قرية متصوفة وحشد لإنشاء مسجد للسلفيين!
منذ 2011-05-10
السؤال: نسكن في قرية موبوءة بالتصوف المشبوه، وفيها مسجدان ملك لأولئك القوم،
وهناك بعض التضييق على الدعاة من السلفيين؛ لذلك لجأ البعض لحشد بعض
الفئات بغية إنشاء مسجد خاص بالسلفيين!! ومن يومها اعتزل أكثر أولئك
مساجد القرية، وأصبحوا يصلون في جماعة في ديارهم، مع أنه بحسب علمي
بأهلي أن هذا الأمر يضر بأمر الدعوة في القرية؛ إذ لابد من المجاهدة
في الدين؛ فما رأي الشرع في هذا الأمر؟ أفيدونا فنحن والله بحاجة
لنصحكم قبل أن يحتدم الأمر ويستعصي على الراقع.
الإجابة: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه
أجمعين، أما بعد:
فالواجب على هؤلاء الإخوة الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي صبر على أذى قومه، ولم يعتزلهم بل كان يدعوهم ويدعو لهم ويترفق بهم ويحنو عليهم؛ حتى أخذ الله بنواصيهم إلى الهدى، وهؤلاء الإخوة الذين يعتزلون المساجد ويصلون في بيوتهم يخشى عليهم بأن يؤدي بهم هذا السلوك إلى شعور بنوع من الاستعلاء على الناس، وأنهم الغرباء الفضلاء ونحو ذلك مما يلقيه الشيطان في روع العبد ليفتنه؛ ولربما يتحول الأمر -لا قدر الله- إلى تكفير للمجتمع بأسره؛ كما وقع في ذلك بعض من بدأ طريقه بذات الكيفية الواردة في السؤال.
وعلى هؤلاء الإخوة أن يسألوا أنفسهم سؤالاً: ما النفع الذي يعود على الدعوة باعتزال المساجد وهجر الناس؟ وهل هذه هي طريقة النبيين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟ لقد كانوا أهل تأثير ودعوة وجهاد؛ ولما قال إبراهيم عليه السلام لأبيه: {وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي} ما كانت إلا عزلة شعورية؛ بدليل أنه قام بعدها بتكسير الأصنام: {فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم لعلهم إليه يرجعون}، وصبر عليه السلام على الإلقاء في النيران؛ فجعلها الله برداً وسلاماً عليه؛ قال تعالى: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه} ثم إن القوم الذين وقعوا في مخالفات عقدية أو عملية هم بحاجة إلى من يأخذ بأيديهم ويدلهم على طريق النجاة بأحسن أسلوب وألطف عبارة؛ فنصيحتي لهؤلاء الإخوة أن يتقوا الله في أنفسهم وفي الناس، وألا يفتحوا باب فتنة قد يعجزون عن سده، والله المستعان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.
فالواجب على هؤلاء الإخوة الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي صبر على أذى قومه، ولم يعتزلهم بل كان يدعوهم ويدعو لهم ويترفق بهم ويحنو عليهم؛ حتى أخذ الله بنواصيهم إلى الهدى، وهؤلاء الإخوة الذين يعتزلون المساجد ويصلون في بيوتهم يخشى عليهم بأن يؤدي بهم هذا السلوك إلى شعور بنوع من الاستعلاء على الناس، وأنهم الغرباء الفضلاء ونحو ذلك مما يلقيه الشيطان في روع العبد ليفتنه؛ ولربما يتحول الأمر -لا قدر الله- إلى تكفير للمجتمع بأسره؛ كما وقع في ذلك بعض من بدأ طريقه بذات الكيفية الواردة في السؤال.
وعلى هؤلاء الإخوة أن يسألوا أنفسهم سؤالاً: ما النفع الذي يعود على الدعوة باعتزال المساجد وهجر الناس؟ وهل هذه هي طريقة النبيين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟ لقد كانوا أهل تأثير ودعوة وجهاد؛ ولما قال إبراهيم عليه السلام لأبيه: {وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي} ما كانت إلا عزلة شعورية؛ بدليل أنه قام بعدها بتكسير الأصنام: {فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم لعلهم إليه يرجعون}، وصبر عليه السلام على الإلقاء في النيران؛ فجعلها الله برداً وسلاماً عليه؛ قال تعالى: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه} ثم إن القوم الذين وقعوا في مخالفات عقدية أو عملية هم بحاجة إلى من يأخذ بأيديهم ويدلهم على طريق النجاة بأحسن أسلوب وألطف عبارة؛ فنصيحتي لهؤلاء الإخوة أن يتقوا الله في أنفسهم وفي الناس، وألا يفتحوا باب فتنة قد يعجزون عن سده، والله المستعان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.
عبد الحي يوسف
رئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم
- التصنيف: