هل هذه الأعراض دليل على المسّ؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
كيف أعرف أنَّ بي مسًّا، أو عينًا، أو سحرًا؟
لديَّ بعضُ الأعراض والتي أعتقد أنها عادية، لكن أحيانًا يأتيني شكٌّ، وأريد أن أقطعَ هذا الشك!
أولًا: لاحظتُ منذ مدة أني أرى بعضَ النقاط الضوئية والخيوط والأشكال أمام عينيَّ الاثنتين؛ أي: إني أرى بشكلٍ عادي، لكن عندما أُرَكِّز أرى هذه النقاط والخيوط، ولم أكنْ أنتبه لها مِن قبلُ! وتظهر لي جليًّا عندما أنظر إلى السماء، أو في الظلام، وقد قرأتُ أنه يمكن أن تكون مرضية!
أحيانًا - وليس دومًا - أحسُّ بأنَّ شيئًا مثل النَّمْل يمشي على يدي أو رجلي، لمدة قصيرة جدًّا.
أحيانًا أيضًا - وليس دومًا - عند الصلاة يدقُّ قلبي بسرعةٍ، وأحسُّ أنَّ قلبي يضيق جدًّا، وأحيانًا أيضًا أبكي عند قراءة القرآن، وهذا ليس دومًا، بل عندما أُحِسُّ بحزنٍ أو كآبة.
أحيانًا تأتيني أفكارٌ كثيرة ومتتابعة؛ حتى يمتلأ رأسي، وأحسُّ أنه يكاد ينفجر.
أحيانًا - عندما أكون نائمة - ترتفع إحدى رجليَّ؛ كفِعلٍ غير مقصود، تمامًا كما يحدُث عندما يضرب الطبيبُ مريضه بالمطرقة على رجله، ترتفع رجلي ثم تنخفض، هذه الحالة تحدثُ - أحيانًا - لكلا الرجلين.
أما بالنسبة للأحلام، فلا أحلم بأحلامٍ مزعجةٍ أو مخيفة، لكن أحلم بأحلام مختلطةٍ وكثيرة، ولا أستطيع تذكُّرها، وأحيانًا - وبقلة - أحلم بالأفاعي، وأحيانًا الحشرات.
فهل هذه الأعراض فيها دلالةٌ على ذلك؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فالذي يظهر أنَّ حالتكِ طبيعيةٌ؛ فكلُّ ما تفضَّلتِ بذِكْرِه لا يدلُّ على شيءٍ، وليستْ هي أعراضًا لحالات روحانية، وإنما هو دليلٌ على وُجُود حالة مِن القلقِ؛ وهو - أعني: القلق - له عدَّة تشعُّبات وجزئيات؛ منها الوساوس، ومنها المخاوف والتوتُّرات العامة، أو عدم القدرة على التواؤم والتكيُّف، وعُسر المزاج الذي - غالبًا - لا يصل إلى درجة الكدر، وفي ظني - بناءً على كثير مِن الحالات المشابهة - يتولَّد القلقُ الوسواسي - إن صحَّ التعبير - بسبب قراءةٍ غير واعية لكتبِ الجنِّ والسحر ونحوها، أو التعرُّض لتلك الثقافات، عن طريق المعارف والأقارب، ويكون هذا عن طريق محاكاة القرين لما وصلكِ من معلومات؛ ليدخلَكِ في متاهة القلق والمرض، وما يترتب على ذلك من تكدُّر العيش، وكسوف النفس؛ مما قد يتطوَّر بعدها لا قدَّر اللهُ.
أمَّا الأجسامُ الدقيقة - وأحيانًا يعبِّر عنها الأطباء بـ: الذباب الطائر - فهي عبارةٌ عن خيالاتٍ سوداء يراها الإنسانُ أمام العين، وكثيرًا ما تُرى عندما ننظر إلى مصدر ضوء شديدٍ، وتظهر بأشكال مختلفة؛ كالنقاط، أو الخيوط، أو كتلة سابحة، ويتحرَّك كلُّ هذا في الساحة البصرية بشكلٍ مزعج، وحقيقتُها: أنها غالبًا ما تكون شوائب موجودة في السائل الزجاجي داخل العين، وتتحرَّك في مجال الإبصار، وهذه الشوائب في الغالب - كما يقول الأطباءُ - تكون بلا سببٍ واضحٍ، وتزول مع الوقت! كما أن ضعْفَ النظر الشديد يمكن أن يُسَبِّبها، وكذلك الغبار الموجود بالكون، ونصيحتُنا لكِ أن تنسي الأمر ولا تهتمي به، فإن أردتِ مراجعة طبيب عيون للتأكُّد مِن سلامة الشبكية، وقاع العين، فافعلي.
أما رجفة القدمين؛ فالظاهر: أنها ناجمةٌ عن التوتُّر والقلق، فأنصحكِ - أيتها الأخت الكريمة - أن تستعيني بالله - سبحانه - وتقفي مع نفسكِ وقفة متأمِّل، وستَصِلي - إن شاء الله تعالى - لسببِ التوتر المسبِّب للأعراض التي ذكرتِها أيًّا ما كانتْ تلك الأسباب؛ فقراءةُ كتاب الله تعالى وتدبُّر آياته يذهب ما في النفس، كما أنَّ إدمان الذِّكر يشرح الصدر، ويُيَسِّر الله به الأمر، وواظبي على أن تَرْقَي نفسك كل ليلة بالمعوِّذات؛ كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعلُه؛ فقد روى البخاري عن عائشة: "أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان إذا أَوَى إلى فراشه كلَّ ليلة جمع كفَّيه، ثم نَفَث فيهما، فقرأ فيهما: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم يمسحُ بهما ما استطاع من جسدِه، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل مِن جسده يفعل ذلك ثلاث مرات".
وعن عائشة - رضي الله عنها -: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتكى؛ يقرأ على نفسه بالمعوِّذات وينفث، فلما اشتدَّ وجعه، كنتُ أقرأ عليه، وأمسح بيده؛ رجاء بركتها".
وأسأل الله أن يشفيكِ شفاءً لا يغادر سقمًا
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: