وسمحت له بارتكاب المجازر الفظيعة من قبل في حق أهل السنة.
لم يكن في حساب الشعب السوري أنه قد كتب له أن يخوض المعركة العالمية ضده عندما ثار ولكن هذه الحرب قد فرضت عليه ولن يكون في وسع شعب سوريا إلا أن يخوض هذه الحرب إلى النهاية لأنه ثار من أجل دينه وعزته وكرامته وحريته وليس من أجل أن يحارب العالم ولن يتراجع الشعب السوري بإذن الله أبدًا حتى ينال ما يريده وسوف لن ينفع كل المكر العالمي لتدمير الشام بإذن الله، فالشام هي الأرض التي باركها الله وسوف يكون لها شأن في إعادة العزة والكرامة والحرية لكل المسلمين بإذن الله.


حسان العمر