كيف وصل إلينا القرآن؟
كيف وصل إلينا القران، وهل هذه العبارة صحيحة: (تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن عن جبريل عليه السلام عن اللوح المحفوظ، عن رب العزة)؟
الحمد لله، وبعد:
مذهب أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله تكلَّم به وألقاه إلى جبريل الروح الأمين، فنزل به فأوحاه إلى محمد صلى الله عليه وسلم فألقاه على سمعه وقلبه، فابتداء نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم من ربه بواسطة الرسول الكريم جبريل، قال الله تعالى: {} [الشعراء: 192-195].
وقال تعالى: {} [النحل: 102].
وقال تعالى: {} [التكوير: 19-20].
وقال تعالى: {} [الزمر: 1].
وهذه العبارة المذكورة في السؤال تقتضي أن جبرائيل عليه السلام لم يسمع القرآن من الله، وإنما أخذه من اللوح المحفوظ.
نعم القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ، واللوح المحفوظ هو أم الكتاب، كما قال تعالى: {} [الزخرف: 3-4]. وقال تعالى: {} [البروج: 21-22].
وبهذا يتبين أن العبارة غير صحيحة؛ لما تتضمنه من المعنى الفاسد، وهو أن جبريل لم يسمع القرآن من الله، وهذا مذهب أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من الأشاعرة وغيرهم، يقولون: إن الله لا يتكلم وهذا القرآن مخلوق، بل كل كلام يضاف إلى الله فهو مخلوق، والأشاعرة يقولون: إن كلام الله معنىً نفسي قديم لا يُسمع منه ولا تتعلق بـه مشيئته، وهذا القرآن المكتوب في المصاحف، المتلو بالألسن، المحفوظ المسموع هو عبارة عن المعنى النفسي.
وحقيقة قولهم أن هذا القرآن مخلوق، فشابهوا بذلك المعتزلة، وهذه مذاهب مبتدعة باطلة مناقضة للعقل والشرع، ومناقضة لمذهب أهل السنة والجماعة من السلف الصالح من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم والله أعلم.
تاريخ الفتوى: 23-7-1426 هـ.
عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود
- التصنيف:
- المصدر: