كيفية الجمع بين صوم يوم وإفطار يوم وصوم الاثنين والخميس
قال صلَّى الله عليْه وسلَّم: "".
كيف أجْمع بيْنه وصوم الاثنين والخميس لِما فيهما من الأجر، وأنَّهما تُرْفَع فيهما الأعْمال، وكذا صوم عرفة، ويوم التَّاسع والعاشر من محرم؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإنَّ صيام داودَ هو أحبُّ الصِّيام إلى الله تعالى؛ لما في الصَّحيحين من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضِي الله عنْه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليْه وسلَّم قال له: ""، قال: أُطيق أكثرَ من ذلك، فما زال حتَّى قال: ""، فقال: إنِّي أُطِيق أفضل من ذلك، فقال له: "".
وقد بيَّن المناوي في "فيض القدير" الحِكمة من هذا الصَّوم بقوْلِه: "فهو أفضلُ من صوم الدَّهر؛ لأنَّه أشقُّ على النَّفس بمصادفة مألوفِها يومًا، ومفارقتِه يومًا".
قال ابن حجر رحِمه الله في قولِه صلَّى الله عليْه وسلَّم: ""، قال: "يقتضي ثبوتَ الأفضليَّة مطلقًا". اهـ.
ولذلك؛ فقد ذهب بعضُ العلماء إلى: أنَّ صيام يومٍ وإفْطار يومٍ إذا تعارضَ مع صيام الاثْنين والخميس، قُدِّم على صيامِهِما؛ لمطلق هذه الأفضليَّة.
وذهبَ بعضُهم إلى أنَّ صيام الأيَّام المسنونة مع صيام داود لا يَمنع فضْل صيام داود - عليْه السلام.
يقول زكريَّا الأنْصاري رحِمه الله: "ولو صادف يومُ فطره (يعني الشَّخص الذي يصوم يومًا ويفطر يومًا) ما يُسَنُّ صومُه؛ كعرفة وعاشوراء، فالأفضل صومُه، ولا يكون صومُه مانعًا من فضل صومِ يومٍ وفطْر يوم". اهـ.
وعليه؛ فالأوْلى لمن كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، ثُمَّ صادف يومُ فطره يومَ الاثنين أو الخميس، أو أيَّ يومٍ مسنون كيوم عرفة: أن يصومَه؛ لاختِصاص صيامِه بفضلٍ خاصٍّ، ولأنَّه بصيامِه لهذا اليوم لا يخرج عن كوْنِه ممَّن يصوم يومًا ويُفْطِر يومًا،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: