الزواج من زانية
أنا شاب تبت إلى الله توبة نصوحاً والحمد لله، ولكني أحب فتاة وأريد الزواج منها ولكن الفتاة تم اغتصابها من شخص مجهول، وهي سكتت عن الحق ولم تخبر أحداً، والساكت عن الحق شيطان أخرس.
وبعد ذلك تَعَرَّفَت على شخصٍ، ومَارَسَت الزِّنا معه عدة مرات، وهي الآن تائبة، وأنا أريد أن أستر عليها.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الزنا من كبائر الذنوب، وعلى الزاني التوبة إلى الله عز وجل، فمن تاب إلى الله تعالى توبة نصوحاً، تاب الله عليه، وغَفَرَ له ما كان، كما قال سبحانه وتعالى: {} [الشورى:25]، وقال تعالى بعد أن تَوَعَّد من ارتكب أكبر الكبائر: {} [الفرقان:70]، وإذا علم الله صدق التائب، تاب عليه، وغفر له ذنبه، ومحا عنه خطيئته، قال تعالى: {} [الزمر: 53].
وروى ابن ماجه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" (حسنه ابن حجر).
ولمعرفة شروط التوبة النصوح، وعلامة قبولها راجع فتوى: "شروط التوبة من الزنا".
وعليه: فلا حرج عليك من الزواج من امرأة علمت أنها قد زنت بشرطين:
أحدهما: التوبة إلى الله تعالى.
ثانيهما: استبراء رحمها.
فإذا توفَّر الشرطان جاز الزواج منها، قال ابن قدامة في "المغني": "وإذا زنت المرأة لم يَحِل لمن يعلم ذلك نكاحها إلا بشرطين: أحدهما: انقضاء عدتها.. والشرط الثاني: أن تتوب من الزنا". وهو قول أكثر أهل العلم.
ولكن إذا فُقِد أحد الشرطين لم يجز نكاحها؛ ولو بقصد الستر عليها، والتغطية على فعلها القبيح، ولتبحث عن امرأة مؤمنة؛ فقد روى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "".
والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: