ضابط دقيق يتم من خلاله عد أسماء الله الحسنى
منذ 2010-12-10
السؤال: هل يوجد ضابط دقيق يتم من خلاله عد أسماء الله الحسنى؟ حيث لاحظت أن
من العلماء من يثبت اسم الله "الرفيق" و"المحسن" و"الجواد" و"الرشيد"،
ولا يثبت مثل "المتجاوز" و"الصانع" و"الصايغ" و"المنعم".
الإجابة: الحمد لله؛ قال الله تعالى: {ولله
الأسماء الحسنى فادعوه بها} وقال تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا
فله الأسماء الحسنى} وقال صلى الله عليه وسلم: " " وفي حديث دعاء الهم: " "
فأفادت هذه الآيات والأحاديث أمورا:
1ـ أن أسماء الله كلها حسنى، أي أحسن الأسماء، وذلك لما تدل عليه من صفات الكمال، فإن كل اسم متضمن لصفة.
2ـ أن من أسمائه تعالى تسعة وتسعين اسما من شأنها أن من أحصاها دخل الجنة، ولم يصح في الرواية تعيين هذه الأسماء، والرواية الواردة في ذلك ضعيفة عند المحققين من أهل العلم.
3ـ أن أسماء الله لا تنحصر في تسعة وتسعين بل له سبحانه أسماء كثيرة، منها ما أنزله في كتبه، ومنها ما علمه لبعض عباده، ومنها ما استأثر بعلمه، وأخص هذه الأسماء به تعالى الله والرحمن، وقد جمع عدد من العلماء قديما وحديثا أسماء الله مستمدين لها من الآيات والأحاديث، وشرحوها، وذكروا قواعد تتعلق بعددها ومعانيها وأحكامها؛ فمنهم من يعتمد في إحصائها عددا على تتبع ما جاء في الكتاب والسنة، ومنهم من اعتمد رواية سرد الأسماء الحسنى، كما رواها الترمذي وضعفها، وفيها اختلاف، ومنهم من اقتصر على جمع تسعة وتسعين، ومنهم من زاد على ذلك.
والغالب على من جمع أسماء الله الاقتصار على الأسماء المفردة، مما أخبر الله به عن نفسه، أو أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم؛ مثل العزيز والحكيم والرفيق والجميل، دون الأسماء المضافة؛ كأرحم الراحمين وأسرع الحاسبين.
ولا ريب أن أكثر الأسماء المضافة أدل على الله وأخص به من أكثر الأسماء المفردة، وعمدة جميع العلماء في عد الأسماء الحسنى ذكرها في الكتاب والسنة، ولا يكادون يتفقون على ضابط فيما يعد من أسماء الله الحسنى، وأحسن ما يقال في ضابط الأسماء الحسنى -والله أعلم- أن كل ما يدعى الله به وقد تمدح الله به فهو من أسماء الله الحسنى، ويشمل ذلك الأسماء المفردة كالغفور والرحيم والفتاح العليم، والأسماء المركبة كأحسن الخالقين وخير الرازقين، ومن ذلك ذو الجلال والإكرام ونحوها، وهذا معنى ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية، حيث قال: "الأسماء الحسنى المعروفة هي التي يُدعى الله بها وهي التي جاءت في الكتاب والسنة، وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها والعلم والقدرة والرحمة ونحو ذلك، وهي في نفسها صفات مدح، والأسماء الدالة عليها أسماء مدح" [ شرح العقيدة الأصفهانية (5) ].
وبمراعاة هذا الضابط يتبين أن أسماء الله الحسنى لا تنحصر في تسعة وتسعين، فلا ينكر على من بلغ بها المئات إذا التزم هذا الضابط، وتتضح هذه الكثرة إذا اعتبرنا الأسماء المتقاربة في لفظها ومعناها، مثل الملك والمليك ومالك يوم الدين وملك يوم الدين وملك الناس، ومن هذا الكبير والأكبر والكريم والأكرم والعلي والمتعال والقدير والمقتدر والعليم وعالم الغيب والشهادة وعلام الغيوب، واعتبرنا اختلاف المضاف إليه اسمُ الرب كرب العالمين ورب الفلق ورب الناس ورب العرش العظيم ورب السماوات والأرض، واختلاف المضاف إليه أفعلُ التفضيل صفة لله تعالى كخير الناصرين وخير الغافرين وخير الراحمين، وكل هذه ونحوها ينطبق عليها الضابط المتقدم، والله أعلم.
