شبهة حول: كل بدعة ضلالة

منذ 2011-10-29
السؤال: من المعلوم أن قوله صلى الله عليه وسلم: "" كليَّة عامة شاملة مُسَوَّرة بأقوى أدلة الشمول والعموم وذلك بكلمة: "كل".
أود من شيخنا الفاضل الرد على أحد أهل البدع الذي دفع هذا العموم بالشبه التالية:
- أولا: قوله عز وجل: {} [الأحقاف:25]، ومن المعلوم بأن مساكنهم داخلة تحت عموم {}، ولكنها لم يلحقها عموم التدمير...

- ثانيا: قوله تعالى: {} [الأنبياء: 98-99] ، ومن المعلوم بأن من المعبودات الأنبياء والملائكة والصالحين...

ومن هذا المنطلق ذهب إلى تحسين البدع بل ذهب إلى أبعد من ذلك فقال بالوجوب، ثم استرسل بالطعن على علماء السنة ورميهم بالجهل باللغة العربية، ومن خلال هذا لبس على العوام من الناس. ولهذا تقدمنا إلى فضيلتكم بالرد على هذه الشبهات.
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
الجواب عن هذه الشبهة سهل وذلك أن يقال إن قوله عليه الصلاة والسلام:"" هذا الحديث عام لم يرد عليه مخصص، وأما قوله تعالى: {} قد خصصت هذه الآية بقوله تعالى:{} فالعموم في قوله (كل) قد يرد عليه التخصيص وقد لا يرد عليه التخصيص ولم يقل أحد من أهل اللغة بأن لفظ كل عموم قطعي لا يرد عليه التخصيص وحينئذ لا يرد علينا ما استدلوا به من قوله تعالى: {}. وحينئذ نقول الجمع بأن لفظ كل قد يرد عليه التخصيص كما في قوله تعالى: {} وقد لا يرد عليها التخصيص كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "". هذا من وجه.

والوجه الثاني: أن قوله تعالى: {} وأيضاً قوله تعالى: {} أن هاتين الآيتين باقيتان على العموم، وأن عدم دخول الأنبياء والملائكة والصالحين في العذاب هذا ظاهر لا يحتاج إلى تخصيص وكذلك أيضاً: {} أن هذا عام والمراد به ما أمرت به من تدميره.

والوجه الثالث: لو قلنا بأن قول النبي عليه الصلاة والسلام: "" لا يدل على التحذير من البدع، فعندنا أحاديث كثيرة تدل على أن كل بدعة ضلالة من كلام الله ومن كلام رسوله صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة رضي الله تعالى عنهم، فيكفي أن نعلم أن الأصل في العبادات أنها توقيفية وأن الله عز وجل قال: {}، ويقول سبحانه أيضاً: {} ويقول: {} ويقول سبحانه: {} ويقول سبحانه: {} وغير ذلك من الأدلة، وقد ألف العلماء رحمهم الله تعالى مؤلفات كثيرة ومشهورة متداولة في ذم البدع.