أنا فتاةٌ لا أرغب في العمل

منذ 2014-02-12
السؤال: أنا فتاةٌ لا أرغب في العمل في الخارج، ولا أُريد الاختلاط، وأشعرُ بضيقٍ في صدري كلما قال لي أحدٌ: اشتغلي، وتوظَّفي. فماذا أفعل؟ وماذا أقول لأبي الذي يُريدني أن أعمل؟ أنا أريد أن أنتقبَ وأتقرَّب إلى ربي، ولكني غير مرتاحة في المنزل؛ فلا أجد مكانًا أبكي فيه لله، واللهِ العبرةُ تخنقني، ولا أدري أين أذهب بها؟
الإجابة:

أما عدم رغبتك في العمل، فلا شك أنَّ في قرار المرأة في بيتها خيرًا كبيرًا ندب إليه الشارعُ، وحثَّ عليه, في مثل قوله –سبحانه-: {} [الأحزاب: 33].

وقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "" (رواه الطبرانيُّ، وصحَّحه الألبانيُّ).

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "" (رواه أبو داود وغيرُه).

وفي مُسند الإمام أحمد: ''أن أم حميدٍ امرأة أبي حُميدٍ الساعدي، جاءت النبي - الله عليه وسلم- فقالتْ: يا رسولَ الله، إني أحب الصلاة معك، قال: ""، قال: فأمرت فبُنيَ لها مسجدٌ في أقصى شيءٍ مِن بيتها وأظلمه، فكانتْ تُصلي فيه حتى لقيت الله -عزَّ وجلَّ'' انتهى.

ولكن هذا لا يُعارض جواز الخروج للعمل إن كان يُلائِم فطرةَ المرأة الخلقية، ووظيفتها الجسديَّة، إذا ما أمِنَتِ الفتنة، ورُوعِيت الأحكامُ الشرعيةُ، مِن خلال امتناع الخلوة، وجميع التصرفات غير الشرعية، وكان ذلك بإذن وَلِيِّها؛ مثل: العمل في تدريس البنات، أو عملها في مستشفى خاصّ بالنساء، فلا حرَجَ على المرأة في مِثْل هذه الأعمال، ولو لم تكنْ محتاجةً، بل قد يكون عملُها مندوبًا، أو واجبًا؛ بحسب حالها والحاجةِ إليها، وما لم تكنْ هناك حاجةٌ حقيقيةٌ إلى عملِها ضمن الشروط السابقة، فقرارُها في بيتها خيرٌ لها، والمصلحةُ في بقائها متحقِّقةٌ، وخروجُها للعمل سيكون على حساب وظائفها المنزلية، والتي هي الأصلُ والأَوْلَى بالرعاية.

وأرجو أن تراجَعي استشارة: "أبي يجبرني على العمل في ظل الاختلاط"

وفقك الله لكل خيرٍ.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام