صحة عقد النكاح وهل لمثل هذا الزوج ولاية؟

منذ 2013-06-07
السؤال:

أنا سيدة أبلغ من العمر 54 عاماً. تزوجت منذ 15 عام من (ابن عم أولادى) وزوجي هذا متزوج بأخرى وله منها 6 أولاد ويعيش معهم في بلدة تبعد عني 70 كم. ولم يقضِ معي سوى 6 أشهر متفرقه على مدى ال 15 عام الماضية. وبعد أن أعانني الله في تزويج وَلديّ الاثنين منذ أربع سنوات وأنا أعيش بمفردي في شقتي أنا من مالي الخاص. وخلال هذة الأربع سنوات الماضية أصبح زوجي يأتي إليَّ لمدة يوم واحد فقط كل 3 أو 4 شهور. ووصل الأمر إلى أن تمر الأعياد والمناسبات دون أن يتصل بي تليفونياً على الأقل! وأنا مريضة وآّخذ علاج للسكر والضغط. وتأتيني وعكة صحّية من حين لآخر. وأحياناً تزيد جداً هذه الوعكة ورغم علمه بذلك إلا أنه لم يقم بالاتصال بي تليفونياً على الأقل!! وأيضاً لا يقوم بأداء أي مصلحة أو خدمة أو أي شيء يخصني... أي أنني لا أنتفع منه مطلقاً. وهو شخص كذاب ولا يفي بوعوده ولا يحب الخير للآخرين. علاوة على أن علاقته بأحد أبنائي سيئة جداً وهذا بالطبع يؤلمني من أجل أبنائى، وأنا موظفة وراتبي الشهري يكفيني ولذلك فهو لم يقم بالإنفاق عليَّ في أي شيء بل أنا التي كنت قد أعطيته مبالغ وهدايا تبلغ قيمتها 6 آلاف جنيه وذلك حينما ذهبت منذ 9 سنوات لإحدى الدول العربية (إعارة للتدريس)... ولقد طلبت منه الطلاق كثيراً جداً جداً ولكنه يريد أن يساومني و يبتزَّني لأخذ مبلغ من المال حتى يطلقنى... وسؤالي هو:

أولا: (1) هل مثل هذا الزوج يحق له أن يرفض سفري ويمنعني من أداء العمرة؟ حيث أنني نويت الذهاب للعمرة في رمضان القادم بعد 3 أسابيع من الآن. علماً بأنني إذا أعطيته مبلغ من المال وليكن 200 جنيه، ففى هذة الحالة سيوافق على سفري!! (2) هل إذا أعطيته هذا المال ثمناً للموافقة فأكون بهذا الفعل (راشية)؟؟ (3) هل إذا رفض سفري وذهبت أنا رغماً عنه وبدون علمه أكون بذلك آثمة ولن يقبل الله مني العمرة؟ أم أن زوجي هذا لا يحق له الاعتراض على سفري ومنعي من أداء العمرة؟ (4) هل إذا دعوت الله عند الكعبة أن يخلصني الله منه أكون بذلك آثمة؟؟

ثانياً: هل يجوز لى طلب الطلاق بالمحكمة؟ أم أكون آثمة بطلبي هذا وأدخل في الحديث الذى يقول: ""؟ وإن كان الأمر كذلك فهل يجوز لي أن أختلع منه أم أكون آثمة بالخلع أيضاً؟

ثالثاً: لقد تزوجت هذا الزوج منذ 15 عام دون موافقة أهلي وأنا بالطبع كنت ثيباً وقتها ومعي ولدين أي أن أخي الأكبر والوحيد لم يكن وليِّي بل كان معترضا على زواجي أصلاً، فتزوجت رغماً عن أخي وأهلي وذلك على مذهب أبو حنيفة. فهل زواجى هذا باطلاً من البداية حيث أني سمعت حديث يقول: ""؟

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فجواب سؤالك أيتها الأخت يتلخص في التالي:

1- زواجك من هذا الرجل غير صحيح للحديث الذي ذكرتيه: ""، ولكن يرفع عنك الحرج والإثم إن شاء الله أنك جاهلة.

2- فمثل هذا الزوج ليس له طاعة عليك، فبإمكانك أن تذهبي للحج والعمرة كيف شئت؛ لأنه ليس زوجًا شرعيًا لك، ولذا فإنه من الآن لا يجوز لك أن تمكنيه من نفسك، فإن مكنتيه فهو زنا، فتنبهي.

3- أنصحك بالتخلص منه بقدر المستطاع، ولو لم تتمكني إلا بإعطائه شيئًا من متاع الدنيا الزائل، فافعلي، وفي هذا راحة لك أيضًا من التفكير في ظلمه لك... إلخ.

4- اعلمي أيتها الأخت أن ما يصيب الإنسان إنما هو بسبب ذنوبه، وأنت قد أخطأت في طريقة زواجك من هذا الرجل، وأغضبت وليك، فاستغفري الله وتوبي إليه، وأصلحي ما بينك وبين أخيك وغيره من أقربائك من القطيعة إن كانت لا تزال موجودة، وفقك الله لما يحب ويرضى، والسلام عليكم.

تاريخ الفتوى: 6-11-2004.

سعد بن عبد الله الحميد

أستاذ الحديث بكلية التربية بجامعة الملك سعود