3-8-1431 هـ 15-7-2010
المصدر: موقع الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
1ـ أن أسماء الله كلها حسنى، أي أحسن الأسماء، وذلك لما تدل عليه من صفات الكمال، فإن كل اسم متضمن لصفة.
2ـ أن من أسمائه تعالى تسعة وتسعين اسما من شأنها أن من أحصاها دخل الجنة، ولم يصح في الرواية تعيين هذه الأسماء، والرواية الواردة في ذلك ضعيفة عند المحققين من أهل العلم.
3ـ أن أسماء الله لا تنحصر في تسعة وتسعين بل له سبحانه أسماء كثيرة، منها ما أنزله في كتبه، ومنها ما علمه لبعض عباده، ومنها ما استأثر بعلمه، وأخص هذه الأسماء به تعالى الله والرحمن، وقد جمع عدد من العلماء قديما وحديثا أسماء الله مستمدين لها من الآيات والأحاديث، وشرحوها، وذكروا قواعد تتعلق بعددها ومعانيها وأحكامها؛ فمنهم من يعتمد في إحصائها عددا على تتبع ما جاء في الكتاب والسنة، ومنهم من اعتمد رواية سرد الأسماء الحسنى، كما رواها الترمذي وضعفها، وفيها اختلاف، ومنهم من اقتصر على جمع تسعة وتسعين، ومنهم من زاد على ذلك.
والغالب على من جمع أسماء الله الاقتصار على الأسماء المفردة، مما أخبر الله به عن نفسه، أو أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم؛ مثل العزيز والحكيم والرفيق والجميل، دون الأسماء المضافة؛ كأرحم الراحمين وأسرع الحاسبين.
ولا ريب أن أكثر الأسماء المضافة أدل على الله وأخص به من أكثر الأسماء المفردة، وعمدة جميع العلماء في عد الأسماء الحسنى ذكرها في الكتاب والسنة، ولا يكادون يتفقون على ضابط فيما يعد من أسماء الله الحسنى، وأحسن ما يقال في ضابط الأسماء الحسنى -والله أعلم- أن كل ما يدعى الله به وقد تمدح الله به فهو من أسماء الله الحسنى، ويشمل ذلك الأسماء المفردة كالغفور والرحيم والفتاح العليم، والأسماء المركبة كأحسن الخالقين وخير الرازقين، ومن ذلك ذو الجلال والإكرام ونحوها، وهذا معنى ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية، حيث قال: "الأسماء الحسنى المعروفة هي التي يُدعى الله بها وهي التي جاءت في الكتاب والسنة، وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها والعلم والقدرة والرحمة ونحو ذلك، وهي في نفسها صفات مدح، والأسماء الدالة عليها أسماء مدح" [ شرح العقيدة الأصفهانية (5) ].
وبمراعاة هذا الضابط يتبين أن أسماء الله الحسنى لا تنحصر في تسعة وتسعين، فلا ينكر على من بلغ بها المئات إذا التزم هذا الضابط، وتتضح هذه الكثرة إذا اعتبرنا الأسماء المتقاربة في لفظها ومعناها، مثل الملك والمليك ومالك يوم الدين وملك يوم الدين وملك الناس، ومن هذا الكبير والأكبر والكريم والأكرم والعلي والمتعال والقدير والمقتدر والعليم وعالم الغيب والشهادة وعلام الغيوب، واعتبرنا اختلاف المضاف إليه اسمُ الرب كرب العالمين ورب الفلق ورب الناس ورب العرش العظيم ورب السماوات والأرض، واختلاف المضاف إليه أفعلُ التفضيل صفة لله تعالى كخير الناصرين وخير الغافرين وخير الراحمين، وكل هذه ونحوها ينطبق عليها الضابط المتقدم، والله أعلم.
3-8-1431 هـ 15-7-2010
المصدر: موقع الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود
- التصنيف: