أريد الزواج من امرأة مطلقة ولكن أهلي يرفضون

منذ 2007-06-09
السؤال: أنا شاب أبلغ من العمر 26 سنة، وأعمل بوظيفة محترمة ولله الحمد والمنة، بدأت القصة منذ حوالي عام مضى، حينما تعرفت على سيدة في نفس عمري، مطلقة مرتين، ولها ولدان: واحد من كل زوج، كانت هذه السيدة في بداية عملها معنا غير ملتزمة من ناحية الملبس وطريقة التعامل، ثم بدأ بعض إخوتنا الكرام عظّم الله أجرهم بتوعيتها دينياً، ووضعها على الطريق الصحيح وكنت في هذه الفترة لا أحاول حتى مجرد رد السلام عليها إلا في أضيق الحدود، وبمرور الوقت بدأت الأخت في سماع كلام أخواتها وبدأت في الالتزام بشكل ملحوظ والحمد لله، ومن بعد هذا الالتزام أيقنت أن حكمي عليها كان خاطئاً، فبدأت بالتقرب من أجل زيادة التوعية الدينية من ناحية إقلال الاحتكاك وكثرة الكلام إلى آخر هذه الطرق التي يقف إبليس على ناصيتها، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان!! وجدت بعد فترة أني متعلق بها إلى حد كبير، ليس هذا هو المهم ... كلا ... ولكني وجدتها بالفعل بدأت بالالتزام بشدة، بل وأظهرت فرحها لعودتها إلى الله قبل فوات الأوان والحمد لله، ما حدث هو أن والدي وأهلي رفضوا بشدة الزواج منها نهائياً، وطلبوا مني قطع كل صلة بها!! لا أدري ماذا أفعل ... أنا لا أستطيع أن أعاند أهلي، وفي نفس الوقت أخشى أن أتركها فتعود إلى أسوأ مما كانت عليه، ربما أني أفكر بعواطفي ... لذلك أوجه إليكم السؤال وأنتظر النصيحة والتوجيه، وجزاكم الله خيراً.
الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت هذه الفتاة مؤمنة، تقية، صالحة حقاً،ملتزمة كما تقول فحاول إقناع والديك بزواجك منها، وذكرهما بقوله صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" (رواه البخاري ومسلم)، وبين لهم أن الزواج بالمرأة المطلقة جائز شرعاً، ومطلوب واقعاً، لكثرة المطلقات، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بإحدى عشرة امرأة، لم يكن منهن بكر غير عائشة رضي الله عنها، ويمكنك أن تستعين على تحقيق ذلك ببعض القارب وأهل الخير.

أما إذا لم يوافقوا وأصروا على الرفض فلك أن تتزوج بدون موافقتهما، لأن طاعة الوالدين إنما تجب في المعروف، وترك الزواج من امرأة الثيب طاعة لهما ليس من المعروف.

وإن كنا ننصحك بالحرص على رضاهما، لأنهما بلا شك يريدان مصلحتك، ورأيهما ناشئ عن تجربة وخبرة في الحياة، ولأنك لو تزوجت بغير رضاهما فقدت برهما، وربما لا توفق في زواجك أيضاً.

فننصح بالاستشارة، والاستخارة، وتفهم حال الوالدين، والنظر إلى هذه المسألة برؤية شاملة، وفقك الله لما فيه صلاحك.

وننبه الأخ السائل إلى أنه لا يجوز له التقرب من هذه المرأة من أجل زيادة التوعية الدينية -كما يقول- فربما يؤدي اختلاطك بها إلى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها، فهذه أولى خطوات الشيطان التي نهانا الله عن اتباعها وكل ذلك من استدارج الشيطان، وصدق الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان، ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر} [النور: 21].

أما خوفك على تلك المرأة: فتوكل على الله، وادع الله لها بالثبات، والظاهر مما قلته أن تلك المرأة تابت توبة صحيحة ويحيطها بعض الأخوات بالنصح والرعاية، ويمكنك أن تحضر لها بعض الكتيبات والأشرطة الدعوية المتنوعة، والله نسأل أن يلهمك رشدك ويعيذك من شر نفسك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من فتاوى زوار موقع طريق الإسلام.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام