وسائل الإعلام ودورها المؤثر وواجب العلماء والقائمين عليها

الواجب على القائمين على هذه الوسائل النصح للمسلمين والحرص على نفعهم فيما يتعلق بالعلم والدين، فيختار من يتولى النشرات والمقالات في الصحف والمجلات من أهل الأمانة والصدق والإخلاص ومحبة الخير لعامة المسلمين، فلا ينشرون ما لا فائدة فيه مما هو شغل للوقت وإضاعة للزمان وخسران مبين؛ لما يبذل فيه من الأموال ولا ينشرون ما فيه دعوة إلى منكر أو تحبيذ لدعاة الضلال أو مدح وإطراء للعصاة والخرافيين والمنافقين وأهل الشك في الدين، ولا ينشرون ما فيه سخرية أو تنقص لأهل التمسك والصلاح والاستقامة، ولا يكون قصدهم حصول المادة وتكثير العائد عليهم من هذه الصحف والمجلات.

فمتى كان قصدهم صلاح المسلمين واقتصروا على نشر ما فيه الخير ومنفعة للمواطنين رزقهم الله وأعاد عليهم بركة وخيرا كثيرا ما فيه كثير، فقليل من المال الحلال أعظم بركة من كثير من المال الحرام، وواجب العلماء على وأهل المعرفة بالدين ومحاسنه أن يكتبوا مقالات نافعة، وعلى أهل الصحف أن ينشروا ما جاءهم من النصائح التي تدعوا إلى الخير وتحذر من الشر، وهكذا يجب أن يتولى الإذاعة المسموعة أو المرئية أهل الإيمان والعلم والإخلاص ومحبة الخير للأمة، وألا يبثوا في هذه الإذاعة ما يخل بالعقيدة أو يشكك في الدين أو يفهم منه تعظيم الكفار والمشركين أو تصحيح مذهبهم بل يقتصرون على ما ينفع المسلمين في أمور دينهم ودنياهم، وواجب على العلماء والدعاة وأهل الصلاح أن يساعدوهم على ذلك ويرشدوهم إلى ما فيه الخير ويحذروهم عن بث الفساد والأغاني الماجنة والصور الفاتنة والدعوة إلى الشر أو مدح أهله، ومتى صلحت هذه الوسائل مقروءة أو مسموعة أو مرئية وصلحت نية القائمين عليها فستجد من العلماء من يمدها بالمقالات النافعة والنصائح المفيدة. والله أعلم.