دق الطبول في الأفراح
ما الحكم في الأفراح التي تشتمل على دق الطبول، وبها مكبر الصوت لكي يرفع به الصوت؟ علماً بأن المرأة هي التي تدق الطبول، علماً بأنه لا توجد صالة مغلقة في قريتي، فهل هذا يجوز؟
الحمد لله،
إن المناسبات والولائم والأعراس التي تفعل فيها المنكرات مثل ما ذكر في السؤال من ضرب الطبول ورفع أصوات النساء بالغناء ومع المكبرات لا يجوز حضورها إلا لمن يقدر على تغيير المنكر، ومن لم يقدر على تغيير المنكر فإنه لا يحضر، وإن حضر فعليه أن ينكر، فإن زال المنكر وإلا فارق المجتمع، قال تعالى: {} [الأنعام: 68]، وقال تعالى: {} [النساء: 140].
فالواجب على المسلم أن يكون قائماً بأمر الله ناصحاً لعباده، لا يجلس في مجلس يعصى الله فيه فإن ذلك يدل على التهاون بمحارم الله، وقلة المبالاة وهذا من ضعف الإيمان، والواجب على المسلم أن يكون آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، كما قال صلى الله عليه وسلم: "" (أخرجه مسلم: 49)، وأقل ما يستطيعه الإنسان من الفعل أن يفارق المكان والله أعلم.
وهذا الحكم بتحريم الحضور راجع إلى ما هو معلوم من أن ضرب الطبول في العرس حرام، وتزداد حرمته إذا كان معه أصوات المغنيات التي تؤدى بمكبرات، مما يؤدي إلى سماع الرجال لأصوات النساء بالغناء، مما يبعث على الفتنة وإثارة الشهوات، ويجر إلى مقارفة الفواحش.
وشريعة الإسلام جاءت بسد الذرائع، قال تعالى: {} [الإسراء: 31]، وقال تعالى في شأن الغناء والمعازف: {} [لقمان: 6]، قال صلى الله عليه وسلم: "" (أخرجه البخاري: 5590)، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "الغناء ينبت النفاق في القلب كما تنبت الماء الزرع" (أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي: 30، وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة: 680، والبيهقي 10/223).
فالواجب على المسلم أن يحذر من استماع الأغاني سواء أكانت مما يبث في وسائل الإعلام، أم كان مما يجرى في محافل الأعراس، والله أعلم.
عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود