أصابه مرض قاتل فكيف يتعامل مع زوجته؟

منذ 2007-01-16
السؤال: ما الطريق الأمثل لرجل أصابه مرض من هذه الأمراض القاتلة، فما كيفية تعامله مع زوجته؟ وما العمل الرابح للآخرة؟ وما هو أفضل طريق لتوزيع ماله؟ وما هو العمل المناسب له للآخرة؟
الإجابة: إن الشفاء والمرض كلاهما من قدر الله، والإنسان لا يعلم ما هو خيرٌ له، فقد يكون المرض خيراً له من الصحة، فيكفر الله به السيئات ويرفع به الدرجات ويرفع عنه أنواعاً أخرى من البلاء، فيمكن أن يكون هذا المرض قد رفع عنه به الكفر أو الفسوق أو الفجور فرفع الله عنه به بلاء أعظم منه.

والله سبحانه وتعالى لا يفعل بعبده المؤمن إلا ما هو خير له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن، كل أمر المؤمن له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن".

ومن أصيب بمرضٍ عُضال فليحمد الله أنه لم يصبه بالكفر ولم يصبه بالفسق، وإنما ابتلاه في البدن ولم يبتله في الدين، ولينظر إلى من هو دونه من الذين ابتلوا في عقولهم وفي أبدانهم بأمراض هي شرٌ مما ابتلي هو به، فلينظر الإنسان إلى نعمة الدفع حيث دفع الله عنه ما هو أعظم، ثم ليصبر على ما ابتلاه الله به، فإن صبره خير له لا محالة قطعاً.

ثم بعد ذلك إذا كان هذا المرض من الأمراض التي يترتب عليها تنفير أو عدوى فعليه أن يخبر أهله بذلك وأن لا يكتم عن زوجته أنه مبتلى بهذا المرض، وأن يخبرها بحقيقة المرض، فإن رضيت بعشرته وتوكلت على الله فإنه لا يضرها، وإن كان إيمانها أضعف من ذلك ولم تستطع الصبر عليه فليسرحها تسريحاً حسناً، وإذا مات من ذلك المرض فإنها ترثه حتى لو كانت قد خرجت من عدتها وتزوجت زوجاً آخر، لأنه قد فارقها في مرض هو مرض الموت أي المرض الذي اتصل بالموت.

أما الأعمال: فأفضلها بالنسبة للصحيح الشحيح فضلاً عن المريض ما كان واجباً، فإن الله سبحانه وتعالى ما تقرب إليه عبد بشيء أحب إليه مما افترض عليه، ثم بعد ذلك فإن على هذا الإنسان المصاب بهذا المرض أن يقوي يقينه بالله، وأن يلتزم الصلوات في أوقاتها وأن لا يؤخر الصلاة عن أول وقتها مع الجماعة في المسجد، وأن يحرص كذلك على ذكر الله في كل أحيانه لعل الله يختم له بالحسنى، وأن يتصل بكتاب الله ويكثر من قراءته ففيه شفاءٌ لهذه الأمراض كلها: {وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}، وكذلك بالصدقة: "داووا مرضاكم بالصدقة"، فإن الصدقة تُذهب عنه هذا المرض، وهي جُنَّة تحول بينه وبين البلاء، وكذلك باللجوء إلى الله والإكثار من الدعاء، فإن الدعاء يصطرع مع البلاء في السماء، ولا يرد القدر إلا الدعاء.

أما توزيع ماله فعليه ألا يوزعه بين ورثته أو على غيرهم ليحرم ورثته، بل يدعه حتى يورثه ورثته على حسب قسمة الله فقسمة الله خير من قسمته هو، وقد قسم الله تعالى هذا المال بعد موته فعليه أن يرضى بقسمة الله فهي خير من قسمته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.

محمد الحسن الددو الشنقيطي

أحد الوجوه البارزة للتيار الإسلامي وأحد أبرز العلماء الشبان في موريتانيا و مدير المركز العلمي في نواكشوط.