هل فعلا المرأة لما تلد يمحى جميع ذنوبها؟
هل فعلا المرأة لما تلد يمحى جميع ذنوبها؟ إذا كان هذا الكلام صحيحا أفيدوني بالأدلة.
لا يصح في ذلك شيء فيما أعلم. وقد ورد حديث فيه: "". (وهذا رواه الطبراني في الأوسط ، ورواه ابن الجوزي في الموضوعات)، ثم قال: قال أبو حاتم بن حبان: عمرو بن سعيد الذي يروي هذا الحديث الموضوع عن أنس لا يَحِلّ ذِكْره في الكتب إلاَّ على جهة الاختبار للخواص. وهذا الحديث قال عنه الألباني: موضوع. يعني: أنه حديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز نقله ونشره بين الناس إلاّ على سبيل البيان والتحذير.
وروى ابن الجوزي في الموضوعات أيضا حديث: "". ثم قال ابن الجوزي: قال أبو حاتم: لا أصل لهذا الحديث. والحسن بن محمد يروى الموضوعات، لا يجوز الاحتجاج به، وقال أبو أحمد بن عدي: كل أحاديثه مناكير. وهذا الحديث قال عنه الألباني: موضوع.
وثبت أن المرأة التي تموت أثناء الولادة لها أجر شهيد، كما في قوله عليه الصلاة والسلام: "". (رواه الإمام مالك ومن طريقه رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي . ورواه ابن ماجه).
قال ابن بطال: وأما (المرأة تموت بِجَمْع)، ففيه قولان: أحدهما: المرأة تموت من الولادة وولدها في بطنها قد تم خَلْقه. وقيل: إذا ماتت من النفاس فهو شهيد، سواء ألقت ولدها وماتت، أو ماتت وهو في بطنها. والقول الثاني: هي المرأة تموت عذراء قبل أن تَحيض لم يَمَسّها الرجال. والأول أشهر في اللغة.
وقال القرطبي في (المفهِم): وأما (المرأة تموت بجمع)، ويُقال: بضم الجيم وكسرها، وهي المرأة تموت حاملاً، وقد جمعت ولدها في بطنها. وقيل: هي التي تموت في نفاسه وبسببه. وقيل: هي التي تموت بكرًا لم تفتض. وقيل: بكرًا لم تظهر لأحد. والأول أولى وأظهر. والله تعالى أعلم.
وقال النووي : وَأَمَّا (الْمَرْأَة تَمُوت بِجُمْعٍ) فَهُوَ بِضَمِّ الْجِيم وَفَتْحهَا وَكَسْرهَا، وَالضَّمّ أَشْهَر قِيلَ: الَّتِي تَمُوت حَامِلا جَامِعَة وَلَدهَا فِي بَطْنهَا، وَقِيلَ: هِيَ الْبِكْر، وَالصَّحِيح الأَوَّل.
وقال ابن حجر: وَأَمَّا (الْمَرْأَة تَمُوت بِجُمْعٍ): فَهُوَ بِضَمِّ الْجِيم وَسُكُون الْمِيم، وَقَدْ تُفْتَح الْجِيم وَتُكْسَر أَيْضًا، وَهِيَ النُّفَسَاء؛ وَقِيلَ: الَّتِي يَمُوت وَلَدهَا فِي بَطْنهَا ثُمَّ تَمُوت بِسَبَبِ ذَلِكَ... وَقِيلَ: الَّتِي تَمُوت عَذْرَاء، وَالأَوَّل أَشْهَر. اه.
وما من شكّ أن المرأة إذا صبرت واحتسبت آلام الولادة أنها مأجورة، فإن عظيم الأجر مع عظيم الصبر، كما قال تعالى: {}. والله تعالى أعلم.
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مدينة الرياض
- التصنيف:
- المصدر: