العلة في فطر المسافر
القاعدة الشرعية: "العلة تدور مع الحكم وجوداً وعدماً"، إذا سافر الإنسان على متن الطائرة فقد انتفت العلة وهي المشقة، فهل يكون الصيام في حقه أفضل؟
نعلم أن هناك من الأحكام الشرعية ما شرع لعلة ارتفعت هذه العلة وبقي الحكم، فقولهم: "الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً"، أولاً: هذا في العلل المنصوصة لا في العلل المستنبطة، والعلة المنصوصة في مثل هذا هي السفر، وكانت العلة في أول الأمر وجود الخوف للترخص في قصر الصلاة: {} [البقرة: 239]، فارتفعت هذه العلة وبقي القصر، صدقة تصدق الله بها.
فالعلة التي يدور معها الحكم وجوداً وعدماً هي العلة المنصوصة، وأما العلل المستنبطة فتبقى مجرد اجتهاد ممن استنبطها، ولا يدور معها الحكم.
وهناك من الأحكام الشرعية ما ثبت لعلة وارتفعت العلة وبقي الحكم، الرمل في الطواف ما فيه أحد يقول: إن المسلمين يقدمون وقد وهنتهم الحمى، ومع ذلك بقي حكم الرمل سنة، ومثله قصر الصلاة في السفر كانت العلة الخوف، ارتفعت العلة وبقي الحكم.
عبد الكريم بن عبد الله الخضير
عضو هيئة التدريس في قسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وحاليا عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
- التصنيف:
- المصدر: